على هامشِ إعادةِ هيكلةِ الأحرار على يد "حسن صوفان"
يبدو أنّ الرِّهان على وصول حسن صوفان إلى رأس الهرم في حركة " أحرار الشام "، لم يكن خاسرًا لدى عدد من المعنيين بالملف السوريّ.
و ما هو محلّ تساؤل: هل سيكسب هؤلاء الرهان، في التعويل عليه بالنهوض بالحركة من خلال التسويق لرؤيته في إعادة ترميمها، من خلال الوقوف على سلسلة القرارات التي اتخذها يوم الثلاثاء: 15/ آب، و أفضت إلى تغييراتٍ طالت نوابه، و أمين سره، و القائد العسكري العام للحركة، و رئيس جناحها السياسي.
ففي الوقت الذي قبلت فيه استقالة كل من: جابر علي باشا، من مهمته كنائب أول للقائد له، و الدكتور أنس نجيب، من مهمته كنائب ثان له، يأتي تعيين كلٌّ من:
ـ المهندس علاء فحام " أبو العز أريحا "، نائبًا أولاً للقائد العام.
ـ أبو عدنان زبداني، قائدًا عسكريًا عامًا للحركة.
ـ المهندس كنان النحاس " أبو عزام الأنصاري " رئيسًا للجناح السياسي.
ـ أبو علي الساحل، أمين سر للقائد العام للحركة.
فبحسب نظرة عددٍ من المراقبين أنّ هذه التعيينات قد جاءت مدروسة، و لها أهداف بعيدة خطّط لها القائد الجديد للحركة، الذي تولّى مهامه في مطلع آب الجاري، فقد جاء تعيين " أبو علي الساحل " أمين سر للقائد العام، سعيًا لتعزيز الصلة مع الجانب التركي؛ كونه من تركمان اللاذقية، و ربما يحمل الجنسية التركية، فضلاً على قربه من هيئة تحرير الشام، و هو الأمر الذي ربما يخدم المساعي للحركة و الأتراك على حدّ سواء، في تطورات الأيام القادمة بخصوص إدلب.
و أما كنان النحاس ( شقيق لبيب النحاس: مسؤول مكتب العلاقات الخارجية، مهندس العلاقات مع عدد من الدول الأوربية، و أمريكا ) ، و هما مقربان من أميركا و دوائر صنع القرار، فقد جاء تعيينه رغبة في تحسين علاقات الحركة الخارجية.
و أمّا بخصوص بتعيين " أبو عدنان زبداني "؛ فيرُجَّح أن يكون تمهيدًا لعودة كتلة " جيش الأحرار " التي شكلها أبو صالح طحان، الذي انشق عن الحركة مع 16 فصيلاً في: كانون الثاني/ 2016، و التحق بـهيئة تحرير الشام.
و هو الأمر الذي تحول دونه عقبة تخليه عن سلاحه، في حال قرّر ترك الهيئة، التي منعت اصطحاب السلاح مع أي شخص أو فصيل يرغبُ في تركها.
و يحاول " صوفان " كسب ودّ المهندس علاء فحام " أبو العز أريحا "، الذي أشيع مرات عدة سعيه للانشقاق عن الحركة، و الالتحاق بصفوف تحرير الشام، و هو ذو نفوذ واسع في منطقة أريحا.
يرى الذين يعقدون الآمال على القائد الرابع للحركة، بأنّه على عكس القادة الثلاثة " هاشم الشيخ، مهند المصري، علي العمر "، فهو يمتلك من قوة الشخصية و الحزم ما يكفي لفرض سيطرته، و القيام بدوره على أكمل وجه بإعادة تجميع صفوف " الحركة "، و بث الروح فيها؛ ناهيك عن الكاريزما التي يتمتع بها، و الهالة التي منحته إياها صحبته للقادة المؤسسين في السجن، إلى جانب رؤيته الشرعية و السياسية الحاضرة، على عكس أسلافه المذكورين.
في حين يرى آخرون أنّ انعتاقه عن تأثير " الدولة العميقة في الأحرار "، ذات الإرث القاعدي، التي عزّز وجودها " هاشم الشيخ " لن يكون سهلاً، فهي السبب في فشل سلفَيْه: " مهند المصري، و علي العمر "، و أنّ نجاحه مرهون بتخليص الحركة منها بشكل لا شائبة فيه.
و هم يرَوْونَ أنّ عملية انعاش " الحركة " التي تعاني اليوم الكثير من الصدمات، لا تبدو مهمة سهلة أيًّا كان قائدها، فالمشكلة لا تتعلق بمنصب أو تيار أو مرجعية، بل بواقع معقد على الأرض أيضًا، و هو الأهم، حيث خسرت أهمّ مواردها المالية، بعد إخراجها من معبر باب الهوى، فضلاً على خسارة الجزء الأكبر من قواتها و عتادها، و انحسارها إلى سهل الغاب في ريف حماة، مع بقاء جيوب لها شبه محاصرة، في مدينة تفتناز، و بعض قرى جبل الزاوية في ريف إدلب، و عدد محدود من المقاتلين في الغوطة و القلمون و حوران؛ الأمر سيعيق عملية إعادة بنائها المنشودة، و يحرمها من حضورها المؤثر على المستوى الميداني، الذي طالما تمتعت به قبل أحداث " الجمعة المفصلية " في: 21/ تموز/ 2017.
وسوم: العدد 734