دونالد ترمب حفّار [قبر إسرائيل]
لاشك أن القرار الأهوج الذي اتخذه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية [ دونالد ترامب] بالاعتراف بالقدس عاصمة للدولة اليهودية .. والعمل على نقل سفارة الولايات المتحدة إليها.. شكل صدمة صاعقة .. لا للفلسطينيين وحدهم أو العرب والمسلمين ..ولكن لجميع العالم .. إلا الصهاينة!
لا يخفى على أحد .. تلك العواصف الهوجاء المتنوعة التي أثارها ذلك القرار في أرجاء العالم .. حتى حلفاء ترمب ..الاتحاد الأوروبي .. وسواه واستنكروه أكثر من مرة ..وصرح بذلك الرئيس الفرنسي في وجه [ بنيامين نتن ياهو] رئيس وزراء اليهود نفسه ..خلال اجتماعه به..!
.. ذلك ن القرار المذكور يخالف جميع القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة ..وينحاز علانية للدولة العبرية والعدوان والاحتلال ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمجتمع الدولي!
... ولا شك أن تلك الخطوة [العدوانية] أسعدت أكثر اليهود ..وخصوصا المتعصبين الإرهابيين – وهم الأكثرية الحاكمة! ..وإن كان كثير من عقلاء اليهود – داخل فلسطين وخارجها- اعترضوا عليه ...ومنهم نفر من كبار المفكرين والأكاديميين والمثقفين [الإسرائيليين]! وبعض المنظمات الإنسانية والحقوقية ..إلخ
..لاشك – أيضا – أن هذه الخطوة الحمقاء .. سيكون لها آثار ومردودات سلبية خطيرة على الكيان اليهودي الاغتصابي في فلسطين ..وخصوصا مع مرور الزمن-
..ومما يتوقع من بعض آثار تلك [الحماقة] ..:
[ترمب] شخصية العام في التايم!..لماذا؟ :
وبالمناسبة .. فقد اختارت مجلة [تايم] على عادتها كل عام-–[دونالد ترامب] كشخصية العام! ووضعت صورته وفوق رأسه تماما حرف [ M م] بالإنجليزية ..فبدت كأنها قرنان وبدا كأنه شيطان!!- كما ذكر الملاحظون ومحررو المجلة أنفسهم – فليس الكلام من عندنا كما قد يُتوهم!-
..كما ذكرمحررو المجلة أنفسهم أيضا..أنهم لا ينشرون صورته تمجيدا لرئيس الولايات المتحدة ..بل ينشرون صورة [ رئيس الولايات المتفرقة]!!..وكأنهم (يُرهِصون بذلك مما قد يكون من [بركات] هذا الرئيس العجيب الغريب!!!
الأبالسة الذين سولوا ووسوسوا [ لترامب] بارتكاب خطيئته!
سيق أن ذكرنا الطاقم الصهيوني حول ترامب – وخصوصا الذي أوكل إليه الأمر الفلسطيني الإسرائيلي وذكرنا دورهم في التسويل له بفعلته الشنعاء!..
ولم يكن قولنا رجما بالغيب – وإن كان استنتاجا صحفيا وملاحظة دقيقة صائبة!
..وهاهو الإعلام الأمريكي نفسه يؤكد مقولتنا بحذافيرها ..ويلقي بعض الأضواء على أؤلئك[ المسوِّلين الموسوسين ] ..وأدوارهم وتعصبهم للصهيونية ودولتها الباطلة ..وللاستيطان الإرهابي – خصوصا-
.. وإليكم ما ورد في النيو زويك وبعض وسائل الإعلام الإمريكي:
نيوزويك: 3 يهود حرَّضوا ترامب على نقل السفارة للقدس.. ولكن تآمرهم سيضر إسرائيلتعليق
"طريقٌ إلى المجهول".. هكذا يرى العالم العربي وعواصم الدول الكبرى المتحالفة مع واشنطن قرار الرئيس دونالد ترامب، الذي أعلنه الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس.
وأصبح ترامب بذلك أول رئيس أميركي يعترف بالقدس عاصمةً رسمية لإسرائيل. وهي خطوة تُسعد المواطنين الإسرائيليين، ولكنها قد تضرم النيران في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حسب تقرير لمجلة نيوزويك الأميركية.
انتفاضة جديدة
ولفتت المجلة الأميركية إلى التداعيات المتوقعة لقرار ترامب قائلة: سوف يتذكر الإسرائيليون أن موجة القتل والدهس بالسيارات والاعتداءات التي اقترفها الفلسطينيون خلال الشهور اللاحقة لشهر سبتمبر/أيلول 2015، قد أشعلتها المحاولات الإسرائيلية لتغيير الوضع الراهن بالأماكن المقدسة بالقدس، المعروفة باسم الحرم القدسي الشريف لدى المسلمين وجبل الهيكل لدى اليهود.
كما بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية حينما قام آرييل شارون، السياسي الإسرائيلي حينذاك، بزيارة المسجد الأقصى عام 2000، واستمرت على مدار نحو خمس سنوات، وأودت بحياة أكثر من 1000 مواطن إسرائيلي.
( وخلافا للاتفاقية مع الأردن - كثيرا ما يحاول اليهود) الصلاة بالأماكن المقدسة بالقدس الشرقية، التي لا تزال تخضع لرقابة الوقف الأردني الفلسطيني أو الوصاية الإسلامية. وسوف يؤدي قرار ترامب، الذي قد يستغرق تنفيذه سنوات، إلى وضع الحرم القدسي الشريف، ثالث أكثر المساجد قدسية في الإسلام، تحت السيادة الإسرائيلية، بما يُنهي عقوداً من السياسة الأميركية الناعمة.
(وقد نظم الفلسطينيون احتجاجات كبرى وتظاهراتٍ، ووقعت مصادمات في القدس والضفة الغربية وغزة سقط فيها عدد منهم من القتلى والجرجى.)
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب تخلى عن سياسة أسلافه التقليدية، وقرر عدم التوقيع على إرجاء نقل السفارة لمدة ستة شهور، وهو التنازل الذي وقّع عليه الرؤساء الأميركيون السابقون –كلينتون وبوش وأوباما– من قبله في الوقت الذي يختاره.
فمن الذي نصح الرئيس بأن يسلك مسلكاً مختلفاً عن الزعماء الأميركيين السابقين ويتخذ خطوةً يعترض عليها المجتمع الدولي باستثناء الحكومة الإسرائيلية؟
تقرير النيوزويك كشف عن الأشخاص الثلاثة الذين ينصت ترامب إليهم، ويُعتقد أنهم ساعدوا في تكوين رؤيته بشأن قضية القدس.
1- جاريد كوشنر
قام الرئيس الأميركي ترامب بتكليف زوج ابنته جاريد كوشنر، الذي أصبح موضع اهتمام تحقيقات المستشار الخاص روبرت مولر بشأن روسيا، بإبرام الاتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ومع ذلك، يبدو هذا المقترح بعيداً عن ذي قبل بالنسبة للفلسطينيين.
انتقل كوشنر –وهو يهودي متعصب له علاقات وثيقة بإسرائيل وقدمت عائلته تبرعات للمستوطنات الإسرائيلية من خلال المؤسسة التي تمتلكها– بين المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين في رام الله والقدس، لتفهم مخاوف كلا الجانبين بصورة أفضل.
ونقلت صحيفة The Times of Israel عن مصدر مطلع على هذا الشأن قوله إنه خلال تلك المناقشات، التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أغسطس/آب 2017.
وناقش الطرفان نقل السفارة "كجزء من حوار موسع ومثمر حول عدد من القضايا". ، وأخبر الملياردير الإسرائيلي حاييم سابان في أحد منتديات واشنطن، يوم الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2017 "لا يزال الرئيس يدرس الكثير من الحقائق المختلفة، وحينما يتخذ قراره سوف يخبركم به نفسه، وليس من خلالي".
وقد عهد إليه الرئيس بأن يكون نقطة الاتصال بهذه القضية؛ ومن الأرجح أن يكون له رأي هام في المناقشات التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار التاريخي.
2- جيسون جرينبلات
إلى جانب كوشنر، هناك مبعوث الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، وهو يهودي متعصب يرتبط بعلاقات بإسرائيل، ودرس بمدرسة يشيفا اليهودية الدينية، وألف كتاباً حول رحلة العائلة إلى إسرائيل.
ويشارك هذا الرجل المحامي السابق للرئيس الأميركي في رحلات دبلوماسية إلى أنحاء المنطقة، ليس للقاء الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين وحدهم، بل للاجتماع مع مسؤولي البلدان العربية الذي يسعون وراء التوصل إلى حل للنزاع المستمر على مدار عقود من الزمن.
ومن المعروف أن ترامب يحتفظ بأهل الثقة بالقرب منه في مناصب كبرى، ويعد جرينبلات أحد الموالين للرئيس، حيث عمل معه منذ عام 1997، أي منذ أكثر من عقدين من الزمن. ويفضل جرينبلات حل الدولتين، ولكنه أكد أن بناء المستوطنات في الضفة الغربية لا يمثل عقبة أمام عملية السلام.
وأشارت المجلة إلى أن الفلسطينيين اختاروا الضفة الغربية لتكون جزءاً من أي دولة مستقبلية لهم، ويرون ضرورة إزالة أي مستوطنات بها. ويعتبر أغلبية المجتمع الدولي المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتمثل عقبة كبرى أمام حل الدولتين الذي يؤيده جرينبلات.
يتولى كل من جرينبلات وكوشنر صياغة خطة للسلام في الشرق الأوسط، التي لا يزال الجزء الأكبر منها سرياً وقيد التنفيذ( وقد سبق أن تحدثنا عنها من قبل ..وتشتهر باسم[ صفقة القرن]ويسميها البعص [ صفعة القرن])!.
ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت خطوة نقل السفارة في مرحلة مبكرة من ولايته ضمن تلك الخطة على الإطلاق.
3- ديفيد فريدمان
ربما يكون فريدمان، وهو يهودي متعصب مثل كوشنر وجرينبلات، لديه علاقات أكبر بإسرائيل من الآخرين حول قضية نقل السفارة. وكان فريدمان ذات يوم محامي الإفلاس لدى ترامب، وكان يترأس المنظمة المعروفة باسم "الأصدقاء الأميركيون لبيت إيل"، وهي المسؤولة عن جمع التبرعات لبناء مستوطنات اليهود المتعصبين بالضفة الغربية، التي اعتبرتها الإدارات الأميركية قبل عهد ترامب غير مشروعة بموجب القانون الدولي.
ويعمل فريدمان حالياً سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل. وقد أصبح أول سفير أميركي يحضر احتفالية حرب الأيام الستة عام 1967، حينما احتلت إسرائيل القدس الشرقية والمدينة القديمة التي تضم الأماكن المقدسة التي يبجلها كل من المسلمين ( والمسيحيين) واليهود.
ويعد كبير مبعوثي واشنطن إلى المنطقة على صلة وثيقة باليمين الوطني الإسرائيلي، الذي يتولى مشروع المستوطنات بالضفة الغربية.. ويبدو أن رأيه بشأن نقل السفارة إلى القدس قد أثر تأثيراً كبيراً على ترامب.
وبذلك يكون ترامب قد أوفى بوعوده الانتخابية لمؤيديه الإنجيليين وصديقه وموضع ثقته فريدمان.
وعلاوة على ذلك، يذكر مسؤولون أن ترامب، الذي سيرجئ نقل السفارة بعد الإعلان عنه، قد منح فريدمان حرية اختيار التوقيت. ومن الواضح للغاية أن فريدمان سيقرر متى ستكون إقامة سفارة بالقدس مناسبةً لإدارة ترامب.
نحو انتفاضة (نوعية) مؤثرة:
والآن.. ماذا يفعل الفلسطينيون؟ .هل يركنون إلى [مواويل الشجب والاستنكار] المعهودة ؟!! وإلى ما أشرنا إليه مرارا بمقولة ذلك الأعرابي الذي نهب الغزاة إبله .. فقال إني انتقمت منهم وشتمتهم كثيرا !
( أشبعتهم سبا..وأودوا بالإبل)..
إذ ليس في منظور قريب اتخاذ خطوات عملية مؤثرة .. ويبقى العبء والمعاناة والمواجهات المرة والمستمرة ..على عاتق الشعب المحتل وأطفال الأرض المحتلة
...,لا شك أن أشباح انتفاضة هائلة تلوح في الأفق..ولكن .. لا بد من تنظيمها ..لتدوم:
.. فأولا : لا بد من إعلان عصيان مدني شامل كامل .. يؤثر في العدو ..ويبرز عجزه وحمقه وعنصريته وقمعيته!
..وثانيا :.. لابد من انتفاضة نوعية ..تؤثر في المحتلين ..وتسبب لهم خسارات باهظة ..وعنتا كبيرا ..يدفعهم للانسحاب والهرب ..كما هربوا من غزة حين [ صرصعتهم ودوختهم]!
..معروف أن الجند اليهود جبناء ..وقد رأينا باعيننا كيف اجتمع22 جنديا لاعتقال طفل فلسطيني واحد !!
وكيف نكّل أكثر من12 جنديا بأحد الفلسطينيين ..واجتمعوا عليه يركلونه ويضريونه ويخنقونه ويقيدونه ويسحلونه..إلخ!! وقد تكرر هذا كثيرا..
.. وهنا لا بد أن نُذَكِّر الشباب الفلسطيني المستيئس .. بجبن عدوهم الذين طالما رأيناهم يهربون من حجر ..أو زجاجة حارقة..إلخ..لابد أن يعد المنتفضون خططا للكمون للجند اليهود ..والهجوم عليهم ولو سقط بعض الشهداء وتخليص بعض أسلحتهم منهم ..واستعمالها ضد الآخرين ..وأخذ بعض أسلحة الفتلى لاستعمالها في وقائع أخرى ..وهكذا يدب الرعب أكثر في قلوب جند اليهود – إضافة ليقينهم جميعا أنهم معتدون ..وأنهم يحاربون على أرض غير أرضهم..ويضطهدون شعبا في بلاده التي غزوها واحتلوا أكثرها بالباطل ..
..هذا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ..ولا بد من زوال الباطل وهزيمته ..ورجوع الحق إلى أصحابه..
ويسألونك : متى هو؟ قل: عسى أن يكون قريبا
وسوم: العدد 756