حروب الشطرنج - 2

د. حامد بن أحمد الرفاعي

قال أوباما:"أن الإدارة الأميركية ليس لديها استراتيجية لمواجهة داعش!"وعاد ليقول"التحالف الدولي غايته حملة ضد داعش وليس حرباً عليها..؟!"ثم يقرر ويعلن قائلاً:"أنَّ محاربة داعش ستكون بقوى سُنيِّةٍ؟!"ويسترسل فيقول:"الحرب على داعش ستستمر عدة سنوات ؟؟؟"ثم ينوه فيقول:"الحرب على داعش تأتي استجابة لطلب من الحكومة العراقية؟!"وسورية تفا جيء العالم لتقول:"أجواء سورية مفتوحة أمام طيران التحالف الدولي لمحاربة داعش وباقي الإرهابيين؟؟!".في عام 2003م شن تحالف دولي سابق حرباً على العراق لإسقاط صدام حسين وإنقاذ العالم ودول الجوار من مخاطر خزائن أسلحة الدمار الشامل التي زعموا أن الرئيس صدام حسين كان يعدها لإحراق العالم!ومن ثم ليتحولوا بالعراق إلى جنة ديمقراطية غناء..؟؟؟!!!!واليوم يحتشد العالم بتحالف دولي من نوع آخر مطور ومنقح ضد داعش-النسخة الطالبانية المطورة- وليس حرباً عليها كما يقول سيد البيت الأبيض الأمريكي..؟!إذاً حرباً على من..؟ ولصالح من..؟ألِصالح النظام العراقي..؟أم لِصالح النظام السوري..؟أم لكلاهما..؟أم لِصالح أمر ما يراد بالمنطقة لإعادة تشكيلها..؟عندما يقول الرئيس أوباما:"أن الحرب على داعش ستكون بقوى سُنيِّةٍ وستستمر سنين عديدة؟!"يعني بوضوح أن التحالف يدفع المنطقة لحرب استنزاف طويلة الأمد..وأن وقود استنزافها سُنيٌّ وسُنيٌّ فقط..!ولكن لصالح من تستنزف القوى السُنيِّةُ..؟؟؟هذه تساؤلات ينطق بها المشهد المرعب القادم للمنطقة..فإذا أضيف إليها ما يتطاير من شرر تنثرها كرة النار الآخذة بالتضخم والتسارع على الساحة اليمنية..يرى المتأمل ببساطة:أن هناك مشروعاً متكاملاً آخذ بالتحرك الحثيث نحو مقاصده المدمرة..أمَّا ما هو..؟ وما العمل..؟فهذا من شأن أولي الأمر الحكماء الذين نحسبهم أعلى نظراً وأطول باعاً في  التعامل مع هذه المكائد وأهلها..والله غالب على أمره وهو سبحانه المستعان والهادي إلى سواء السبيل.

وسوم: العدد 672