الأحلامُ المُسْتشْرِفة
مصطفى أحمد البيطار
يا حياتي دعِ الأماني تشرقُ في خيالي
واسكبي أحلامي في
روضةِ اغترابي
كلما انبثقَ لي أملٌ يملأُ الأفق الرحبَ
تنجلي السحبُ وتزهو
أوراد الروابي
وتسبحُ الخمائلُ المخضلةُ بندى الفجر
فتعبقُ بطيبِ الحبيب
روحي وإهابي
لقد دعاني هواكِ وزادَ أوار شجوني
ضياع زورقي
بالابتعاد والاقتراب
أنت يا وردتي سحابةٌ في سماء حبي
تُهمي بماء الورد لتروي
كلَّ رغابي
إنَّ الورودَ في اختلاف أريجِ عطرها
لو تجمعتْ أنتِ أجملهنَّ
أحرفاً لكتابي
أنتِ يا حياتي التي أنارتْ قلبي المُعنى
بضياءٍ بعدَ أنْ كان في
ظلمةٍ واكتئاب
لا تجعلي قلباً يهيمُ وجداً بشذا عطركِ
ظمآن حب بفلاةٍ يسعى
إ ليه في سراب
هل تعلمي أنَّ ظلَ طيفك قد صادَ قلبي؟
وجعلهُ أسيراً لنور عينيك
كعابدٍ بمحرابِ
إنَّ عيونكِ النجل أيقظنَ في قلبه داعي
الهوى حتى رأى أجاجَ
الماءِ ألذّ شرابِ
شفَّني البعدُ عنك حتى أخال ظلَّ طيفك
يسامرني بليلٍ ويسمو
بي فوقَ السحاب
فأمطريهِ بوابلِ حبٍ خالٍ من الأوشابِ
إنَّه عفيفُ الإزارَ تقيٌّ
كالعابدِ الأواب
فكي أسرهُ من قيودٍ وارحمي أعصابي
هذا قضاءٌ ساقه ربي
لروعةِ الإعجاب
إني أراكِ وردةً خالدة في مزرعة قلبي
وبلسماً لجروحي وروحي
على الأحقاب