البرنس العدني

clip_image002_c8207.jpg

شباب عدن في الخمسينات والستينات في العصر الذهبي والزمن الجميل

كانوا  بطبعهم المتحضر يهتمون بالأناقة وجمال المظهر وحسن الهندام والشياكة والنظافة ، البرنس من أولئك الشباب الراقي المتألق .

البرنس عبد المجيد إسماعيل خدابخش خان من أبناء عدن من عائلة من العائلات المعروفة  والتي لها بصمة واضحة في سجل تاريخ عدن .

البرنس عبد المجيد شاب وسيم أنيق المظهر شبيه بنجوم السينما يتمتع بروح عالية وأخلاق سامية وصفات نبيلة شاب طموح لديه ثقافة عاليه وفكر راقي  ووعي سياسي ناضج  ورياضي وسلوكيات رفيعة .

وقصة اعتقاله فيها شي من العجب لأن الرجل كان خارج البلاد  وركب في طائرة  مصرية متجه إلى إثيوبيا  ولكن الطائرة برنامج رحلتها تمر بعدن وبالفعل هبطت عدن وجاء الزبانية وأخذوه عنوه  بعد مشادة عنيفة مع طاقم الطائرة ،ولأنهم لا يحتكمون إلى ضمير ولا دين ولا إنسانية و لا اتفاقيات دولية اختطفوه من الطائرة .

أصدقاءه ومن يعرفونه في سفرياته خارج عدن في القاهرة بيروت ينادونه بلقب الأمير العدني ..

قصة البرنس عبد المجيد طويلة  والمساحة لا تسمح  حتى لا يمل القارئ . إضافة إنني طرحت تفاصيل للموضوع  من كل الجوانب  وكان لابد من طرحها  ليكون الموضوع مفهوم شامل متكامل لمأساة وطن  وشعب  حكمه حزب أخمد أنفاس الشعب وبعد ما استقرت لهم البلاد  تحولوا يمارسون الإخماد على أنفسهم .

بعد الانقلاب على قحطان وتصفية أهم رموز وقيادات جناح قحطان  ظهر لنا جليا انه مقبل علينا إعصار جارف لا يبقي ولا بذر شر مستطير..

لكن الذي حدث ان الإعصار الذي اجتاحنا أكبر من ما نتصور و نتوقع ملفوف بعباءة حمراء غانية الاحمرار بلون الدم  مزين ببقعه حمراء على شكل نجمة .

انتهت حياة البرنس بمأساة مفجعة، كالكثير من أهلنا وشعبنا الذين لاقوا نهايات مأساوية مؤلمة 

حُكام ذاك الزمن البائس تركوا التشريع الإلهي والسنة المحمدية والقوانين الوضعية الإنسانية  واستبدلوها بنسخ  تجربة السفاح ستالين الذي اعدم الملايين من شعبة.

تم إعدامات واغتيالات وتعذيب واعتقالات أعداد كبيرة من شعبنا من غير ذنب ولا تهم ،من أجل زرع الخوف الرعب ..كابوس مرعب يرافق كل مواطن ، الموت المخيف لا تدري من أين يأتيك  ولا تدري لأي سبب . الإعداد الغبي والمقدمات لزرع الرعب والخوف  معد مسبقا وتركوا الغوغاء والهمج الرعاع يتجمهرون ويتظاهرون في مسيرات وهم  ينعقون بالحديد والنار . وبالروح بالدم  في شوارع المدن والقرى..وكلما مارسوا القتل بحجة انه  ( عميل .خائن . ثورة مضادة .رجعي. الخ... مأخوذة من القواميس الشيوعية ) 

 صار المواطن يخاف حتى من أقرب الناس أليه بل انهم هم أنفسهم يتربصون لبعضهم البعض ويخافون من بعضهم ..

نعلم كلنا يقينا كيف قاموا بتصفيات بعضهم البعض بشتى الطرف وكل الوسائل والأكاذيب بلا خجل ولا حياء . هكذا أدمنوا الأباطيل والإفك وغيرها مما جعلهم يمارسن ذلك على انفسهم { سبحان من يمهل و لا يهمل ولا ينسى  } من رحل منه  يرغم اننا اختلفنا معهم إلا اننا  تأسفنا لنهاياتهم بهذا الشكل اللاإنساني .

.

عم الرعب والخوف عموم الجنوب وهرب الكثير من شعبنا سلكوا كل فج  توجهوا  إلى شتى انحاء المعمورة  من الموت الفجائي والسحل والسحب لا لشيء  إلا  ليبقوا على الكراسي  ولا يتجرأ احد على منازعتهم أو مشاركتهم أو التطاول على هيلمانهم الذي استولوا عليه عنوه بوضع اليد .

البرنس العدني عبد المجيد طالته الأيادي الآثمة لفقت له تهمة وتم أعدمه بكل وحشية قيل اختلاس وفيل رشوه,, أيا كانت التهمة فالقانون الإلهي للعقوبات  حدده الله من فوق سبع سموات – وكذلك لتشريع الأرضي للأمم المتحضرة معروف .

من عجائب القدر ان المحاكم الهزلية  حين يتم تعيين رئيس للمحكمة

جاهل لا يفقه في الفقه الإسلامي ليحكم بما أمر الله ولا لديه علم ولا فهم في التشريع والقانون الوضعي الغريب في الأمر ان اثنين من الذي كانوا يحكمون بالإعدام على  الناس  لاقوا نفس المصير تم الحكم عليهم بالإعدام من تلك المنصات.  وأذكر جيدا  حين قال أحدهم الرئيس المحكمة :-  لا تتعب نفسك وتتعبانا أنا كنت جالس محلك ويرسلون لي المتهمين ومعهم الأحكام عليهم جاهزة  كنا مجرد ممثلين نتبع أوامر ننفذها وأنت اخرج ورقتك الجاهزة  من درج المكتب .

سمحوا لأنفسهم بسرقة ممتلكات الناس ونهب بيوتهم وأملاكهم وأرضهم ومزارعهم . والويل وكل الويل لمن  تأفف أو اعترض   

وهذا ليس مستغربا فنحن نتذكر آلاف من تم تصفيتهم بلا تلفيق ولا تهم

ولا ننسى الشاب العدني ارسلان خليفة  ومأساته

وكم ينتابني من ألم على شبابنا الناصريين المناضلين الحقيقيين  الذين تم إعدامهم لأنهم رموز وطنية 

ومن منا لا ينسى أو لا يعرف ان أول ضحاياهم من أوصلوهم إلى السلطة

ووقفوا إلى جانبهم وقاتلوا حين انهزموا وهربوا وسلموهم السلطة

وكان رد الجميل قاسيا ومؤلما .

وكان بودي أذكر مأساة رجل منهم وطني بحق وله دور نضالي  وساعد الجبهة القومية بكل ما أوتي من قوة مدهم بالمال والسلاح وجعل أربع عمارات في المنصورة تحت تصرفهم وأنقذ البيض من الموت  وساعده في الهروب .. انه عبد الله علي مجور  وكنا مختلفين ومتضادين  ولكن كلمة الحق يجب ان تقال ( ولعلي اكتب عن مأساته  وحكايته الشبيهة بقصة من قصص الروائي العالمي تشالز ديكنز  )  فقد استدرجوه  وهو خارج البلاد وقيل له من مثلك يكرم ويعزز  لا يكون مشرد خارج وطنه . عاد المسكين وكانت فرق الموت بانتظاره عند سلم الطائرة ومن حينها الى يومنا لا احد يعرف عنه شيء

هنا لا أتكلم عن نبش الماضي المؤلم  ولا للمطالبة بمحاسبة ومعاقبة ولا لتجديد الأحزان في هذه الظروف القاسية  التي يمر بها شعبنا  ولا لأجل  اللوم فالكثير ممن صنعوا تلك المآسي قد انتقلوا إلى  رحاب الآخرة  وأمرهم بيد خالقهم .

عند ما نتكلم عن تجربة قاسية أليمة فإننا نتكلم عن غدا مشرق ومستقبل واعد متحضر ووطن للجميع لا نريد تكرر مآسي الماضي الأليم.

لقد مررنا  بفترة زمنية أشبه بملحمة مأساوية بطلها قابيل الذي قتل أخيه هابيل  نعم من شاء ومن أبى فقد كانت ملهاة عبثية  لم يكن لها لزوم  ولم يكن لها ما يبررها . وعلى كل حال فترة وقد انتهت ولكن شعب الجنوب لن يترك إعادتها  .

كيف لا . ونحن نشاهد ونسمع الأصوات الكثيرة النشاز  الحاقدة  التي لا ترى إلا مصالحها  لا زالت نفوسهم معتقه بماضيهم الجميل بالنسبة لهم لأنهم هم الجلادين وهم الجزارين  .

من هنا اتحدي  من ينكر جهلا أو عمدا أو خداعا  ان ليس  بيننا خونة مع عفاش والحوتي  وآخرين مرتبطين بالتبعية للعناكب الهالكة والمهلكة  التي لم نرى منهم خيرا والتي  صنعت وشاركت وأججت  في كل  الصراعات والخلافات منذ الاستقلال  حتى تقديم البلاد هدية لــ  فرعون اليمن علي صالح .

.

اغتالوا العمران لا يستطيع احد يبني عمارة جعلوا الجنوب أرض جدباء حتى سلموها لعتا ولت المجرمين ، فسابقوا في نهبها وبيعها واقتسموها فيما بينهم ولم تسلم منهم الممتلكات الخاصة بالموطنين وليس الجرم والعيب عليهم بل على من ذبح الجنوب أرضا وشعبا وقدمها لهم هدية مجانية

نأسف لمن لم يستطيعوا التخلص من المناطقية البغيضة. ولا التبعية الملعونة

وشر الناس من يتبجح  ويجعجع باسم الجنوب و لم يساهم في القضية وليس له أي  دور إيجابي ولم يصمت يكفينا شره .

وهناك من يحملون المعاول الهدامة  ويحطمون القضية لا ساهموا في شي ولا يقبلوا شي  رافضين لكل شي وأي شي 

نسمع أصوات تنادي بعودة دولة الجنوب قبل الوحدة  !

اننا نرفض رفضا قاطعا ان تحكمنا زمرة أو طغمة  أو حزب.

اختم موضوعي  على ان يكون شعار مسيرتنا

الوطن للجميع - واقع على الأرض  يتجسد  بالأعمال والأفعال .. لم نعد نصدق أقوال جهابذة الكذب والنفاق

اننا نرفض رفضا قاطعا  نعيق الغربان وسيمفونية النشاز { أتركوا أخطاء الماضي }  ودعونا نرتكب الأخطاء من جديد !!!

نريد وطن واحد وشعب واحد 

آخر الكلام

اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن و بصرنا بالحق وارزقنا الثبات عليه

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

يا أرحم الراحمين

clip_image004_9f8f4.jpg

وسوم: العدد 691