عن بذور الإلحاد وجذوره وثمره (3)
الحوار بين مجتمع الكحول ومجتمع المآذن أو الوثنية الجديدة وأهل التوحيد كلام لا يفيد وإضاعة للوقت وتبديد للجهد على نحو جهنمي وهو أيضاً تدمير للعقل وإفساد لقضاياه وتعطيل له عن العمل الجاد لتحقيق الأمر الإلهي كما جاء في سورة العصر التي تلخص القضية كلها : )وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)(
الإيمان والعمل الصالح. هذه هي قضيتنا الأساسية. الحوار بين الأديان مشغول بتحطيم منظومة الإيمان والعمل الصالح وشطبها من منظومة قيمنا العليا ويهمنا أن نذكر بدور على السمان في الحوار ولقاءاته مع الفاتيكان ومهمته التى يؤديها في اهتمام بالغ مما دفعنا إلى البحث عن أمر الرجل ووأنتهينا إلى أنه أداة طبيعة ولا هوية له ومثله كثير والأمر كله لا يخرج عن المحاولات الجادة لإفساد قضية الإيمان بالاكتفاء بالاعتقاد القلبي. وتفريغ العمل من شرط الصلاح.
وقد نجحت في كثير من الأمور وأنت ترى أيها القاريء الكريم ماذا يقدم الفجرة في قنواتهم الفضائية بيد أن الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض مهما كان حجم الفجر فانتزاع عقيدة المسلم من بين جنبيه دونه قطع الرقاب. قد يُغيب وعيه ولكن حينما يمس الأمر عقيدته ينهض للمقاومة والمثال في أراضينا المحتلة شاهد على ما نقول.
والواضح الجلي أن إفساد إيمان الناس ظاهر لكل عين فوسائل الإعلام أتلفت العقول والنفوس وكادت المفاهيم البذيئة تغطى كل نظيف وغابت الرقابة على المصنفات الفنية فأصبح القبح ظاهرة يتعاطاها الناس دونما خجل أو مراعاة للذوق العام وكل ما نراه من إسفاف يضعه الإعلام الفاجر داخل برواز جميل اسمه حرية الرأي!!
أى حرية؟ إنها حرية الإفساد.
إن حرية الرأي لها ضوابط وقيود وألا يتحول إلى فوضى عارمة كما نرى الآن (كباش تتناطح!!) أن حرية الرأي ليست مطلقة كما يتوهم البعض وهي بخلاف حرية الاعتقاد التي هي مطلقة حيث لا إكراه في الدين كما قال تعاظم وارتفع في قرآنه المجيد. أما حرية الرأي فهي مفسدة تنبت في الغرب وانتقلت النبتة إلى عالمنا الإسلامي بواسطة رواد الانبهار الذين صدعوا أدمغتنا بها ليل نهار وهي مفسدة عظيمة تؤدى إلى هلاك الأمم والمجتمعات وكمثال لا خلاف على حرية الاعتقاد مطلقاً فهى مكفولة وديننا يدافع عنها بنصوص قرآنية واضحة غير قابلة للتأويل ولكن المعضلة هو أنك لا تتعدى باعتقادك الذي اعتقدت الضوابط التي وضعها الشرع لحماية الدين والمحافظة عليه بأن تدعو مثلاً إلى الزندقة والكفر وتهوين الدين في نفوس الناس وهو ما نراه من بعض الزنادقة على شاشات التلفاز تحت عنوان سخيف اسمه حرية الرأي وآخر يصف نفسه أو يصفه بليد آخر أنه مجتهد كما وصف شاهدنا وسمعنا ..
خلط عجيب بين حرية الرأي وحرية الاعتقاد.
حرية الرأي مقيدة
حرية الاعتقاد مطلقة.
إن المجتمع الإسلامي له ضوابطه وقيوده التي تحكم حياته اليومية من صلاة الفجر حتى صلاة العشاء وانتهاء اليوم. ويصفه البعض أنه يوم المسلم خال من الكحول! نعم فرق كبير بين مجتمع الكحول ومجتمع المآذن كما يقول الدكتور مراد هوفمان.
والحقيقة أن محاولات إخضاع المسلم لمفاهيم الوثنية الغربية عملية إجرامية ومن أخطر العمليات القذرة التي تقوم بها أذر ع التبشير. نحن أمة لها مفاهيمها الخاصة المستمدة من عقيدتها السماوية أما الوثنيات الغربية أو الشرقية فلم تعرف الدين الصحيح أو لم يصل إليها أو عرفته وتم تحريفه أمر لا يشغلنا ولا نبحث في صحته. إن ما يشغلنا هو ديننا الذي حفظه الله لنا قرآنا وسنة عليه نحيا وعليه نموت وعليه نبعث إن شاء الله وكل منا يدعو إلى هذا الدين بالحكمة والموعظة الحسنة وفي سبيله فقط يموت. ولما كان الأمر بهذه القوة أعدت الوثنية المعاصرة سكينها للقضاء على كل مفهوم من مفاهيمنا وكان الهدف هم شباب الأمة من بنين وبنات لتزرع فيهم كل الآفات التى تدمر الأخلاق وتقطع صلتهم بدينهم بكل وسيلة من وسائل الاستخفاف من خلال برنامج ومسلسلات ودراما وأفلام وأغاني منحطة غاية الانحطاط بالغة السوء والسفالة لتشغل أولادنا عن تحصيل النافع والمثمر، بللا أصبحت لمفردات (الثقافية) الغربية هى المتداولة وأزيحت مفاهيمنا المستمدة من ديننا بل صرنا نخجل من تداولها. خاصة فيما فيما يطلق عليه المحافل الدولية لدرجة أن أحدهم يخجل من إفتتاح كلمة بحمد الله والثناء عليه خوفاً من نظرات سامعيه وخجلاً من كاميرات الفضائيات !! هذا هو حالنا حالياً!! لقد أصبحنا نخجل من ديننا ولا حول ولا قوة إلا بالله. شغلنا بما لا يصح أن ننشغل به مثل:
1- حوار الأديان
2- الثقافة العالمية
3- تجديد الخطاب الديني
4- السلام العالمي
وقد قام الإعلام المناهض لكل دين باستخدام كافة الوسائل لوضع كل الأمور السابقة موضع اهتمام الشعب.
وكانت البرامج الحوارية تبث ليل نهار كل سمومها بلا كلل ولا ملل وتستعدى هلافيت لا وزن لهم ولا قيمة لترديد كلام سمج ساقط لا معنى له يصطدم تماماً مع عقيدة 95% من الشعب !!
1- حوار الأديان !
يقول المثل الشعبي المصري (أول القصيدة كفر). الدين الذي أنزله الله اسمه الإسلام وهو يدعو إلى التوحيد أى أنه لا إله إلا الله نادى بها ودعا إليها جميع الأنبياء والرسل من لدن سيدنا آدم إلى خاتم المرسلين سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. دين واحد. ليس هناك أديان سماوية، إنما هو دين واحد إذن فيكون حوار الأديان هو حوار بين أديان لا علاقة لها بدين الله الواحد قد يكون بين أهل التثليث بعضهم البعض أو أية أديان وضعية أخرى كالبوذية ولا علاقة لنا بكل هذا البلاء والزيف. لا علاقة لدين الله الواحد بأى أديان وضعية مطلقاً. والعبارة نوع من التدليس والفجور فليس هناك أديان سماوية فليس هناك دين يهودي أو مسيحي ومن يقول بهذا الرأي من أهل الإسلام عليه أن يراجع عقيدته ويقول العلامة محمد عبد الله دراز في كتابه (الدين) من مطبوعات دار القلم بالكويت عام 1971 (دين واحد وشريعتان كبريان وشريعة مكملة) ص 141.
الدين هو الإسلام والشريعتان التوراة والقرآن والمكملة هى شريعة الإنجيل. وقد نسخت شريعة القرآن كل الشرائع السابقة وأبقت على الصالح منها بعد أن تعرضت للتحريف.
مرة أخرى: شريعتان كبريان وشريعة مكملة ودين واحد.
فلا مجال لشئ اسمه حوار الأديان وتدليس الفاتيكان وكنائس الغرب والشرق أمر واضح لكل صاحب مسكة عقلية، ولكن أن يكون الحوار بين الشعوب للتعارف والتعاون فلا شك أنه أمر مطلوب تسعى إلى تحقيقه كل الدول التي تفقد رغبتها في استغلال ثروات الشعوب ونهب ثرواتها كما يقول (روجيه جارودي) رحمه الله.
2- الثقافة العالمية
الثقافة العالمية مصطلح صادم ينفر منه مجرد الذوق السليم. هناك ثقافات متعددة نظراً لوجود شعوب وقبائل متعددة فلا يمكن أن تكون هناك ثقافة عالمية إنما توجد ثقافات مختلفة تتعارف فيما بينها كسنة من سنن الخالق سبحانه وتعالى.
3- تجديد الخطاب الديني
أى خطاب ديني؟
المقصود طبعاً الخطاب الديني الإسلامي.
نقول وبالله التوفيق أن آية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ...) تنسف هذا الكلام الذي هو أفرغ من الفراغ.
ليس هناك ما يسمى تجديد الخطاب الديني ، إنما هي محاولات لتفريغ الدين من حقيقته بدأتها بريطانيا في الهند قبل قرون مضت وشغلت كرومر طويلاً أثناء احتلال بريطانيا لمصر وشغل بها البعض مثل الشيخ محمد عبده ولا ندرى لماذا شغل بها إلا إذا كان تلبية لرغبة صديقه اللورد كرومر!!
وشغل غيره من كتاب أوائل القرن الماضي وشغلوا الناس بهذا الموضوع ونسوا الاحتلال وكرومر.
وتجديد الخطاب الديني مصطلح صك بذكاء إنجليزي معروف تصور معه بعض (كبار) كتابنا أنه هدية الاحتلال لمصر حتى تقوم من رقدتها التي طالت ورقد إلى جوارها أخوانها في عالمنا المنكوب.
ديننا عبارة عن شعائر وشرائع فأيهما نجدده؟!
المقصود طبعاً تجديد الشرائع حتى تصبح ملاءمة للواقع الذي فرضه المحتل (الثقافة الوافدة) ثقافة الربا والدعارة والشذوذ والقمار. قضية خطيرة جداً يتعامل معها ببرود إنجليزي واضح.
لا هم للغرب إلا تدمير الإسلام وقطع رقابنا. هذا هو همهم اليومي في دوائر الفاتيكان رأس الصليبية؟
4- السلام العالمي
يقول (كانت): أن السلام العالمي التام لا يمكن أن يتحقق إلا تحت نظام للسلام الأبدى حيث يكون العالم مجرد مقبرة كبيرة.
لا يوجد ما يسمى بالسلام التام أو السلام العالمي إنما تزييف للواقع في ظل نهب ثروات الدول الفقيرة واستغلالها.
كلام أفرغ من الفراغ ولا يصح لصاحب مسكة عقلية أن يتناول هذه المفاهيم مطلقاً أفرزتها آلة الإعلام الصهيونية لإقتلاع المفاهيم الإسلامية من نفوس الناس تمهيداً لتغيب الناس عن دينهم وهو حاصل فعلاً .. (يتبع)
وسوم: العدد 677