وقفة عند مصطلح الكوردناسي

يعد مفهوم الكوردناسي من المفاهيم التلازمية التي ترافق الدراسات الاستشراقية والدراسات التي تبنتها الاكاديميات الشرقية ايضا حول اصل ولغة وتراث وفلكور وادب الكورد منذ ما يقارب القرن، و (الكورد ناسي) حسب ذلك المسار والمنهج تعني ذلك الموضوع الذي يهتم بالبحث والدراسة عن الشعب الكوردى، من حيث التاريخ واللغة والادب والفكلور و جغرافية كوردستان، وبلاشك ان الكوردناسي هو جزء من الاستشراق.

 فالمستشرقون " المستشرق" : صفة عالم متمكن من المعارف الخاصة بالشرق ولغاته وآدابه، اي انه الباحث الذي يحاول دراسة الشرق وتفهمه، ولا يتأنى له الوصول الى نتائج سليمة في هذا المضمار ما لم يتقن لغات الشرق كما يقول البرت ديتريش.  وبالتالي فان علم الاستشراق هو دراسة كافة البنى الثقافية للشرق من وجهة نظر الغرب، ولكن وفق قواعد لايمكن تجاوزها ولعل اهما اجادة لغات الشرق.

 ولأن اغلب المستشرقين كانوا رحالة من الغرب زاروا الشرق وكتبوا عنه.  فان الكورد كاحد الشعوب الشرقية، كتب هولاء دراسات و بحوث عنهم ايضا، وهم عند الكورد يعرفون بالكوردناس.

الكوردناس والمستشرقين كتبوا العديد من البحوث والدراسات حول الكورد قبل الكورد انفسهم  فمن المعروف ان التاريخ الكوردي كتب اغلبه بواسطة غير الكورد، لكن  مما لا شك فيه ان الكثيرين ممن زاروا كوردستان وكتبوا عنها وعن شعبها لم يكونوا ضمن نطاق البحث العلمي فقط" بمعنى ان مهامهم لن تكن تنصب حول الدراسات الاكاديمية العلمية فحسب" ، لان كان منهم رجال ينتمون الى الحكومات التي وظفتهم لدراسة الشعوب الشرقية، وكان منهم  رجال الاستخبارات ايضا وبعثات تبشيرية تمثل الكنائس الغربية، ومع ذلك فان الكثير من هولاء قدموا خدمات جليلة للشعب الكوردي من خلال الحفاظ على الفكلور الكوردي وذلك ضمن كتاباتهم ودراساتهم الاكاديمية، وكذلك تعريف العالم بالكثير فيما يخص اصل الكورد واللغة الكوردية والعادات والتقاليد الكوردية فضلاً عن كتاباتهم حول الادب والتراث والفكورد الكوردي.

يرجع بداية ظهور علم الكوردناسي الى ما يقارب ال" 300" سنة قبل الان، بالاخص الى القرن الثامن عشر ، حين بدأت أوروبا تتجه نحو الشرق، ويُعرف "د. عبدالله جودت" كأول من استخدام مصطلح الكوردناسي في كتاباته، و ذلك في سنة 1913، وبعده جاء "د. جلادت بدرخان" في سنة 1934 الذي استخدم المصطلح في العديد من الدراسات و المقالات بالاخص في مقالاته عن الكورد والكوردناسي بنظر الاخرين " الكورد بمنظور الاخرين" ، وفي نفس السنة عُقد اول مؤتمر عن الكوردناسي في" ييريفان " عاصمة أرمينيا، ومنذ الثلاثينيات من القرن الماضي، الى وقتنا هذا الكوردناس اصبح كمصطلح و علم و بحث، ومن اساسيات الثقافة والادب الكوردي.

 نورد هنا اسماء بعض (الكوردناس):-

1.ماركو بولو(1254-1324)، جغرافي و رحالة مشهور من إيطاليا وهو اول شخص  من الغرب يذكر اسم كوردستان في كتاباته .

2.زان بابتيسست تافرنية(1650-1890)،تاجر فرنسي ، في سنة 1632 زار كوردستان في احدى رحلاته، وألف كتاب بعنوان (ست رحلات من تركيا الى باريس).

3.كريستين نيبور: زار في احدى رحلاته العراق، و كوردستان، وألف كتاباً بعنوان (رحلة نيبور الى العراق) طبع الكتاب في سنة 1766.

4.الكسندر  زابا(1803-1894)،كان صديقاً مقرباً من ملا محمود البايزيدي، وعمل معه في الكثير من الاعمال واستطاعا معاً ان يحفظا العديد  من الكتابات الكوردية من الضياع، ويرى بعض الباحثين بان كتابات ذابا والبايزيدي تعد بدايه نهضة النثر والقصة الكوردية.

5.كريس كوجيرا: احد الكوردناس الذين مازالوا على قيد الحياة وله زيارات، ورحلات عديدة الى كوردستان وصاحب كتاب(الحركة القومية الكوردية وآمال الاستقلال).

6.ميريلا كاليتي: صاحبة كتاب(الفكلور الكوردي في الكتابات الإيطالية) ذكرت الكثير عن الكورد في كتابها.

7.القس كارزوتى: في سنة 1787 كتب عن قواعد اللغة الكوردية.

8.البرت سوسين ، الماني كتب في سنة 1898 عن اللغة الكوردية .

9.ليرخ: كتب عن اصل الكورد.

10.مينورسكي: روسي كتب الكثير من البحوث والدراسات عن اللغة واصالة الفكلور الكوردي، وهو صاحب الراي القائل بان اصل الكورد يرجع للميديين . أي ان  الكورد احفاد الميديين.

11.باسيل نيكتين(1885-1960)، صاحب كتاب(كورد، دراسة سيسيولوجية و تاريخية).

12.ميجرسون: يعد اول من اصدر جريدة كوردية في كوردستان و ذلك في مدينة السليمانية.

ونذكر معهم اسماء بعض الكتاب والمؤلفين الذين كتبوا عن الكورد:

1. ديظيد ادم سون:(حرب الاكراد) لندن   1964.

2.بيبكسون :(الكورد،والكوردولوجي في الاتحاد السوفيتي)،باريس1963.

3.جون بلو:(القاموس الكوردي – الفارسى – الانكليزى) ، باريس 1965.

4.سوزان ميسيلس:(الكورد و كوردستان) ، لندن ، 1964.

لايتوقف الامر عند هولاء بالتأكيد، لان الدراسات التي قدمها الغرب عن الكورد وقدمها الكوردناس من الشرق ايضاً لايمكن حصرها في مجال ضيق كهذا، ولكن الغرض الاساس من كتابة هذه الدراسة هو تعريف العالم بان الشعب الكوردي بلغته وعاداته وتقاليده وفلكوره وتراثه وجغرافيته كان ولم يزل ضمن اهتمام الكثير من الكتاب المنصفين ممن يرى بأنه شعب له اصالته التاريخية وله جذوره الحضارية التي تمتد الى ما قبل الميلاد بالاف السنوات.. وان الممالك الكوردية التي حكمت المنطقة في بداية الصعور القديمة شكلت معلماً واضحاً" لاصل الكورد" الممتد الى وقتنا الحاضر.

وسوم: العدد 705