الصوفية والجهاد

التصوف الحقيقي هو اﻻستقامة على الشريعة اﻹسﻻمية

وليس هو الخنوع والجبن والخزعبﻻت والشعوذة

ومن ادعى التصوف وخالف شرع الله فكﻻمه مردود عليه وليس حجة على التصوف

لنرجع إلى أهل التصوف الحقيقي

وكما أوصى الشافعي رضي الله عنه فقال عن الرجل تظهر على يديه خوارق العادات : قيسوا عمله على ميزان الشريعة فإن وجدتموه موافقا فهو ولي وإﻻ فأنزلوه بنعالكم

وكما قال اﻹمام مالك رضي الله عنه 

من تفقه ولم يتطرق فقد تفسق

ومن تطرق ولم يتفقه فقد تزندق

اﻷساس هو العلم واﻻستقامة

اﻻستقامة هي عين الكرامة

الصوفية هي التحقق بمرتبة اﻹحسان

قال الإمام سيدنا #أحمد_الرفاعي رضي الله عنه في #الحكم: الشيخ من يلزمك الكتاب والسنة ويبعدك عن المحدثة والبدعة

وللسادة الرفاعية الجولات الكثيرة في الدفاع عن الدين أيام التتار

وأسلم على أيديهم عدد كثير لما رأوهم دخلوا النيران منهم ابن هولاكو

ذكره الشيخ محمد الحامد في كتابه ردود على أباطيل الجزء الأول

وأما مانراه اليوم من بعد عن اﻹسﻻم باسم التصوف فهذا ﻻعﻻقة له بالتصوف الحقيقي

فاحذر أن تطعن بالتصوف بسبب ممارسات الجاهلين

كما ﻻيجوز أن تطعن باﻹسﻻم بسبب فسق الفاسقين

التصوف هو الجمع بين المحبة والرحمة والعلم والحكمة والتقوى

وهذا المنشور يتكلم عن جانب الجهاد عند الصوفية

الصوفية يدافعون عن الإسلام

الصوفية والجهاد:

لم يقتصر دور الصوفية على الزهد في الدنيا وزخارفها طمعا في الآخرة ونعيمها بل انخرطوا في لجج الحياة العامة خصوصا إن كان الأمر دفاعا عن الإسلام أو سعيا في نشر لوائه في ثغور شام أو تخوم أندلس أو فارس وهند وصين....ورأوا أن نصر الأمة لايكون أبدا إلا بتقوى أبنائهم لربهم متأسين بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بدأ معركة بدر باللجوء إلى الله تعالى والدعاء قبل أن يعمل السيف عمله في رقاب أعداء الإسلام ..

وكذا الشأن في أحد والغزوات الأخرى..لم يفهموا أن التصوف قعود مع القاعدين ولا بقاء مع الخالفين بل كانوا يشكلون أحيانا تجمعا لهم في مرابض الجهاد في الثغور لما واجهوا البيزنطيين أمثال التجمع الذي كان رأسه ابو القاسم القحطبي الصوفي وأبو القاسم الأبار وأبو القاسم الملطي الصوفي صاحب الإمام الجنيد رضي الله عنهم ( كما في كتاب الشيخ رسلان للمؤرخ عزة حصرية رحمه الله تعالى ).

وحين جاء الصليبيون تصدى لهم أئمة الجيوش الذين ربوا في مدارس تصوف الإمام الجيلاني قدس سره كآل زنكي وعلى رأسهم السلطان نور الدين الشهيد حاكم حلب وهم بدورهم ربوا جندهم في مدارسهم الصوفية على كتاب الإحياء للإمام الغزالي على امتداد بلاد الشام ومصر فخرج جيل صلاح الدين الأيوبي الذي هيأ عقائد القادة والجند للثبات في مستنقع الموت لتحرير القدس ومصر والشام ، وكان من شيوخ صﻻح الدين قضيب البان الحلبي وأوﻻده العشرة رضي الله عنهم جميعا..

صﻻح الدين كان أشعريا وفرض تدريس المذهب اﻷشعري في اﻷزهر وغيره

أما إمامنا الشاذلي قدس سره فكان طليعة جيش الدفاع عن منصورة مصر وقد تجاوز الستين من عمره وكف بصره وكان الإمام العز بن عبد السلام في جيشه .

وفي الطرف الآخر من الأرض وقف سيدنا الشيخ رسلان مع مريديه ضد الهجمة على بلاد الشام على أطراف دمشق وله فيها خوارق.

ولايخفى على أحد مافعله الإمام السيد أحمد البدوي ومريدوه في صد جيش الفرنسيين وأسر ملكهم وقد كان طيلة الوقت قبلها قد عين لهم يوما ليدربهم على حمل السلاح لمواجهة أعداء الامة الفرنجة فاندفعوا بقيادته يستأصلون شأفة الفرنسيين ويزلزلون الأرض من تحت أقدامهم وذكرت لهم خوارق كالتي نسمعها عن كرامات الأولياء.. إذ أطلقوا عليهم مياه النيل وهم في طريقهم إلى المنصورة فمات أكثر من ثلاثين ألف جندي فرنسي وأسر الملك لويس التاسع وحبسه عنده ولم يطلق سراحه إلا بفدية كبيرة من فرنسة بعد أربع سنوات.

وفي الأندلس منع المرابطون سقوط الأندلس مئتي سنة وهم الذين ربوا في مدارس الإمام الجيلاني بباب الازج في بغداد .( كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين..ماجد عرسان الكيلاني ).

وبقي الصوفية طليعة المهاجمين للبيزنطيين في آسيا واوروبة وفي دولة بني عثمان التي توسعت بفضل الصوفية على مدى قرون.

وامتد اثرهم من العهد الصليبي إلى العصر الحديث في عهد الاحتلال الفرنسي ولازلت أذكر شيوخ الشام ومعهم سيدي الوالد وأسرته الكريمة يتدربون عسكريا  وكم سجنوا وتعرضوا للمواقف ومنهم شيخ الشام الشيخ محمد هاشم الخطيب ..وكان يهاجمهم على منبره رحمه الله تعالى ..

وإبان دخول الفرنسيين دمشق تجمع الناس في الجامع الأموي وخرجوا إلى ملاقاة الفرنسيين خارج دمشق.. ولاننس الرحلة التي قام بها سادة أهل التصوف سيدنا الشيخ بدر الدين الحسني ومعه وزيراه الشيخ هاشم الخطيب والشيخ علي الدقر إلى المحافظات وتهييج الناس ضد الاحتلال الفرنسي فكانت الثورة السورية 1925 ..

وفي المغرب الامام عبد الكريم الخطابي وثورته ..

وفي الجزائر الأمير عبد القادر الجزائري 

كذلك الإمام محمد أحمد المهدي في السودان الذي طرده المستعمر

ومنهم المجاهد عمرالفوتي في غرب افرقيا والشيخ احمد بمب الطوبوي نفاه المستعمرون الي غبون  وغيرهما

وفي ليبيا شيخ الطريقة السنوسية الإمام عمر المختار

ومنهم المجاهد عمرالفوتي في غرب افرقيا والشيخ احمد بمب الطوبوي نفاه المستعمرون الي غبون  وغيرهما

وغيرهم كعز الدين القسام وسيدي محمد بن الهاشمي ..

لقد أثبت الصوفية أنهم رجال كل مرحلة في التاريخ ولايزال النداء يهتف به في أنحاء الشام عند كل كرب: 

شيخ رسلان ياشيخ رسلان ياحامي البر والشام..

وسوم: العدد 707