رمضان .. حسن الهدية والدعاء
تم البارحة إحياء ليلة القدر ، بمسجد النور بالشرفة الشلف. حضر اللقاء جمع كبير من المصلين وجيران المسجد.
إفتتح الإمام كلمته بالدعاء للجزائر أولا، وقد ركز على هذه النقطة، وقال لنبدأ بالدعاء لوطننا الجزائر، وقد أطال في ذلك. وهذه ميزة تحسب لأئمة الجزائر الذين يعرفون فضلها وخيرها، فيقدمونها في الدعاء.
ثم دعا للمرضى، والمساجين، وطلبة البكالوريا، وكل فتاة تريد الزواج، وكل زوج يريد الولد، وكل من ساهم في إحياء الليلة، والقائمين على المسجد، وكل جيران المسجد، وأن يرزقهم الألفة والمحبة فيما بينهم.
ثم وزعت جوائز على 20 طفلا من الذين حضروا دروس حفظ القرآن الكريم من ذكور وإناث. وقد قرأ بعض الأطفال جزء يسيرا من آيات بينات على مسمع من الإمام والمصلين. وكانت أغلبها قراءات موفقة، تحتاج لزيادة في الضبط والإتقان.
وكبار السن هم الذين قدموا الجوائز للأطفال، فالتقى الكبير والصغير على مائدة الرحمن.
ومن الملاحظات التي كتب لأجلها العرض والمقال، توزيع جوائز على كبار السن في الحي والمسجد. فكانت مبادرة في غاية الروعة، وتستحق كل الشكر والثناء. فالكبار يستحقون بدورهم أن يلتفت إليهم الجميع، ولو بمبادرة رمزية، وذلك أضعف الإيمان.
وتم كذلك توزيع جوائز على مرضى كبار السن من الجيران. وسلمت لمن ينوب عنهم من جار وولد، ليسلمها لهم. فكانت بحق مبادرة تستحق كل الاحترام والتقدير.
وبهذا تكون الفرحة شملت الأبناء وأوليائهم، وكبار السن، ومرضى كبار السن، سائلين التوفيق والمزيد في مناسبات أخرى، تدخل الفرح على الجزائر وأبنائها.
ثم قام الإمام فصلى بسبح، معلنا ختم القرآن الكريم، بقراءة سيّدنا ورش، كما هو معمول به لدى أهل المغرب العربي عامة والجزائريين خاصة، منذ 14 قرنا.
وختم اللقاء بتوزيع مشروبات وحلويات على الكبار والصغار والأطفال. فعمّت الفرحة الجميع، وسادت المحبة إلى حين.
بقيت الإشارة أن المصلين هم الذين شاركوا بمالهم الحر في شراء الجوائز الممثلة في كتب ذات قيمة علمية ، ورواد المسجد هم الذين إشتروا ماطاب من القهوة وشاي وعصير وقلب اللوز.
وفي مثل هذا الجو البهيج، الذي يتمناه القريب والبعيد، لا يسع المرء إلا أن يحي أهل مسجد النور بالشرفة الخامسة، سائلا المولى عزوجل أن يسدّد خطاهم، ويثبت أجرهم، ويوفقهم لما هو أحسن وأفضل. وأن يحفظ الجزائر بأبنائها الذين يدعون لها، وجيران الجزار جميعا، وبلاد المسلمين جميعا.
وسوم: العدد 675