قصة الإسلام في الهند الصينية
وصل الإسلام إلى الهند الصينية في القرن الرابع الهجري، أو قبل ذلك بقليل عن طريق التجار، الذين عملوا في الدعوة إلى الإسلام، وكان هؤلاء التجار ينزلون على السواحل البارزة في البحر، أو التي تكون محطات إجبارية للسفن؛ لذلك فقد كان ساحل مملكة أنام مجالاً لتَوَافُد التجار المسلمين، الأمر الذي أدَّى إلى انتشار الإسلام هناك وبين شعب تشامبا، وكان يُطْلَقُ عليهم اسم "هوي هوي"، وهو الاسم الذي يُطْلِقه الصينيون على المسلمين حتى الآن!!.
وقد ازدهر الإسلام في تشامبا في القرن الثامن الهجري عندما توطَّدت العَلاقة بين مملكة تشامبا وسلطان المسلمين في الجزر الإندونيسية، وتعود مملكة تشامبا في تاريخها إلى عام 420 قبل الهجرة، وقد دخلت في صراع مع جيرانها الصينيين والكمبوديين، ولعلَّ هذه الدول هي أقدم دولة أسَّستها الأقوام الملايوية، وكانت تعتمد في حياتها على التجارة، ولم ينتشر الإسلام في الهند الصينية في غير هذه المنطقة، وذلك لتراجع السواحل التي تؤلِّف خلجانًا واسعة، مثل خليج "سيام" في الجنوب، وخليج "طونكين" في الشمال.
كانت صلة "تشامبيا" قويَّة مع المسلمين في كل بلادهم، فلما ضعف شأن المسلمين وضعفت قوتهم ضعفت معهم "تشامبيا"؛ الأمر الذي أطمع فيها جيرانها وبدءوا بغزوها، فقَدِمَتْ فيتنام التي كانت تضمُّ أرضُها منطقة "طونكين" على ضفاف النهر الأحمر من الشمال وذلك عام 875هـ.
واستمرَّ الغزو الفيتنامي ما يقرب من أربعة قرون (875- 1338هـ)، (1470 – 1823م) وكان يتقدَّم تدريجيًّا من الشمال حتى قضى على الدولة نهائيًّا، فقد كان الفيتناميون يَشُنُّون حرب إبادة تامَّة ضدَّ المسلمين التشامبيِّين، وعندما سقطت "فيجابا" عاصمة تشامبا بأيدي الفيتناميين قَتَلَ الغزاةُ ستِّين ألفًا من السكان، وأَسَرُوا ثلاثين ألفًا إلى "هانوي" عاصمة فيتنام.
[1] إسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر
وسوم: العدد 694