همسات القمر 94

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*هائمة على وجهي وفي جوفي ترنيمة يعزفها ناي في ليل الصمت والسكون..

حائرة وفي العيون نظرة وعبرة

ساكنة وفي داخلي ألف تساؤل وفكرة

الروح في عالمها .. والجسد أعياه المسير

حرف مرتجف.. قلب واجف ولسان أعياه الخذلان..

أما من ستار يسدل على فصول طال عناؤها ؟

أما من شيء يوقف تلك الدائرة التي أتعبها دوران عنيف مجنون؟

لا زال في النفس نبض من حياة..

ولا زالت العيون في محاجرها تتقافز بحثا عن طوق نجاة

*من أنفاس الليل الغارق في صدر الكون الرحب

ينبثق حلم..تغفو همسة على تفاصيل خيال شارد وكأنها تتهيأ لميلادها فجر يوم جديد

وتستمر الحكاية تتقافز في تفاصيل الحياة!

*أتوكأ عصا ذكرياتي..

بعضها يساندني ويسعدني

وبعضها الآخر في جبّ من الأحزان يقذفني

شتان ما بين وبين..!

*حين أرسل همستي وندائي..

أصيخ السمع بقلق خوف رجوع صدى صوتي..

فإذا غاب .. بقيت والأمل على موعد

وإن عاد.. أطرق رأس حزني .. أواسي بعض نفسي .. وأمضي !

*رغم أنف الحزن الذي يتشبث بقلوب باتت تتوق للفرح وتنتظره على بوابات تكاد تتهاوى لكثرة الواقفين عليها..

رغم أنفه .. 

رغم الأنين.. وصيحات العابرين على جسور مهترئة تكاد تهوي بهم..

رغم ليله الجاثم على صدور باتت تبحث عن نبضة حب أو لحظة هنا في غفلة من رقابته الماكرة..

رغم سيفه المصلت.. وهجماته الغادرة التي لا تعرف التردد ولا التعب..

رغم كل شيء

لن نحني له هامة..ولن نسلم له رقابنا ينحرها كما يشاء..

رغم أنفه

سنشعل شموع سعدنا .. 

سنتوج قلوبنا أكاليل الفرح

ما بيننا وبينه سيدركه ..ولو بعد حين

*ويدفعني حديث النفس للتسليم والصمت

أرسمني على غيمة شاردة علامة استفهام أو عصا تعجب أعياها الوقوف

أنتظر هطولها على أرض خصبة علّها تنبت ما يقنع العقل ويغذّي العاطفة لذيذ الثمر 

يطول الانتظار..

ويطول سهدي في ليل الفكر الذي يجتاحني كما الإعصار!

*تسرقني الأيام من نفسي..

أراها على بعد تجلس وحيدة مقيدة بصروف لا تملك حيلة إزاءها أو فكاكا

أناديها بملء الحب ملء الشوق في القلب

أناجيها وأدعوها.. تلبي دعوة الصبّ

ترمقني وفي عينيها بقايا من أمل..

أرمقها وفي نفسي عزم المضاء والعمل

أمد لها حبل النجاة

تمدني زاد الحياة

أعتنقها وأمضي في دربي وعلى ثغري تتراقص بسمة تزهو بها الشفاه

*ولدعابات الفرح تستسلم الروح وترخي جدائل نشوتها لتحلق في عالم البهجة والخيال..

ولأنسامه العلوية تنقاد النفس نحو بوابات تستقبل القلوب المتوهجة المنطلقة كبراءة طفل لا يرى في الدنيا غير دمية وحلوى ..

*ولولا الطفولة التي تمسح عن قلوبنا ما ران عليها من أنين وتعب..

ما كنا نقوى مجابهة حياة تمطرنا العذاب.. وتسلبنا الأماني العِذاب ..

وسوم: العدد 682