تربية المطالعة

تساءلت كما تساءل غيري كثيرون حول كيفيّة تربية أبنائنا على المطالعة وحبّ واحترام الكتاب، وقد كتبت في العام الماضي 2015، بعد أن ولدت حفيدتي لينا بنت ابني قيس في 21-5-2015، عندما أحضرت لها زميل لأمّها هديّة عبارة عن كرتونة تحوي عشرين كتابا، مكتوب عليها "من سنّ يوم إلى عام." فذهلت من ذلك لأنّني للمرّة الأولى أرى وأعلم عن وجود كتب لمثل هذا العمر.

وهذا العام رأيت في حضانة الأطفال المتخصّة لجيل ما بين ثلاثة شهور إلى ثلاث سنوات في شيكاغو، كيف توجد مكتبة لهؤلاء الأطفال المقسمين حسب أعمارهم، حيث الفارق بين أعمار كل صفّ لا يزيد عن ستّة شهور، فمثلا حفيدتي موجودة في صفّ عمر أقرانها فيه بين سنة وسنة ونصف وهكذا. ورأيت كيف تقرأ المشرفات لكلّ صفّ، وفي نفس الوقت كيق يقرأ الأطفال، وكيف يحافظون على الكتاب، فحفيدتي "لنّوش" مثلا تعرف كتبها في البيت، تفتحها وتحاول القراءة فيها، وتقرأ بصوت مسموع بلغتها الخاصّة، وكأنّها تجيد القراءة! ويقرأ لها والداها أيضا وهي في غاية الانتباه. ثمّ تعيد كتبها إلى مكانها المخصّص لها، لكنها لم تحاول يوما أن تمزّق أحد كتبها أو أيّ كتاب أو مطبوعة في البيت، ومن يراها وهي "تطالع" ويسمع صوتها يعتقد أنّها تطالع بلغة لا يعرفها هو.

وسوم: العدد 692