أسوار النسيان
عبد الكريم ناتي
و مر يومٌ آخرْ...
رسمت على صدره جرحا آخرْ
وأمنتياتٍ بليدهْ
معلقة بأبواب النسيانْ
مر بي الحبيب والغريبْ
و كل طائرٍ مهاجرْ...
و أعينٌ تائهة كألَّم ترني...
مر بي كل مسافرْ
و أناسٌ أعرفهم لم يعرفوني
واسيتُ آلامهم...لم يذكروني...
وحدي أعد الساعاتْ...
أعتزل الشارع في ركن جدارْ
أرقب موتاً أخرْ
لم أدرِ لمَ أنا وحدي
حدَّثوني عن وحيد آخرْ
صرخ مثلي وماتْ
كنجم المجراتْ...
لكنَّ آلامي تسَعني
لا تسعُ ميْتاً آخرْ
***
أراني غيرَ نفسي...
تمر الساعاتْ...
ولا يعود السرب المهاجرْ
ولا تينع الزنابق و السنابلْ
و لا أسمع للحسون غناءْ
عبَر الريح من أمامي
و أصواتُ أناس أعرفهمْ
باحت وبحت من الصراخْ
وانتهت عند حناجرهمْ...
هم وحدَهم عرفوني
و هل يعرفني غيرُحبيبْ...
ناديتهم
توسلت إليهمْ
يا أحبابي...واسوني فإني غريبْ
إني أنا المحروق في كلامي
وفي صمتي
وأنتم أدرى بحالي
ألا تسمعون...