ابنتي ترفض الخطّاب
السؤال:
يتقدم لابنتنا كثير من الشباب لخطبتها ، لكنها ترفضهم جميعاً ، وتجد في كل منهم عيباً أو نقصاً . ماذا أفعل ؟ هل أنتظر حتى يأتي من توافق عليه ؟ أم ألزمها وأجبرها على من أجده مناسباً الإجابة:
شهدتُ كثيراً من حالات الزواج الفاشلة بسبب إرغام الأهل ابنتهم على الزواج ممن لم يعجبها ولم ترض الزواج منه . كانوا يقولون لها : بعد الزواج ستحبينه ، وستسعدين معه . أو يقولون : أنت صغيرة ولا تفهمين الرجال وهذا الشاب طيب وابن حلال ؛ ينبغي أن توافقي عليه . أو يقولون : البنت العاقلة لا تقول لأهلها لا . أهلك يعرفون مصلحتك أكثر منك . أو تقول الأم لابنتها : والله أنا تزوجت أباك دون أن أراه . والحمد لله عشنا . وهكذا تتعدد العبارات التي يرد بها الأهل على ابنتهم وهم يرغمونها على الزواج ممن لا ترغب فيه . ثم ترضخ المسكينة لأهلها وتتزوج من رضوا به لتشقى بعد ذلك مع زوج لا تسعد معه ، وينتهي الزواج في الأغلب بالطلاق . نعم ، مطلوب من الأهل أن يشرحوا لابنتهم ما يتمتع به الشاب المتقدم لخطبتها من خلق ودين وعلم وغير ذلك ، لكن دون أن يرغموها عليه . وأول ما ينبغي أن يعرفه الأهل ، بعد تكرار رفض ابنتهم من يتقدم لها ، إن كانت ترفض الزواج نفسه ، فإن وجدوا ذلك منها شرحوا لها بلطف ورفق أن الزواج خير لها ، ويلبي فطرتها ، وبه تنشئ أسرة ، وتصبح أماً إن شاء الله . ولا شك في أنهم سيعرفون منها لماذا ترفض الزواج ، هل بسبب ما تشهده من نزاعات الأزواج ، أم بسبب خوفها من الحمل ، أم بسبب آخر ، فيشرحون لها ويوضحون ويردون عليها برفق ولطف مبددين مخاوفها وقلقها .
وإذا أكدت أنها ترغب في الزواج ولا ترفضه إنما ترفض هؤلاء المتقدمين ؛ فليحرص الأهل على معرفة أسباب رفضها ، فيقرونها عليها إن كانت مقبولة ، ويحاورونها فيها إن لم تكن صحيحة أو لم تكن مقبولة . ولعلها فرصة لنبين لها أن هذا الرفض من حقها ، وأن الإسلام أعطاها إياه فلا يملك أحد إرغامها على الزواج ممن لا ترضاه . وعلينا أن نوجهها إلى الاستخارة التي أمرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ويؤديها الوالدان أيضاً عندما يتقدم أي رجل لخطبتها . أعود فأقول إن على الأهل أن يشرحوا ويبينوا وينصحوا ويرشدوا ابنتهم ، لكن دون أن يرغموها ، وخاصة إذا كانت صغيرة وفرص الزواج أمامها مازالت كثيرة ، بإذن الله . وإذا كبرت الفتاة مع استمرار رفضها فإننا نبين لها أن والديك غير مخلدين في الدنيا ، وأن إخوانك وأخواتك سيتزوجون ، وقد تندمين عندها على أنك لم تتزوجي .
وسوم: العدد 694