الخليوي والنت !!
ظهرت فكرة الإنترنت في الستينيات في أمريكا لخدمة الأغراض العسكرية ، ثم أخترع البريد الالكتروني وكان لخدمة العلماء ومشاركة المعلومات .
في الثمانينيات بدأ استخدام الشبكة في الجامعات الأمريكية ، ثم انتشر في التسعينيات على مستوى العالم ، ووصل إلى ماوصل إليه اليوم من إدمان !
النت ، وما أدراك ما النت ؟
شبكة لها منافع كثيرة ومضار أكثر !
تتصل بولدك الذي يدرس في أوربا بثوان ، وترى صورته فتدمع عينك ، ويرسل الولد لأمه صورة مائدته تزينها المجدرة والمخلوطة وهو في قلب لندن أو برلين !
تتصفح النت وتقرأ كتبا وأخبارا ، لكن مع الآسف هذا الجهاز الرائع والمفيد جدا ، والضار جدا تجده في كل بيت ، وفي يد كل طفل ، وفي جيب كل بنت ، بلاء عام والبواخر تمخر المحيطات تحمل إلينا الموديلات الحديثة أو نيو موبايل ، لم تعد البنت أو الصبي يطلبون اللقاء ! فهم وبفضل النت يسهرون مع بعضهم والكميرا مفتوحة !! وووو... ؟
ولو كان مخترع الجهاز عربي مسلم لقلنا لاحول ولا قوة إلا بالله لكنه أوربي وأمريكي !
نحن العرب والمسلمين على العموم لا نبرع إلا في مجال البطون ، حتى تشتهر بعض بلادنا به فنقول مكدوس حلبي ، حمص بيروتي ، فول مصري ، فول سوداني ، حتى أهل المغرب صدروا لنا أكلة نسميها المغربية ، ولا تنسوا أكلة الأغنياء في بلدنا السماقية أو السفرجلية لذا تجد ظاهرة الكروش عند عرب اليوم ولاتجدها عند عرب الماضي ؟
يقول الحق سبحانه وتعالى ( وإذا مروا باللغو مروا كراما ) ٧٢ الفرقان
أي يكرمون أنفسهم وأوقاتهم أن تضيع في العبث !
النت المطور والشبكة العنكبوتية تقول لك تحدث مجانا إن دفعت كذا ؟ وتجد في كل بيت المودم المدفوع ثمنه ، وله عينان خضروان إحداهما ثابتة والأخرى تتحرك لتشعرك بأنه شغال ، فهو أنيس من أصابه الأرق ، وسبحان من لا تاخذه سنة ولا نوم .
هذا النت له ميزانية تقوم بدفعها مرغما ، وأحيانا تقطعها من لقمة عيشك ، والعاقل صاحب الدين والتقوى من يستخدم هذا الجهاز في الاستماع للقرآن الكريم والخطب العلمية والموسوعات الثقافية وقراءة حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وأخبار العالم الإسلامي ومظالم الطغاة !
لكننا غالبا نستعمله في التفاهات والسخافات والمراسلات بين الأحبة فيبدأ يومنا بإرسال وردة حمراء للمحبوبة تقول صباح الخير !
حدثتني امرأة أن زوجها يسهر إلى الفجر وهو يتفرج على رقص الفتيات وألوان الكيلوتات بل والأفلام الإباحية والعياذ بالله ، ويقول لها بعد شهر نذهب للعمرة ونطوف بالبيت الحرام فنعود وقد غفر لنا ماتقدم وماتأخر ، وهو كلام المغفلين الذين لا يرجون لله وقارا ؟
ماذا أقول لهذه المرأة التي شكت إلي زوجها لا أملك إلا أن أقول له ولغيره إلا قول : اتقوا الله :
( إن الله كان عليكم رقيبا ) ١ النساء / وياويح من بلغ الستين ولا يعرف قراءة صفحات من القرآن ويقضي جل وقته على النت .
أيها الناس في ظلمات القبر لا يوجد نت !
أيها الناس النت سلاح فلا تقتلوا به أنفسكم ، احفظوا الآية ( ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ) ١ الطلاق .
ياهووو ، ياعالم !
استعملوا النت بقدر ، وفيما يقرب البعيد ، اسمعوا دروس العلماء ، وتلاوات المشاهير ، وانتبهوا للمعلومات التي تقدم عن طريقه على أنها صحيحة فقد تكون مضللة ، احذروا المعلومات التي تقدم للأطفال ، احذروا المحتوى الجنسي الصريح ، والأدب الكريه ، احذروا المواد الشيطانية المضللة ، احذروا صحبة السوء ، احذروا التقليد الأعمى للنصارى !!
ومن مضاره أيضا إشاعة الخمول والكسل وتدني مستوى التعليم ، وإهمال الصلاة والعبادات ، وانتشار قصص الحب الوهمية والصداقات الخيالية ، ظهور القلق والشعور بالحزن والاكتئاب لعدم اتصال الحبيب ؟
نعم النت له فوائد :
إذا استخدم في الدعوة إلى الإسلام ، في الرد على الشبهات التي تثار حول الإسلام ، في محاربة البدع والتصدي لها ، في نشر العلم والأخلاق ، في الاستفادة من الأبحاث العلمية ، في الاتصال بالعلماء لأخذ الفتوى عنهم .
أخيرا :
الانترنت سلاح ذو حدين فيه العلم والثقافة والمعرفة ، وفيه الأمور التي حرمها الله عز وجل ، فيجب على الوالدين مراقبة الأبناء وارشادهم ففي النت فساد أخلاق تفسد جيل الشباب وتؤدي إلى فساد المجتمع ؟
أيها الناس ( اذكروا الله ذكرا كثيرا ٤١ وسبحوه بكرة وأصيلا ٤٢ ) الاحزاب
أيها الناس لا يشغلكم النت عن طاعة الله ، وتذكروا قول الحق سبحانه وتعالى ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) ٢٤ الصافات
وقوله ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) سورة ق ١٨
( ومايكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم )
و( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرى مانوى ) رواه البخاري ومسلم عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
اللهم صل على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها ، وعافية الأبدان وشفائها ، ونور الأبصار وضيائها
صلوا عليه وسلموا تسليما .
والله أكبر والعاقبة للتقوى
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 713