ورود حمراء

بعد أن اكتسحت الورود والقلوب الحمراء مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الصديقات والأصدقاء، وبوحي من هذه المناسبة،  ورد على ذهني ثلاث كلمات: #حلب، #حرب، #حب .

بالرغم من كوني فاشلة في مادة الرياضيات، ولكن المعادلة الحسابية التالية شغلت تفكيري :

"حلب" و "حرب" كلمتان، كلٍ واحدة منهما تتألف من ثلاثة أحرف، إذا قمنا بحذف الحرف الثاني من كل كلمة يكون الناتج لدينا هو كلمة: "حب" .... وهكذا نستنتج بأن الحب هو القاسم المشترك الأعظم بينهما ... 

استطاع الحب أن يفرض نفسه لنجد مظاهره بالرغم من ويلات الحرب... في الواقع نحن لا نحتاج إلى يوم واحد للاحتفال به، بل نحتاج العمر كله لممارسته في أقوالنا، في أفعالنا، في نوايانا، وفي جميع مظاهر حياتنا... ذلك أن الحب ليس شيئاً طارئاً أو مستوردا، بل نشأ مع بداية الخلق والتكوين. 

- منذ آلاف السنين قبل الميلاد، قامت شيبتو، ابنة ملك حلب (مملكة يحماض)، بالزواج من  زيميري ليم، ملك ماري . هذا الزواج كان مبنياً على الحب. عندما كان الملك يغيب عن القصر بسبب أمور المملكة، كانت شيبتو تبعث له  برسائل شخصية غير تلك التي تتعلق بأمور المملكة. تلك المراسلات دلّت على أن زواجهما كان زواجاً سعيداً حيث كانت تعبر عن قلقها على صحته ووضعه العام، وتنم عن الحب المتبادل بينهما  ... في احدى تلك الرسائل زفت له خبر وضعها لتوأم...

- في مكتبة آشوربانيبال في بلاد ما بين النهرين، تمّ العثور على لوحات طينية تحتوي على وصفات طبية لعلاج  العديد من الأمراض والجروح ، ذُكر في احدى تلك اللوحات بأن مرضاً واحداً لم يجدوا له العلاج، ذلك المرض هو "عاطفة الحب" حيث تمّ تشخيص الحالة على أن المريض "*يقوم بالتململ والسعال الدائم، يفقد القدرة على التخاطب مع الآخرين بينما يتكلم مع نفسه عندما يكون وحيداً، يضحك بلا سبب ومن ثم يدخل في طورٍ من أطوار الكآبة، يفقد شهيته للطعام والشراب، يتنهّد ويقول بلا توقف : "يا لقلبي التعيس"... حينها فقط نعرف بأن المريض يعاني من حالة الاشتياق، وهذه الأعراض تنتاب الرجال والنساء على حدٍ سواء." 

عافانا الله واياكم من جميع الأمراض :) 

أما الأعراض الذي لا أرجو لنفسي ولكم الشفاء منها فهو حبنا لمدينتنا حلب ولبلدنا سوريا، واخماد نار اشتياقنا برؤيتها من جديد وقد تعافت من جميع الأمراض والأسقام .

* مترجم بتصرف من موسوعة التاريخ القديم

وسوم: العدد 707