أدمنتني صبرا أيها الحبيب

إذا الحبيبُ سقاكَ كأسَ الجفا على بعد

فامزجهُ تسامحاً لعله يعذبُ...

أيُّها القلبُ احتملْ آلامَ الفراق

إنْ كانَ المحبُ لايزالُ

بوصلكَ يرغبُ..

وارضَ بحكمهِ وما يأمربه ولو كان قاسيا

فحكمُ المحبُ

 للحبيب مُحَببُ..

واقنعْ بما يأتي به الزمانُ فإنَّه

قد يقسو عليكَ

 يوماً فلا تعجبُ..

وإنْ نأى الحبيبُ عنكَ يوماً

فربما بعد نأيه عنك

 يصفو و يُقَربُ...

وإذا النفسُ لم تصبرْ على الجفا

فبأيِ كأسٍ ترشفُ الشفاهُ وتشربُ...

براني الشوقُ من طول النوى والسُرى

فقادني الوجدُ إلى طريقٍ

 يحق لي أن أعتبُ...

وتلهفي للحبيبِ وحنبني صارَ يجَذبني

ومُهجتي بدمِ الدموعِ تَتَخضَبُ...

يالاإمي حنانيكَ ماذقتَ طعمَ الهوى

إنَ التجافي من الحبيبِ بعدَ

 التداني يصعبُ...

ياليتكَ تدري ما حمُلْتُ منَ الأسى

لأشفقتَ عليَّ

لأنَ الحبَ ييعتبُ...

فالنارُ بماء البحار يخمدُ لهيبُها

ونارُ الوجدِ يمدُهامن الجفون

دمعٌ لا ينضبُ...

يامعذبي بالبعدِ والهجرِ حسبُكَ

فالحبُ عطاءٌ وتضحيةٌ

 والهجرُللودِ يسلبُ...