أيّ الأعداء أخبث !؟ وأيّ التعاسات أقسى !؟
إيران احتلت العراق ، بطائرات أمريكية ، ودبّابات أمريكية ، ومارينز أمريكي.. وهيمنت على سائر العراق ! وظلت أمريكا ، فيه ، مجرّد شبح ، أو قوة احتياطية، توظّفها إيران ، وقت الحاجة إليها ، وبصمت روسي !
وإيران ، اليوم ، تحتلّ سورية ، عبر القاذفات الروسية ، التي تدمّر المدن السورية، وتهلك المواطنين ، والفصائل المعارضة.. لتخلو الساحة ، لإيران ، بقوّاتها الأرضية، وحشدها الشعبي ! ثمّ تذهب روسيا ، ويبقى الشيعة وأنصارهم ، يهيمنون على سورية، ويسكنون في مساكن أهل السنّة المهجّرين ، وبصمت أمريكي !
فمَن العدوّ الأوّل ، الذي يوظّف قوى الشر العالمية ، كلها ، لخدمة مشروعه التوسعي الأمبراطوري .. أهو أمريكا ، أم روسيا ، أم إيران !؟
وهل فهمت الشعوب العربية والإسلامية ، هذه اللعبة !؟ أم تحتاج ، إلى أن تقتحم عليها ، بيوتها ، كي تفهمها !؟ ولن نتحدّث عن الحكّام ، الذين ينتظرون قراراتهم من أمريكا ! بل المعنيّ الأول والأخير، هنا، هو الشعوب ، التي تقع ، على رؤوسها، مصائب القتل والتدمير والتهجير! وأوّل مَن يخاطَب منها، النخب : الفكرية ، والسياسية ، والاجتماعية..! فهي التي وضعت أنفسها ، في مواقع الرعاة، لشعوبها البائسة ! ولعلّ بعض الشعوب ، صارت تعاستها ، برعاتها هؤلاء ، أقسى من تعاستها بحكّامها ، بل أقسى ، حتى من تعاستها بأعدائها !
وسوم: العدد 705