العاصي والنواعير.. رمز العطاء في حماه
عرف سكان وادي العاصي القدماء وسائط ري مختلفة منذ عهود مبكرة من تاريخهم، ومن هذه الوسائط الناعورة التي يعود اقدم اثر تاريخي وصلنا عنها الى العهد "الهلنستي" من خلال لوحة فسيفسائية للناعورة نفسها عثر عليها في شارع الاعمدة في مدينة "افاميا" الاثرية وهي موجودة في حديقة متحف دمشق الوطني ويرجع عهدها الى القرن الخامس الميلادي.
وحيث يروى ان الناعورة تعود الى القرن الثاني الميلادي وهو القرن الذي شق فيه وبني شارع الاعمدة ذاته، وشكل الناعورة كما يبدو في اللوحة مطابق تماماً لشكلها الحالي، وهذا يعني ان هناك مراحل زمنية طويلة مرت بها الناعورة حتى اخذت شكلها النهائي، ويعني كذلك انها منذ نحو 1800عام اوتنقص قليلاً لم تتبدل ولم تتغير.
وقد ارتبطت هذه النواعير بمدينة حماه كارتباط الاسم بالمسمى او السوار بالمعصم، واول اشارة وصلت عن علاقة حماه بهذه النواعير وردت في كتابات "ياقوت الحموي" اذ يقول "في معجم البلدان" تتألف حماه من بلد يحيط به جدار من الحجارة بجانب بناء مشاد بحجارة كبيرة، ويتدفق نهر العاصي فيروي الحدائق ويدير دواليب المياه، واحياناً كانت تترافق النواعير مع السدود بهدف زيادة سرعة وقوة ومضاعفة استطاعة النواعير.
لان هذه الآلات الضخمة عرضة للتألف والتخريب بسبب عوامل الطبيعة، وبغرض ابقائها رمزاً سياحياً مميزاً هنالك قسم خاص بالنواعيرالتابع لمجلس مدينة حماه مشكورين تتولى بعض ورشاته تصنيع اجزاء الناعورة بمختلف اشكالها وانواعها، وتتولى ورشات اخرى مهمة الصيانة والترمي ، علماً أن مادة النواعير الاساسية هي الاخشاب، واهمها الحور والجوز والتوت والكينا والمشمش والاكاسيا والسنديان.
وسوم: العدد 708