المباهلة والملاعنة ؟؟؟

الشيخ حسن عبد الحميد

المباهلة كانت مع المشركين واليهود والنصارى ، مباهلة للمشركين الذين يزعمون أنهم على هدى فيما هم فيه 

كما ذكر الحق سبحانه وتعالى مباهلة اليهود في قوله تبارك اسمه ( قل ياأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ٦ ) الجمعة 

أي أدعو على المبطل منا ومنكم بالموت إن كنتم تزعمون أنكم على الحق ، فإنه لايضركم الدعاء ، فنكلوا عن ذلك ؟؟

وقد ذكر ذلك مبسوطا في سورة البقرة 

وهنا سنذكر مباهلة الرسول عليه الصلاة والسلام للنصارى في سورة آل عمران حين صمموا على الكفر واستمروا في الطغيان والغلو في دعواهم أن عيسى ولد الله ، وقد ذكر الله سبحانه براهينه على عبودية عيسى ، وأنه مخلوق كآدم عليه السلام ، قال تعالى ( فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم ، فقل تعالوا ندع أبناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكافرين ٦١ ) ال عمران ، فنكلوا 

نبتهل معناها : نتضرع في الدعاء ، فنجعل لعنة الله على الكاذبين ، بان نقول اللهم ألعن الكاذب في شأن عيسى .

وقد دعا عليه الصلاة والسلام وفد نجران لذلك لما حاجاجوه ، فقال ذو رأي لقد عرفتم نبوته ، وانه ما باهل قوم نبيا الا هلكوا فوادعوه صلى الله عليه وسلم ثم انصرفوا ؟؟

وخرج عليه السلام ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي رضي الله عنهم وقال لهم : إن دعوت فأمنوا ، فآبا القوم ان يلاعنوه وصالحوه على الجزية 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لو خرج الذين يباهلون لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا ، وفي رواية لو خرجوا لاحترقوا.

أما الملاعنة 

فقد ذكرت في سورة النور الآيات ٦- ٩ ، وفيها فرج للأزواج وزيادة مخرج ، إذا قذف أحدهم زوجته وتعسر عليه إقامة البينة ، أن يلاعنها كما أمر الله عز وجل ، وهو أن يحضرها إلى الإمام فيدعي عليها بما رماها به ، فيحلفه الحاكم أربع شهادات بالله في مقابله أربع شهداء ( إنه لمن الصادقين ) أي فيما رماها به من الزنى ، ( والخامسة أن لعنت الله عليه أن كان من الكاذبين ) ، فاذا قال ذلك بانت منه ، وحرمت عليه ، ويتوجب عليها حد الزنى ، ولا يدرأ عنها العذاب إلا أن تلاعن ، فتشهد أربع شهادات بالله إنه من الكاذبين ، أي فيما رماها به ، ( والخامسة أن غضب الله عليها أن كان من الصادقين )

جاء هلال بن أمية من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجلا ، فرأى بعينه وسمع باذنيه ، فلم يهجه حتى أصبح فغدا على رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال : يارسول الله إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا ، فرأيت بعيني وسمعت بأذني ، فكره رسول الله عليه السلام ماجاء به ، واشتد عليه ؟؟

واجتمعت الانصار فقالوا الان يضرب رسول الله هلال بن أمية ويبطل شهادته في المسلمين ، فقال هلال : إني والله لارجو أن يجعل الله لي مخرجا ، 

فآرسل رسول الله إلى المرأة  فجاءت ، فتلا عليها الآية ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا انفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ٦ والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين ٧ ، ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ٨ والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين ٩ ) 

وذكرهما وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا ، فقال هلال : والله يارسول الله لقد صدقت عليها ، فقالت : كذبت !!

 فقال رسول الله لاعنوا بينهما !!

فقيل لهلال اشهد ، فشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الصادقين ، فلما كان في الخامسة قيل له ياهلال اتق الله ، فان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فشهد في الخامسة أن لعنه الله عليه إن كان من الكاذبين

و قيل للمرأة اشهدي أربع شهادات أنه من الكاذبين ، فلما كانت الخامسة قيل لها اتق الله ، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، وأن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب ، فتلكأت ساعة ثم قالت : والله لا آفضح قومي ، فشهدت الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين 

فرق رسول الله عليه السلام بينهما ، وقضى ألايدعى ولدها لأب ، ولا يرمى ولدها ، ومن رماها أو رمى ولدها فعليه الحد ، وقال عليه السلام ان جاءت به اصيهب أريسح  حمش الساقين فهو لهلال ؟؟

وان جاءت اورق جعدا جماليا ، خدلج الساقين سابغ الاليتين فهو للذي رميت به ، فجاءت به اورق جعدا ، جماليا ، خدلج الساقين ، سابغ الاليتين ،

فقال عليه السلام : ( لولا الإيمان لكان لي ولها شأن ) 

قال عكرمة : فكان بعد ذلك أميرا على مصر ، وكان يدعى لامه ، ولا يدعى لآب 

أخرجه البخاري في صحيحه ، وأبو داود في سننه ، وابن ماجة والترمذي والنسائي 

ومن أراد من الاخوة التوسع في فهم سورة النور فليقرأ تفسيرها في كتاب مستقل لأبي الاعلى المودودي فيلسوف الإسلام في هذا القرن رحمه الله 

خلاصة الأحكام : 

١/ الزاني المحصن او المحصنة عقابه الرجم بشروط معروفة في الفقه الإسلامي 

٢/ الزاني الأعزب عقابه وعقابها الجلد ذكرا كان أم أنثى 

وقال بعض الفقهاء مع الجلد التغريب عن بلده عند جمهور العلماء ، خلافا لأبي حنيفة رحمه الله ، فعنده التغريب عائد إلى رأي الإمام 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 670