حلب الحضارة
البسمة ..... يابلدي الحزين
أقدم لك تهنئتي بعيد الأضحى المبارك 1435
كل عام وأنت بخير
وقفت في أعماق الليل ،وقد لفني الحزن والخوف والأسى ، أتسامر مع الذكريات،أرقب الكون فأرى حواسه قد خشعت ،وقد نهش الضباب أوصاله،حتى تزاورت عظامه،استنجدت بألفاظ اللغة حتى تمدني بحبال تقوي بصيرتي في ليل الحياة ، فأخبرتني اللغة أن الظلام استهلكها وأفرغها من معانيها حتى صارت بأمس الحاجة إلى نقاهة وإقامة مديدة في مصحة الصمت الشافي ،شعرت أن القمر حزين وقد حجب عني نوره، حفظ الله ضوءك ياقمر ،فهو خبز السعادة للعيون الجائعة،ياقمر هل يستطيع الحزن أن يمسح حزنك،الناس تسأل عن دقات قلبك ياقمر ،كل الناس تسأل عن فوران شراينيك ،ويتردد من بعيد صوت مطرب حلبي ينوح بقدودا"حلبية.
الليل عليّ طال والدمع سل سلس سال
ياليل طل أولا تطل لابد لي أن أسهرك
لو بات عندي قمري مابت أرعى قمرك
ليل وقمر وسهر ، ماأجمل هذه الكلمات إنها لوحة السرور في فلك الزمان، إذا اختفى لون تلك اللوحة ، مضى موكب الأضواء ممزقا"،ماأجمل قمر الليل! حين يدفع الأحبة على الندامة على سفح بدره ،وماأقسى الحياة حين يسرق الغول نور البدر!
قالوا جراح النوى في القلب غائرة مايبرئ الجرح أو يمسح الكمدا
فقلت يومان في حمص وفي حلب ورشفتان من العاصي ومن بردا
يابلدي الحبيب لاتحزن،ستعود أيام العيد كما كانت بالماضي بمشيئة الله،سترفع أصوات المطربين في الأفراح ،وسيسهر الناس في المحلق حتى آذان الفجر ،وستظل حلب مشعا"للفن والذوق والطرب ،وكأني سمعت حلب تهمس في أذن الفضاء
يابلدي ..ستبرق عيون الفجر ،فقد مللت حديث الذكريات ،وستبقى قلعة حلب رمزا"للكبرياء،وسيرقص في قلبها كل العصافير،وهي تغرد بالديمومة والحياة والمجد.
وسوم: العدد 685