حوار هادىء مع بعض طلاب العلم
طلاب العلم قلوبهم هادئة ، ومعاملتهم لغيرهم حسنة ، يحبون الله ورسوله ، لكنهم يؤثرون السلامة ويخافون من شر الفتنة أن تأكل الأخضر واليابس ، لذا تراهم يأخذون من النصوص مايوافق هواهم .
قال أحدهم للشباب الثاثر الغاضب لله ورسوله ولا يريد أكثر من قيامه بمظاهرة !
قال طالب العلم ليهدى الأعصاب الثائرة ويرضي ولي الأمر : التقط الاية التي توافق ما في نفسه ، قال الله سبحانه لموسى وهارون وهما ذاهبان للطاغية فرعون : نُصحوا كما فهم طالب العلم ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) ٤٤ طه .
ان سيدنا موسى عليه السلام أتُهم من فرعون انه ساحر ( إني لأ ظنك ياموسى مسحورا ) ١٠١ الاسراء
ماذا أجابه موسى عليه السلام : ( وإني لأظنك يافرعون مثبورا ) أل عمران ١٠٢
مامعنى مثبورا : ممقوتا وهالكا ومذبوحا ، كلام تهديد ووعيد وتحقق ذلك فمات غريقا
ان الشيخ المجاهد احمد البربور رحمه الله أنشد فابدع في معنى الحديث
إذا خشيت امتي ان تقول
فقد هلكت وعراها الذبول
تعال نرجع إلى الحكيم المسدد بوحي السماء عليه الصلاة والسلام يقول ( ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق آطرا ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضرب الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم ) رواه أبو داود والترمذي .
وقوله صلى الله عليه وسلم ( لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن عليكم شراركم ، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم ) عن ابي هريرة رواه الطبراني
في بعض الظروف القاسية تكون الحكمة : الوصية بالصبر ، كما نصح النبي العظيم عليه الصلاة والسلام لآل ياسر فقال ( صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة )
بعض طلاب العلم يعتبر ماحدث سنة ٨٠ فتنة ويحمدون ربهم انهم لم يخوضوا فيها ، صلى الله وسلم وبارك على من قال ( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام الى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ) رواه الحاكم وصححه الالباني
هذا شهيد حي عند الله يرزق ، اما من يحاصر المسلمين في الغوطة ، ويذبح المسلمين في دير الزور قتلاه ليسوا بشهداء بل فطائس ، هم جثى جهنم ان شاء الله
ماالشهيد اذا ، اسمع : هو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
سنة ٨٠ خرج فلان ليقاتل ويدافع عن الحزب فقتل ؟ هل هذا شهيد
ابدا ابدا خسر الدنيا والاخرة ، ذلك هو الخسران المبين .
من طلاب العلم يحمدون ربهم أنهم لم يتركوا الوطن ويهاجروا ؟
الذين خرجوا لم يخرجوا إلا فرارا بدينهم ؟
لقد مورست في حقهم مختلف الضغوط ، وتعرضوا للخطف من فرشهم ؟ وأخذوا من بين اولادهم مرارا إلى السريان حيث المخابرات العسكرية ، ولطموا على جباههم مرارا ، ووضعوا في الفلق والدولاب حتى دميت اقدامهم ؟
جنابي وانا ابن الستين يوم ذاك ضربني فتى ابن ال ١٧ ضربة على عيني فعلا أطارت الشرر منها ؟
سنة ٧٣ قال لي شيخ الزم بيتك فالمظليين نزلوا في الصاخور ؟
دخلت إلى جامع الصديق واخذت المكيرفون هاتفا :
الله اكبر يابلادي كبري ،
وخذي بناصية المغير ودمري
الله اكبر فوق كيد المعتدي
والله للمظلوم خير مؤيد
هذا الشيخ هو عمر جامعا سماه باسم العبد الخاسر ، ولما حان الوقت محوت اسم العبد الخاسر
وكتبت بالقلم العريض مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عننه
إن الذين فروا بدينهم الى ارض فيها الامن والعدل هل يلامون ؟
ان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم هاجروا من مكة الى المدينة ، وكما قال ربنا جل جلاله :
( الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ) ٤٠ الحج
والنبي عليه الصلاة والسلام نصح اخوانه ان يهاجروا الى الحبشة ، الى النجاشي الذي لا يظلم أحد عنده ، ووقف سيدنا جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه بين يدي النجاشي ولحض لماذا أخرجوا من ديارهم ، لحض جعفر الموضوع بكلمات : جيراننا ، اقاربنا بغوا علينا فلجأنا اليك أيها الحاكم
ان لندن تجد فيها عدلا وراحة اكثر مما تجده في القاهرة وبغداد ودمشق ، وزير الداخلية البريطاني قرر إخراج المعارض السعودي محمد المسعري من لندن لكن وزير العدل البريطاني ألغى قرار وزير الداخلية ولازال المسعري واخوانه يعيشون في المدينة معززين مكرمين ، واسألوا الداعية الكبير زهر سالم فعنده الخبر اليقين
أقول لطلاب العلم الطيبين لاتفلسفوا عجزكم وتقولوا داعيين :
اللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا وتول امرنا ، واختم بالباقيات الصالحات اعمالنا
على طلاب العلم العجزة الا يفلسفوا عجزهم وجبنهم وضعفهم ، وانما عليهم ان يقولوا بقلوبهم والسنتهم :
اللهم ( ربنا اغفر لنا ولاخوتنا الذين سبقونا بالايمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ) ١٠ الحشر
اعرف معلما نقل من وظيفته الى غيرها ثم سجن فقضى في السجن ربع قرن ، اي والله ربع قرن ،
مر عليه خمسون عيدا وهو في ظلام السجن وخرج منه بكف ورفسة وبصقة وجه
ياطلاب العلم الذين لم ينصفوا اسمعوا قوله تعالى ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) ٢٨٦ البقرة
وانصحهم ان يبتعدوا عن موائد الاغنياء وأن تكون قلوبهم مع السجناء داعين للشهداء بالرحمة ولانفسهم اللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا وتول امرنا .
للشهداء جنات الخلد ان شاء الله ، ولطلاب العلم الطيبين النصح الذين يعتبرون الوقوف في وجه الطاغوت فتنة
عليهم ان يلعنوا الظالم وقد فتن المؤمنين .
( والفتنة أشد من القتل ) لا كما فهم حاكم عربي ونطق بذلك ؟
الفتنة هنا ما يفعله في السجون من تعذيب وتجويع هو أشد من القتل
والله أكبر والعاقبة للمتقين
وسوم: العدد 749