كورونا ومَصائِبُ الدُنيا

وكَـأنَّ الـذي فينـا لايَكفينـا

كُلُّ يَومٍ مُصيبَـةٌ جَديدَةٌ تَأتينـا

لاتَنتَهي حَـربٌ إلا لِتَبـدَأَ حَربٌ

تَترُكُ الأيتـامَ والأرامِـلَ مَلايينـا

تُهَجِّرُ شُـعوباً مِنْ ديارِها قَسـراً

تَجعَلُـهُمْ تَحتَ الخِيـامِ لاجِئينـا

وهَـلْ أتـاكَ حَـديثُ الطُغـاةِ

يَحكُمُ واحِدُهُمْ وكَأنَّهُ يُميتُنا ويُحيينا

وكَوارِثُ الطَبيعَةِ وماأدراكَ ماتَصنَعْ

لاشئَ مِنَ العَواصِفِ والزِلازلِ يَحمينا

وكَـأنَّ كُلَّ هذا ماكـانَ كافِيـاً

فأتانـا وَبـاءُ الكورونـا لِيَكوينـا

لايَهُمُّنـا الآنَ مِنْ أينَ وكَيفَ أتى

مايَهُمُّنـا أنْ لاشَـئَ مِنـهُ يَقينـا

إنْ كـانَ مِنَ الصيـنِ أو غَيرِهـا

مايَهُمُّنـا أنْ لادَواءَ مِنـهُ يَشـفينا

حَجَـرَ مُدُنـاً وأغلَقَ مِثلَها دُوَلاً

وهـاهوَ كُلَّ يَومٍ يَأكُـلُ فينـا

أوقَفَ العالَمَ عَلى قَـدَمٍ واحِـدَةٍ

لانَعرِفُ غَداً بِكَمْ ضَحِيَّةٍ يُلاقينـا

لانَعرِفُ كَمْ سَتُصبِحُ الأرقامُ غَداً

لانَعرِفُ بِكَمْ سَيُصابِحُنا ويُماسينا

يَحصُدُ الأرواحَ وكأنَّها سَنابِلُ قَمحٍ

يَتَنَقَّلُ مابَينَنا حامِلاً مَناجِلاً وسَكاكينا

يَحصُدُ الأرواحَ يَسـاراً ويَمينـا

يَحصُدُ الأغرابَ ويَحصُدُ المُحبينـا

لاأحدَ باتَ يَعرِفُ إلى أينَ نَسيرُ

نَصَّبَ نَفسَهُ عَلينا جَلادَنا وقاضينا

باتَتِ البَشَرِيَّةُ حتّى إشـعارٍ آخَرَ

بِيَدِ هذا الوَبـاءُ مُجَـرَّدَ رَهينَـة