كلمة حق وإنصاف !
بل كلمة عدل وإيمان ، وديننا العظيم علمنا ( كونوا قوامين بالقسط ) ١٣٥ النساء
عظيمنا محمد عليه الصلاة والسلام وله كل الحب والاجلال زاره سيد من سادات قومه قال لمن حوله ( قوموا إلى سيدكم ) متفق عليه ، فانزلوه ، وكان راكبا مريضا ، والأمر هنا ليس للقيام وإنما من أجل مساعدة هذا الرجل الفاضل وهو سعد بن معاذ رضي الله عنه
وأمرنا نحن أتباعه أن نكرم الكبير ونرحم الصغير ونعطي للعالم حقه ، لا لأجل الدين فقط ، بل للعلم والفكر .
وياللعار أنا في وطني ذليل !
في وطن تركته باكيا لأن النفس لم تعد تحتمل الإهانة !
في وطن تخفق فيه رايات العروبة المزيفة ؟ أساق إلى سجن المزة العسكري معصوب العينين ويلطمني طفل من تربية شعار وحدة حرية اشتراكية !
وأنا والله ماخنت وطنا ، ولا أسأت لإنسان عاش على هذا التراب !
في وطني كان الأطباء اللصوص يخدعونني ويسلبونني !
وهنا في بلاد رجب الطيب أعطى الدواء المجاني يقدر بمئات الدولارات مع تصوير وتحليل وعناية فائقة !
في الغربة استمع إليّ وأنا على المنبر ضباط كبار وجاء لي أحدهم زائرا وهو برتبة لواء شاكرا لأني درست ولده .
ولا تظن أني امدح نفسي أبدا ، الغريب أن تقف سيارة جميس وينزل منها ضابط نقيب ويأخذ لأستاذه التحية العسكرية وكتفه مليء بالنجوم ويقدم لي علبة فخمة فيها القرآن المرتل بصوت الحذيفي إمام الحرم النبوي رحمه الله .
واستأذن القارىء لأقول صلى عليك الله ياعلم الهدى .
وياللعار في وطني وضعت في زنزانة منفردة ؟
كونوا معي : أنتم الآن في موتمر أقامه سوكارنو في باندونغ في جزء من وطننا الإسلامي
وإذا كانت راية القومية العربية تقول بلاد العرب أوطاني ، فدعاة الإسلام يقولون :
ولست أبغي سوى الإسلام لي وطنا الشام فيه ووادي النيل سيان
وحيثما ذكر اسم الله في بلد
عددت ذاك الحمى من لبّ أوطاني
دعاة الإسلام ولي الشرف أن أكون تلميذا على موائدهم ماخانوا وطنا ، ولا سرقوا خزينة ، ولا أهانوا مواطنا ، ولا وجد بينهم جاسوس ، ولا وصل كوهين إلى صفوف قيادتهم ؟
أنا صدقا أسرت ليلا من مسجد وأخذت مخفورا إلى ثكنة حربية اسمها المزة استقلبني صاحب طاقية حمراء وبدون رتبة ، قلت له أنا من بلد الصديق العماد ، قال صناعة القومية العربية وتربية الطائفية : تبعي فيك وفي عمادك ، وهيك وهيك في بلدك !
في وطني مهان وذليل ! وفي وطن العمل واللجوء معزز مكرم .
تربية العلمانية ملأت سجن تدمر وصيدنايا بآلاف أبناء الوطن من حملة شهادات العلم !
أطباء ومهندسين ومدرسين تعرضوا للجلد والإهانة والتعذيب ممن تتلمذ على ميشيل وأكرم وتلاميذهم ؟
لاتستغربوا هم من الوحدات أو سرايا الدفاع هم جند السيد رفعت كبير المحتلين للوطن باسم العروبة ، والحقيقة باسم الطائفية باسم حمدان قرمط ؟
إن القادة الكبار من تلاميذ الوحدات وسرايا الدفاع ذبحوا أبناء الوطن وماتوا تحت سياط التعذيب أو على أعواد المشانق بتوقيع طلاس ، و ترمى جثثهم اليوم في مياه نهر حلب قويق ، وفي مقابر جماعية على ضفاف بردى ؟
حدثني سجين غير سياسي أنه وقف يستمع إلى قزم صعلوك على كتفه نسر ونجوم يحكم بنصف ساعة على تسعين من شعبه وفيهم الأطباء والمهندسين والمثقفين ، وأنا اعتذر عندما أقول بضمير الغائب ( شعبه ) فهو ليس عربيا ولا مسلما ولا سوريا ولا إنسانيا ينتمي للانسانية ؟ لأن تربية الإسلام جعلت الغرب يقول : ماعرف التاريخ فاتحا أرحم من العرب أي المسلمين .
أنا أمشي في بلد الأعاجم مرفوع الرأس ، موفور الكرامة ، على يميني كل خيرات الدنيا ، وعلى البعد مني مدينة طبية عالمية في مرسين تنادي كل عربي وكل مسلم في الدنيا تعال إلى أرجائي ، أمن وأمان ، وعلم وتقنية وإبداعات .
أقول نيابة عن كل عربي وكل مسلم وكل شهم جزاك الله خيرا يارجب يامن اسمك كان نبينا عليه الصلاة والسلام يدعو له بالبركة إذا أهل هلاله ، فيقول عليه السلام ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبارك لنا في رمضان ) مسند الامام احمد
اللهم احفظه من كيد الأعداء الكائدين .
وأمطرت السماء ونحن في قرية في أعالي الجبال فيها مسجد ولوحات مرور وطريق معبد وأحواض للمياه تمشي فيها النعمة الالهية ، نبع رباني يتحدى نبع بقين وماء الفيجة .
حيا الله شاعر العروبة أحمد شوقي زاد أحزاننا ونحن نظر بعين الخيال إلى دمار وخراب ، قلت لافض فوك
سلام من صبا بردى أرق
ودمع لا يكفف يادمشق
وقيل معالم الإسلام دكت
وقيل أصابها تلف وحرق
آه ياشوقي ياشاعر العروبة ماذا ستقول عندما ترى المهجرين من مدينة خالد بن الوليد من حي الوعر عجائز وشيوخ وأطفال ، والمرضى يمشون على العكاز ، والحرائر يمشون في الوديان ، الأطفال الأبرياء يحملون الكرة ، ماذا ستقول ؟
ستقود قافلة شعراء وأنت سيدهم ومعك وليد الاعظمي ويوسف العظم وحافظ ابراهيم والأميري ووو ....
ستهتفون :
ياموت زر إن الحياة ذميمة
ويانفس جدي ان دهرك هازل
لقد هتف تلميذ لك ، لكن شعره أجمل من شعرك ، عفوا أمير الشعراء حين قال :
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه الصبايا اليتم
لا مست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
اعذروني على هذا الاستطراد فقد عداني بهذا المرض أستاذي الأديب ، أديب سوريا علي الطنطاوي رحمه المولى .
وتحية إلى سميه الأديب الأريب عبد الله الطنطاوي نزيل عمان ، مهجر من وطنه ظلما وعدوانا
عفوا يادعاة الإسلام ، ويا أبناء الوطن العزيز ، أنا أمشي هنا في تركيا عزيزا كريما مرفوع الرأس خيرات الدنيا على يميني وناطحات السحاب عن يساري ، ونساء بلدي بالحجاب الذي أمر الله به .
وهطل المطر غزيرا ففعلت كما فعل حبيب قلوبنا ، فكشفت عن ساعدي كما فعل عليه الصلاة والسلام حين كشف عن ساعده الشريف وقال بخشوع إنه قريب العهد بربنا ، صلوا عليه وسلموا تسليما
ماذا فعل أبناء باندونغ الأعاجم ! كانوا يتبركون بجسم زعيم عربي ؟ يضعون أيديهم على كتفه ؟
فسأل ناصر سوكارنو ماذا يفعلون ؟ قال : إنهم يتبركون بك لأنك قادم من بلاد محمد عليه السلام ، ومن بلاد الأزهر .
ونسي أنه أعدم وشنق دعاة مصر الأزهر ؟
أخيرا :
تكلم السيف فاسكت أيها القلم
وآمل من كل من قرأ هذه الخاطرة الدعاء لي فيقول :
اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا ويمشي لك إلى صلاة .
وضع خطا تحت كلمة عدو ، هذا العدو خرّب الديار ومزق الأوطان وجعل من سوريا دار البوار؟
والله أكبر والعاقبة للتقوى
وسوم: العدد 715