إرادة الشعب السوري أقوى من تحالف قوى الشر
لقد خذلنا بشار الأسد، عبارة قالها الكثيرون والمرارة تحت سقوف حلوقهم وفِي قلوبهم الآثمة الم شديد كاد ان يفتك بهم، قالوها في الغرف السوداء المغلقة وهم يشعرون بالاحباط الشديد لعدم تمكن ذلك الطاغية من الاجهاز بالسرعة الممكنة على ثورة الشعب السوري العظيم وانهاء ذلك الكابوس المطبق عليهم والذي طالما قض مضاجعهم وعكَّر صفو حياتهم.
لقد خذلنا بشار الأسد، قالتها إسرائيل التي أرسلت ومنذ اليوم الاول للثورة رسائل تطمئن النظام وتتعهد من خلالها بحمايته في المحافل الدولية،وهي التي لن تسمح لمخلوق على وجه هذه البسيطة بإدانة جرائمه بحق السوريين مهما عظمت، فالمهم لديها كان وما زال هو الاجهاز على الثورة ومنع الثورة باي شكل من الأشكال من الوصول إلى سدة الحكم في سوريا، الامر الذي دفع بالأسد إلى التبجح امام وسائل الإعلام واعدا كل من ساند الثورة من السياسيين العرب بالحج إلى قصره طلبا للاعتذار منه، ولكن إرادة الشعب السوري بعد إرادة الله سبحانه كانت أقوى من تواطؤ إسرائيل فخذلت.
لقد خذلنا بشار الأسد، قالها ساسة الغرب وعلى رأسهم ساسة أمريكا وبريطانيا وفرنسا، أعداء الامس واصدقاء اليوم، ولربما كانت تلك الصداقة الملعونة اقسى على أطفال سوريا من براميل الطاغية المتفجرة، بل ولعلها كانت اقسى عليهم من الاختناق بغاز الكلور والسارين، فسقطت ورقة التوت عن عورات مدعي الديمقراطية وحقوق الانسان فتعروا امام شعوبهم وكتب تواطؤهم في صفحات التاريخ السوداء فخذلوا.
لقد خذلنا بشار الأسد، قالتها عصبة الأمم، وهنا استميحكم عذرا، فهذا هو الاسم الحقيقي والفعلي لما يسمى اليوم بالأمم المتحدة، لقد سقط القناع وانكشف الوجه الحقيقي لهذه المنظمة الخطيرة على البشرية جمعاء، فهي منذ إنشاءها لم تحافظ الا على مصالح الدول التي أنشأتها، انها تأتمر بأمر من يمولها، ولسوء حظ السوريين كانت مصلحة الممولين هي الإبقاء على نظام الأسد، لقد خشيت عصبة الامم أشد الخشية من انهيار اقتصادي سريع للنظام فشرعت تحت غطاء المساعدات إلى دعم المؤسسات المالية لرامي مخلوف عصب النظام الاقتصادي وتركت براعم الطفولة تنطفئ جوعا في المدن المحاصرة والعالم المتحضر يراقب صامتا موت ضميره في عيون أولئك الرضع، لقد تعرت عصبة الامم عندما أرسلت شحنات اللقاح الفاسد إلى الأطفال في المناطق المحررة، لقد تعرت عصبة الامم عندما اختارت أسوأ الممثلين من كوفي عنان إلى الاخضر الإبراهيمي وصولا إلى ديمستورا والذين قاموا بإدارة الأزمة على أتم وجه وكانوا شهود زور على ثورة شعب عظيم لم يستطيعوا قهره فخذلوا.
لقد خذلنا بشار الأسد، قالها النظام الرسمي العربي الا من رحم ربي، قالها مرتعدا من ثورة عظيمة لشعب عظيم سوف تسقط اذا ما قدر لها النجاح عروشا كبيرة، وستطيح بأنظمة عديدة قد نخر الفساد والاستبداد أركان حكمها وعظام شعوبها حتى النخاع،فتقاسموا الخذلان فيما بينهم، البعض أرسل المرتزقة لقتل أطفال سوريا ولكن جثامينهم عادت اليهم بالأكفان والصناديق المغلقة فخذلوا، والبعض الآخر قام بدعم النظام بالنفط وبسيارات الدفع الرباعي وبأجهزة الرؤيا الليلية وبالطائرات المسيرة من غير طيار لكن كل ذلك لم ينفع النظام ولم يبقيه على قيد الحياة فخذلوا، وأما القسم الأكبر من أولئك الخائبين فقد آثر التزام الصمت وكأن شيئا لم يكن فلعنوا من شعوبهم وستلاحقهم تلك اللعنة حتى قبورهم فخذلوا.
لقد خذلنا بشار الأسد، قالتها روسيا وإيران وميليشيا الموت التابعة لها، فلا ميليشيا الموت استطاعت نصر بشار الأسد، ولا مليارات إيران وجحافل حرسها الثوري استطاعت نصر الميليشا، ولا جيش القيصر بوتن وقنابله الفوسفورية استطاعت نصر إيران، فغرق الجميع في المستنقع السوري الموشح بدماء الأطفال والشيوخ فخذلوا.
لقد خذلنا بشار الأسد، قالها الموالون للنظام سواء الشبيحة منهم ام المغرر بهم والذين ربطوا مصائرهم مخطئين بمصير نظام بائد زائل زج بفلذات أكبادهم إلى أتون جحيم مستعر يقتل فيه السوري اخاه السوري ففقدوا أغلى ما يملكون وخذلوا.
كاتب سوري
إرادة الشعب السوري أقوى من تحالف قوى الشر
وسوم: العدد 719