جاك صبري شماس
ويطلُّ من الجزيرة السورية من محافظة الحسكة الشاعر جاك صبري شماس الذي تشهد معظم دواوينه الشعرية، ومقالاته على محبته وولائه للعروبة وإشادته بالدين الإسلامي، وافتخاره بالقائد العربي العظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي دانت له الدنيا بأقوامها، وذلك في قصيدته: أوراق اعتمادي، نقطف بعض أبياتها:
إني مسيحيٌّ أجلُّ محمداً وأجلُّ ضاداً.. مهدُه الإسلام
وأجلُّ أصحاب الرسول وأهله حيث الصحابة صفوةٌ ومقام
كحَّلت شعري بالعروبة والهوى ولأجل (طه) تفخر الأقلام
أودعت روحي في هيام محمد دانت له الأعراب والأعجام
وفي أحد مهرجانات البردة النبوية كتب قصيدة مليئة بالمعاني البديعة يمدح فيها النبي محمداً صلى الله عليه وسلم ودينه وأخلاقه وقيمه، وبالعروبة وانتصارات المسلمين:
يممتُ (طهَ) المرُسَلُ الروحاني ويُجلُّ (طه) الشاعرُ النصراني
يا خاتمَ الرسل الموشح بالهدى ورسولَ نبل شامخٍ البنيان
أَلْقَىَ عليكَ الوَحي طهرُ عقيدةٍ نبويةٍ همرت بفيض معان
قوّضت كهف الجهل تغدق بالمنى ونسفتَ شركَ عبادة الأوثان
مهما أساء الغرب في إيلامه لم يرقَ هونٌ للنبي الباني
لا يحجب الغربال نور شريعة ويظل نورك طاهراً روحاني
ماذا أسطر في نبوغ (محمد) قاد السفين بحكمة وأمان
ومآثر الإسلام في سفر الهدى درب النجاة وشعلة الفرقان
أنا يا (محمد) من سلالة يعرب أهواك دين محبة وتفان
وأذود عنك مولهاً ومتيماً حتى ولو أُجزى بقطع لساني
أكبرت شأوك في فصيح بلاغتي وشغاف قلبي مهجتي وبياني
وأرتل الأشعار في شمم الندى دين تجلّى في شذى الغفران
وتسامح يزهو ببرد فضيلة وشمائل تشدو بعذبِ أغانِ
أغدقتَ للعرب النصارى عزةً ومكانةً ترقى لشمِّ معان
وأنرت درباً ناضراً برسالة مسك الرسول وخاتم الأديان
وزرعت في قلب الرعية حكمةً شماء تنطق في ندى الوجدان
أودعت يمنك في حدائق مقلتي ووشمت مجدك في شغاف جناني
ونقشت خلق (محمد) بمشاعري ودرجت أرشف كوثر الرحمن
وشتلت في دوح التآخي أحرفي أختال زهواً في بني قحطان
آخيت (فاطمة) العروبة في دمي وعفاف (مريم) في فؤاد كياني
عاودت نور (محمد) بشريعة تزهو شموخاً في أجل بيان
رفلت مبادئه نضار رجاحة وتعطرت بالبر والإيمان
والمجد يتبع خطوة أنىّ مشى ويسيل شهداً في فم الأزمان
ولئن تغطرس أجنبي حاقدٌ كفقاعة الصابون في الفنجان
أنا (مسلم) لله أمري في الدنى ومفاخر (بالمسلم) المعوان
وإذا قرأتم للرسول تحية فلتُقرؤوه تحية النصراني
الله أكبر يا رسول فسر بنا نحو الشموخ وقبلة الإيمان
ويكَحَّل الأقصى بروح مجاهد والقدس تزهو في قلاع أمان
أستصرخ (اليرموك) في ألق الوغى شمخت صموداً في رحى الميدان
وتربعت عرش البطولة والفدى ونمت على شفة وكل لسان
أودعت للعرب الكماة وصيتي وغداة حتفي فاذكروا عنواني
إن تاه عنواني.. فإني شاعر عشق النخيل وسورة الإنسان
مهما مدحتك يا (رسول) فإنكم فوق المدى ح وفوق كل بياني
لن تفلح الدنيا بكسر عقيدة والدّينُ يرفل بُردة القرآن
وسوم: العدد 705