الأسرى في الإسلام

الشيخ حسن عبد الحميد

لم يكن في حروب النبي عليه السلام معتقلين ؟؟

كما نجدهم في سوريا فسجونها ملأى بالمعتقلين ، منهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ؟؟

في سجن تدمر الصحراوي مات الآلاف ، وفيه عذب الآلاف ، ومثله صدنايا ، 

وآخر صرعة للمعتقلين تعذيب حتى الموت ، وبعدها يلقى المتوفى في حاوية ، أو في نهر قويق ؟؟؟

 وللموت عند الظلمة اسم جديد هو تصفية الموت السريع ، وهناك اعتقال في زنزانة منفردة طولها متر وعرضها متر ، عرفتها في سجن المزة ، والداخل إليها لايخرج إلا جثة هامدة ، أما غذاءه فهو غذاء حيوان لا إنسان ؟؟ 

جرى تبادل أسرى بين العرب وإسرائيل ، خرج الفلسطينيون من السجون بصحة جيدة ، حلقوا شعورهم ، بناطيلهم مكوية ، وجوههم فيها حيوية مشرقة ، أما طغاتنا فهم قوم لايحترمون انسانية الإنسان ؟؟

ديننا يقول :

(فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ، فشدوا الوثاق  فإما منا بعد واما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ٤ ) سورة محمد .

ولي الأمر أما أن يمنّ على الأسير فيطلقه دون شيء ، أو يأخذ منه فدية كما فعل بأسارى بدر ، كان من راي عمر الفاروق رضي الله عنه قتلهم واراحة الأرض منهم ، وكان رأي الصديق أخذ الفداء منهم ، ومنهم أطلق إذا علّم عشرة من أبناء المسلمين ، ونزل الوحي يؤيد رأي الفاروق رضي الله عنه 

( ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم ٦٧ لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب أليم ) الانفال 

١ / من الأسرى زعيم مشرك يعيش في اليمامة ، اسمه ثمامة بن أثال ، أخذ اسيرا إلى رسول الله ، ربط بسارية من سواري المسجد ، قال المصطفى أحسنوا إساره ، واجمعوا ماعندكم من طعام فابعثوا به إليه ، خرج إليه النبي عليه السلام ، ماعندك ياثمامة ؟؟ 

فقال : عندي خير يامحمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وأن تنعم تنعم على شاكر ، وإن تريد المال تعطه ، فتركه عليه السلام حتى كان الغد ، ماعندك ياثمامة ، فأجاب بنفس الجواب ، فتركه ، في الغد ماعندك ياثمامة فكان الجواب نفسه ، فقال المصطفى عليه السلام :

 أطلقوا ثمامة ، أي صدر العفو عنه ، وقف الرجل مشدوها بهذه السماحة ؟؟ 

فسأل من حوله كيف يعمل من يريد الدخول في دينكم ، فارشدوه ، فانطلق إلى بستان قريب فاغتسل ، ثم دخل المسجد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله 

يامحمد والله ماكان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليّ ، والله ماكان من دين أبغض اليّ من دينك ، فأصبح دينك أحب الدين إلي .... ، 

وطلب من النبي عليه السلام أن يسمح له بالمغادرة ليؤدي عمرة في مكة فسمح له عليه السلام ، ذهب ثمامة ودخل الحرم وهو يهتف بقوة لبيك اللهم لبيك ، استغربت الجموع ثمامة أسلم على مايبدو وهجموا عليه ، 

فقال لهم : والله لاياتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ، انظر البخاري ٤٠٢٤ 

هزته الأخلاق الحميدية هزا ، فملكت عليه زمام قلبه ، وأسرته في أسر جديد عن طواعية فتهللت اساريره ، ونطق أشهد أن لا إله إلا الله ، ولله العزة ولرسوله وللمومنين 

وأعلن المقاطعة الاقتصادية لمن حاربوا الاسلام ، المقاطعة لمن عذبوا المسلمين وفتنوهم عن دينهم ، فشل اقتصادهم حتى أصابهم الضجر ، فارسل وجهاء قريش إلى رسول الله عليه السلام يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة ليخلي لهم حمل الطعام 

عليه الصلاة والسلام .

٢/  ومن الأسرى سفانة بنت حاتم الطائي 

النبي عليه السلام عقب بعض الغزوات وقف يستعرض الأسرى ، فوقفت امراة وقالت : 

يارسول الله هلك الوالد ، وغاب الرافد ، فامنّن عليّ منّ الله عليك ، يامحمد ( صلوا على نبي الله محمد ) عربية فصيحة تناشد عربيا هاشميا ، 

يامحمد خلّ عني ولا تشمت بي أحياء العرب ، فإن أبي كان سيد قومي ، يفك العاني ، ويحمي الذمار ، ويفرّج عن المكروب ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ، ويحمل الكلَّ ( الضعيف ) ، ويعين على نوائب الدهر ، وما اتاه أحد بحاجة فرده خائبا ، أنا ابنة حاتم الطائي 

فقال النبي عليه السلام : ياجارية هذه صفات المومنين حقا ، لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه ، وصدر أمر النبي العظيم الرؤوف الرحيم عليه الصلاة والسلام : خلوا عنها فان أباها كان يحب مكارم الأخلاق 

( أرجو أن تعيدوا قراءة الأسطر بعناية )

استاذنته بالدعاء وقالت : 

أصاب الله ببرك مواقعه ، 

ولا جعل لك إلى لئيم حاجة

 الله أكبر ، ماهذه الفصاحة ؟؟ ماهذه الحكم ؟؟ 

الحاجة إلى اللئيم مشكلة كبيرة ؟؟

انظروا لها في زماننا ؟؟

ثم قالت : 

ولا سلب نعمة عن كريم قوم إلا جعلك سببا في ردها 

الله اكبر ، لو سمع الجاحظ هذه البلاغة من امرأة لصفق طربا 

واخيرا ختم العظيم عليه الصلاة والسلام ناصحا من حوله : 

(  ارحموا عزيز قوم ذل ، وغنيا افتقر ، وعالما ضاع بين جهال ) رواه ابن حبان 

احفظ هذه العبارة ، هذه البلاغة ، هذه الحكمة ، هذه النصيحة 

صلوات ربي وسلامه عليه أجاب على بلاغة امرأة ببلاغة أعظم منها ، وهو عليه الصلاة والسلام أفصح من نطق بالضاد ، هو ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، وعليه نزل القران انقى وافصح وثيقة بلاغية 

صلى عليك الله ياعلم الهدى ماهبت النسائم ، وما ناحت على الايك الحمائم 

إن الله وملائكته يصلون على النبي ، ياايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسلميا 

انطلقت سفانة إلى أخيها عدي فقالت له : 

رأيت فيه خصالا تعجبني ، رأيته يحب الفقير ، ويفك الأسير ، ويرحم الصغير ، ويعرف قدر الكبير ، مارآيت أجود ولا أكرم منه 

هذه المرأة الفصيحة الحصيفة سفانة ابنة حاتم الطائي أخت الصحابي الجليل عدي بن حاتم رضي اله عنه

عرف النبي عليه السلام قدر مشاعرها وقدر أباها ففك أسرها وأطلقها وأكرمها وبالغ في إكرامها 

ارجوكم اقرأوا كلمات سفانة مرتين أو ثلاثة وشكر ربنا سعيكم ، وصلوا على رسول الله 

اللهم فرج عن الاسرى وفك قيد المأسورين والمعتقلين يارب العالمين

أخي أنت حر وراء السدود 

                أخي أنت حر بتلك القيود 

إذا كنت بالله مستعصما 

                    فماذا يضيرك كيد العبيد 

أخي ستبد جيوش الظلام 

                ويشرق في الكون فجر جديد 

أخي هل تراك سئمت الكفاح 

                 وألقيت عن كاهليك السلاح 

فمن للضحايا يواسي الجراح 

                     ويرفع راياتها من جديد 

والله اكبر والعزة لله 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 665