صيدنايا

الشيخ حسن عبد الحميد

صيدنايا مقبرة الأحرار ، وكنا منهم لكن في سجن المزة ، ولم نيأس فقد كان هتافنا : 

الله أكبر والموت في سبيل الله أسمى أمانينا 

ولاتنسى شعار حزب البعث : وحدة حرية إشتراكية ! إمحاها واكتب محلها : حرامية

صيدنايا : هي سجن الباستيل أيام الثورة الفرنسية 

صيدنايا هي سجن رهيب ذاق فيه أحرار سوريا الموت الذؤام ،هو مكان تغيب فيه حقوق البشر ويمارس فيه أبشع انتهاك للنفس البشرية ، واسمه السجن الأحمر 

صيدنايا أعدم فيه أكثر من ١٣ ألف معتقل منذ عام ٢٠١١ 

صيدنايا كان يحقق فيه من باب النكتة هل تؤيد عليا أم معاوية ، هل الحق مع علي أم معاوية ؟

- اسجدوا لله شكرا أيها الأحرار فقد قتل مدير صيدنايا في ظروف غامضة ؟ 

العميد محمود معتوق مدير سجن صيدنايا 

جبار السموات انتقم من جبار الأرض ، هذا في الدنيا ، أما عذاب الآخرة فأشد وأقسى ، وألعن وأخزى  :

( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجهوههم مسودة ) وعيونهم زرقاء ، بئس للظالمين بدلا  .

اقترب اليوم ، اقترب وعد الله ، وستكون صيدنايا فرعا لجامعة دمشق ، وآمل أن تكون كلية الحقوق 

( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون ) 

حدثني سجين عادي قال حضرت محاكمة أحرار سوريا كان القاضي قزما طوله متر وعرضه متر 

حكم على ٩٠ سجينا بالإعدام في ظرف ساعة ، وأخذوا إلى ساحات الإعدام وهم مسرورين ينبسون أنهم تخلصوا من عذاب السجن !

واسألوا السجين معمو ابن الباب الذي قضى ربع قرن في سجن تدمر ، اسألوه لازال حيا 

ربع قرن هو ومحمد عوض ابن تادف وآلاف مؤلفة في سجن غير مسقوف ، الحر يلدغ ، والبرد يقتل ، لا سقف ولا مايحزنون  ، أما الإعدامات فحدث ولاحرج ؟

إلى لعنة الله ياجبار صيدنايا وأمامك جهنم وهي أشد وأقسى

رحم الله الصديق وهو خليفة يحكم نصف الدنيا يوصي جنوده وقادته : لا تقتلوا طفلا ولا إمرأة ولا راهبا ولا فلاحا  .

حكم الإسلام عدل كله ، وحكم العلمانية ظلم كله 

لقد قرأت ماكتبه ممن عاشوا في سجون العبد الخاسر بسبب تمثيلية من صنع المخابرات الأمريكية كما يقول سامي شرف مدير مكتب الرئيس ، وكما قال كمال الدين حسين وزير المعارف المصري ، قال للعبد الخاسر يا أبا خالد اتق الله في شباب مصر ، عوقب بالإقامة الجبرية في منزله 

- كل دم سفك في سجون الطغاة ، دم الشهداء الابرياء في أعناق كل من قال : 

أنا بعثي ، أنا علماني ، أنا علوي

اللهم ارفع مقتك وغضبك عن هذه الأمة ، وخذ أعداءك أخذ عزيز مقتدر  .

والله أكبر فوق كيد المعتدي 

والله للمظلوم خير مؤيد 

أعود إلى صيدنايا باستيل سوريا : في الثمانيات قام أحد الشباب الحلبي بتصرف أرعن ، قام بحرق أوراق الامتحانات ، وهو عمل صبياني لا يرضاه حر كريم ، وأتهم بالعمل أخ مجاهد وهو منه بريء ، ظل سبعة عشر عاما في صيدنايا وأخيرا قالوا له اذهب إلى بيتك فأنت بريء والمجرم عرفناه ، وخرج فاقد الذاكرة يحمل من الأمراض ماتنوء به الجبال  .

أما أنا فقد عرفت سجن المزة العسكري وهو واحة غناء بجانب سجن صيدنايا ، إنه واحة بجانب جحيم !

رغم قساوة التعذيب فيه ، قضى فيه الشيخ سعيد حوى رحمه الله خمس سنوات في زنزانة انفرادية .

وأنا أكتب هذه السطور شاهدت في التلفاز لافتة تقول : دير الزور ترحب بكم ! 

قلت في نفسي وهل بقي شيء اسمه دير الزور ! لقد تحارب الطامعون من أجل بترولها وماتوا وماتت ولاية الخير ؟ 

جزار الدير أين هو الان ! أخذه الله أخذ عزيز مقتدر ومن قبله الجامع أخزاه الله 

وهمسة إلى الذين لم يكتبوا عما شاهدوه في السجون والمعتقلات أقول : 

في الأثر عن الحسن البصري يقول اذكروا الفاجر بما فيه يعرفه الناس 

وعنه صلى الله عليه وسلم قال ( إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه ، أوشك أن يعمهم الله بعقابه ) 

ختاما :

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا 

واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم  .

اللهم فرج عن المعتقلين ياجبار

وفك أسر المأسورين ياقوي يامتين  .

فرجك ياقدير

وسوم: العدد 756