رسالة مفتوحة إلى الأباء والأمهات

الشيخ حسن عبد الحميد

فرحت البارحة فرحة عارمة وكأني في عيد ، وبكيت فرحا لماذا ؟؟ 

اقراوا معي قوله تعالى :

( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا )

نسبا من جهة الذكور ، وصهرا من جهة البنات .

لنا أحفاد يقيمون في برلين ألمانيا ، صغار كزغب القطا ، حفظّهم أبوهم وأمهم قصار الصور .

سمعت ابن الخامسة وهو يقرأ 

(  إنا أعطيناك الكوثر ) ، وسمعت البنات الصغار يقرأن ( إذا جاء نصر الله والفتح )

و ( لإيلاف قريش )

من قلب برلين ينطلق صوت الصغار ، 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وماأدراك ماليلة القدر ) 

وحفيدي كرم يسمعني جزء عم وسورة تبارك وهو ابن ٧ سنوات

والأب والأم والأحفاد يصومون في قلب المانيا ٢٠ ساعة ، وهذه أعظم عقيدة الإسلام .

قالوا لعلي رضي الله عنه : 

ما آطيب الطيبات ؟؟

قال رضي الله عنه : صيام في الصيف ، وإكرام الضيف ، وضرب أعداء الله بالسيف . 

سلام عليك يا أبا الحسن ورضي الله عن زوجتك فاطمة ، وأولادها الحسن والحسين ،

رأى نبينا عليه السلام الحسن يعثر في ثوبه فنزل عليه السلام عن المنبر وحمله ، وصلى عليه السلام فجاء الحسين رضي الله عنه فركب ظهر النبي العظيم صلوات الله عليه ، وأطال النبي السجود وأطال حتى نزل الحسين من تلقاء نفسه ، وعلل النبي عليه السلام إطالة السجود : إن ابني ارتحلني ، أي جعلني جملا له فكرهت ازعاجه بانزاله .

لذا أنادي الأباء والأمهات : 

- اجلسوا مع أولادكم ، علموهم القرآن ، واسمعوا لهم ، ونفذوا وصايا النبي عليه السلام :

مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم بالمضاجع . 

- اجلس أيها الأب مع الأولاد وحفظ أولادك قصار السور ، واسمع تلاوتهم ،

وأنت أيتها الأم لست طباخة نفاخة ، أنت مربية ، أنت مدرسة اغرسي في الصغار حب الله ورسوله

- اسمعوا إلى نبينا محمد عليه السلام ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ،

أيتها الأم أنت مسؤولة عن تعليم أولادك سيرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام 

قال حافظ إبراهيم :

الأم مدرسة إذا أعددتها.    

             أعددت شعبا طيب الأعراف 

وقال أحمد شوقي :

وليس اليتيم من انتهى أبواه    

                 من همّ الحياة وخلفاه ذليلا 

إن اليتيم هو الذي تلقى له.   

                   أما تخلت أو أبا مشغولا

- أيها الآباء عليكم بقراءة كتاب ( تربية الأبناء في الإسلام ) للشيخ عبد الله علوان ، فارس المنابر رحمه الله

- أيها الأب لو كنت أميا افتح التلفاز على صلاة التراويح في الحرم واسمع تلاوة القرآن من أقدس البقاع ، وقل إذا رأيت الطائفين : اللهم إن الحرم حرمك ، والبيت بيتك ، والأمن أمنك ، فحرم لحمي وبدني على النار يارب العالمين

- قل أيها الصائم أنت والزوجة والأولاد ، وأنت في أمريكا وبرلين وفي كل مكان بصوت عال وأكف الزوجة والأولاد مرفوعة عند الأفطار ( اللهم لك صمنا ، وعلى رزقك أفطرنا ، فاغفر لنا ماقدمنا وما أخرنا ، ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله )

- كنت أقرأ في القرآن الكريم ، وأنا أحرص على القراءة في تفسير الجلالين ، قال تعالى في سورة الرحمن ( والنجم والشجر يسجدان ) يقول التفسير النجم هنا ليس نجم السماء ، بل النبات الذي لا ساق له كالبطيخ والجبس والكوسا والخيار وووو 

فهل تعلم ذلك ؟؟

- على البنت الكبيرة المثقفة واجب كبير في تعليم أمها وأخوتها وأخواتها بل وأبيها ، إن نبينا عليه السلام يقول : بلغوا عني ولو آية ، والأب مسؤوليته كبيرة ، فلو أحضر لبيته مدرسا براتب ليتعلم القرآن فهو الرابح ، هو الرابح

- أيتها الأم أنت عربية هل أديت واجبك تجاه الجارات التركيات ، هل تعلمينهن آيات الذكر الحكيم ، إن في الهند مئات الحافظات لكتاب الله وهن أعاجم ، حاولي أيتها الأم أن تحفظي سورة تبارك ، واسمعي لأشرطة القرأن الكريم وتبعي مع أحد الحفاظ وهو يقرأ ، كابن بلدك الشيخ أيمن السويدان ، لاتهجري القرآن بحجة الجهل ، وليس عذرا ، القرآن مسجل على أشرطة كاسيت ويذاع يوميا باصوات طيبة كعبد الباسط والطبلاوي والحذيفي والمنشاوي وأيوب وغيرهم

- أيتها الأم ليست مهمتك طبخ اللذيذ من الطعام ، تعلمي القرآن وعلميه ؟؟

- أيها الأب حسابك عند الله عسير ، والجهل ليس عذرا ، وإن لله عبادا إذا أرادوا أرادوا

( ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر )

تابعوا ياناس قراءة إمام الحرم المكي والمدني وحياكم الله

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 674