جغرافية الشرق الأوسط الجديد
المذاهب هي الأوطان القادمة ..!!
من هناك من بلد القرار قال لي : من يظن أو يعتقد أن جغرافيا الشرق الأوسط التي أنتجتها الحربان العالميتان السابقتان ستظل غدا كما هي عليه اليوم يخطئ التقدير . هذه الجغرافيا أنتجها الصراع الدولي القديم في حربيه العالميتين وكانت لعبتهما ، مزقت الحربان كيانات واقتطعتا أجزاء من شعوب وأعادتا تشكيل حدود المنطقة وجماعاتها السياسية ، بين قوميين ووطنيين وطائفيين ومذاهب سقط العنوان الإسلامي القديم الذي سبق وجمعها ولم يستطع العنوان القومي الجديد أن يديرلعبتها . فالقومية واللغة لم تكونا يوما أساسا لمجتمعاتها . كان الدين هوالأساس والمذاهب هي أحزاب الأنظمة : سنة - شيعة ومذاهب فرعية أخرى . العلويون كانوا فرعا صغيرا فصاروا بسورية لاعبين . ليس العنوان بالضرورة تعبيرا دقيقا عن الواقع الديني أوالمذهبي ولكنه يجمع تحته شرائح شتى تنتظم دفاعا عما تعتقده أنه حقوقها أو مصالحها بهويتها التاريخية .. الهوية في خدمة الحقوق والمصالح . الحقوق هي الأهم وهي موضوع الصراع . المواطنة تنتظم ، تتمدد أو تتقلص ، تحت هوية المذاهب . يصبح المذهب هوالوطن .
وسوم: العدد 692