تشابه بالأسماء واختلاف بالآراء
اصدر الأستاذ الكاتب الصحفي (عبد الحميد الأحدب ) البيروتي كتابا بعنوان (مأزق الإسلام السياسي ) وكان الكتاب مجموعة مقالات كتبها المؤلف في الموضوع ,
ومن الطريف أني احمل نفس الاسم (عبد الحميد الأحدب)ولكنني حموي سوري وقد ألتقيت سميي مرة واحدة في بيروت في السبعينات من القرن الماضي ونحن قريبان من أسرة واحدة
1_ وأريد أولا أن أتكلم عن الإسلام السياسي وهو تعبير أول ما صدر عن الغرب ثم تلقفه تلاميذ الغرب من العرب والمسلمين والمقصود أن الإسلام السياسي هو الذي يهتم بتطبيق الحكم الإسلامي , والإسلام غير السياسي هو الذي لا يقرب السياسة والحكم .
ولننظر في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي , أن النبي صلى الله عليه وسلم ربى في مكة عشرات المسلمين الأقوياء رجالا ونساء ثم هاجر وأصحابه إلى المدينة فوجد فيهم قوما قد أسلموا من الأوس والخزرج فشكل منهم دولة للإسلام عاصمتها المدينة ورئيسها رسول الله صلى الله عليه و سلم وجيشها كل القادرين على حمل السلاح من الرجال فقام خلال عشر سنين بسبع عشرة غزوة قاتل في بعضها دون بعض وبعث نحو خمسين سَريّة انتصر معظمها على القبائل المعادية حتى انتصر الإسلام انتصاراً ساَحقا في الجزيرة العربية بعد قتال المشركين واليهود والروم وأصبحت جزيرة العرب جميعا دولة إسلامية في آخر حياة النبي – صلى الله عليه وسلم- وتابع الصحابة الفتوح خارج جزيرة العرب حتى فتحوا هم والتابعون معظم العالم القديم , وتوالى على الدولة الإسلامية الراشدون والأمويون والعباسيون والمماليك والعثمانيون حتى سقطت الخلافة بيد الإنجليز وحلفائهم وعملائهم عام 1924 أي منذ 92 عاماً ,
فهل كان إسلام النبي ومن خلفه سياسيا أم غير سياسي ؟! ثم لو قرأ الإنسان العاقل آيات القرآن وفيها " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون " المائدة:44 ماذا يفهم من الآية ؟!
ثم حديث النبي الصحيح : لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولها نقضا الحكم وآخرهن الصلاة. رواه أحمد وغيره وصححه الحاكم
فالذين يهاجمون الإسلام السياسي اليوم هم أنصار نقض الحكم بالإسلام ,
2_ يعتبر المؤلف جماعة داعش تمثل الإسلام السياسي وينتقد تصرفاتها نقداً شديداً بسبب وحشيتها وسوئها , ونحن نشاركه استنكاره ونقول إن داعش ومن لف لفَها لا تمثل الإسلام السياسي ولا المتشدد ولا المعتدل ولا المتساهل وإنما تمثل من أنشأها ومولها وسلحها وقام بالدعاية الإعلامية لها , نحن نعتقد إن الذين أنشئوها هم اليهود والصليبيون والشيعة اللذين يقاتلون الإسلام ويحاولون اليوم القضاء عليه
ولهم في إنشائها أغراض أهمها تشويه الإسلام ووصفه بالوحشية فهي بنت المخابرات الأمريكية وإيران وذلك لإحساس الغرب بالخطر الإسلامي (إسلاموفوبيا) على أجيالهم الصاعدة حيث يدخل الإسلام كل يوم عدد من المنصفين والمثقفين \ رجالاَ ونساء ,والمساجد تمتلئ ويُبنى مساجد جديدة (مثال في عمان بينى كل سنة بين 100- إلى 150 مسجدا) ومثل عمان معظم المدن الإسلامية (مكة والمدينة والقاهرة والخرطوم واسطنبول) بينما الكنائس تفتقر للمصلين وبعضها يباع لتتحول إلى مساجد للمسلمين في بعض دول الغرب ,ومعظم الناس قاطعوا رجال الدين من النصارى وإذا سألتهم عن دينهم قالوا ليس لنا دين ومن أعجب الصور أن البابا رئيس الكاثوليك في العالم زار أمريكا ولم يزر بوسطن الكاثوليكية لأنه يعلم نوع الاستقبال الذي سيلقاه من الكاثوليك بسبب الاعتداءات الجنسية من الكهنة الكاثوليك على أولادهم ......
وقد أعلن حلف الأطلسي (الصليبي )بعد انحلال الشيوعية أن عدوه الأول هو الإسلام عام 1990 (الإسلاموفوبيا)
وهذه أول مهمة لداعش .
أما المهمة الثانية فتجرئ أمريكا وحلفائها على التدخل في سوريا والعراق وسائر الدول العربية بحجة محاربة الدواعش ويمكن إن يكون ثمة أسباب أخرى لإنشاء داعش فقد اصطدمت داعش بالثوار في سوريا فأسروا بعضا منهم فوجدوا رجلا متلثما وملتحياً وحين أزيح اللثام عنه وحلقت لحيته إذا بأحدهم يصيح هذا الضابط الذي حقق معي في سجن (صيدنايا)
أخي القارئ قد تقول لي انك تغني خارج السرب في موضوع داعش فالجواب : في أخر الزمان يصبح قائل الحق كما وصفت , ولان الإعلام العربي والعالمي كله بيد اليهود ووكالات الأنباء الخمسة الكبرى بين أيدي اليهود , وأحد مبادئ الإعلام : الكذب الذي يكرر عشر مرات مقبول عند الجماهير أكثر من الصدق الذي يقال لمرة واحدة .
وسوم: العدد 694