رسائل إلى زوجي، أوصيك ونفسي بالصلاة
زوجي الحبيب
لعلك تقول في نفسك وأنت تقرأ ما أكتبه لك : هذا بيني وبين ربي فلا تتدخلي فيه !
ومع توقعي لكلامك فإني أؤكد أنني أكتب ما أكتبه حباً لك ، وحرصاً عليك ، ورغبة في أن تزيد في رضا الله عنك بفعل ما يقربك منه سبحانه .
لا أراك تصلي في المسجد ، رغم قرب المسجد من بيتنا ، ويذهب أبناؤك للصلاة فيه وأنت جالس تتابع التلفزيون ، أو تقرأ في صحيفة .
لا أريد أن أقوم بدور الواعظة لأذكرك بأن صلاة الرجل في جماعة أعظم ثواباً من صلاته في بيته وحده ، كما قال r ( صلاة الجماعة تعدل خمساً وعشرينمن صلاة الفذ ) صحيح مسلم . وفي صحيح البخاري ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة ) وفي رواية متفق عليـها ( صلاة الجماعةتفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )
ولعلك تقول لي : وهل ترينني إن كنت أصليها في المسجد أم لا حين أكون خارج البيت ؟! وأوافقك على اعتراضك ولهذا لم أشر إلا إلى عدم صلاتك فيالمسجد وأنت في البيت .
ثم أراك وأنت تصليها في البيت تسرع فيها وكأنها شيء ثقيل تريد أن ترتاح من حمله ، فلا تطمئن في ركوعك وسجودك وقيامك ، ومن ثم يضيع أكثرأجرك منها ، كما قال r ( إن الرجل لينصرف وما كُتب له إلا عُشْر صلاته ، تسعها ، ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها ... )أخرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن حبان .
وأرجو أن تتأمل في الحديث التالي الذي يجعلنا نقبل على الله في صلاتنا ونخشع فيها : عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله r ( إن الرجل إذا دخل فيصلاته أقبل الله عليه بوجهه ، فلا ينصرف عنه حتى ينقلب ، أو يُحدث حَدَث سوء ) ابن ماجه .
بل إن النبي r يشبه ذاك الذي لا يتم ركوعه ولا سجوده بمن يأكل تمرة أو تمرتين .. فهل تشبعانه ؟ كذلك الصلاة السريعة لا تشبع ظمأ روحه . قال النبي r (إذا صلى أحدكم فليتم ركوعه ، ولا ينقر في سجوده ، فإنما مثل ذلك كمثل الجائع ، يأكل التمرة والتمرتين ، فماذا يغنيان عنه ؟ ) أبو يعلى والطبرانيوالبيهقي .
أدعو الله أن يرزقنا الخشوع في الصلاة ؛ لنكون من المفلحين ، كما قال سبحانه } قد أفلح المؤمنون ` الذين هم في صلاتهم خاشعون { المؤمنون ( 1 و 2 ) .
وسوم: العدد 675