الشجرة الباكية والطبيعة
قصّة الشجرة الباكية للأطفال لكاتبها صقر السلايمة مرفقة بالرّسومات، صدرت حديثا – 2018- للكاتب المقدسي صقر السّلايمة في15 صفحة من الحجم المتوسّط.
في قصّته يعقد الكاتب السّلايمة مصالحة مع الطّبيعة الّتي تنكّرت بمطرها لشجرة السّرو ( السروة) ولم تسقط المطر؛ بسبب عدم حبّها للشّجرة؛ لأنّها تدّعي بأنها تقف ثابتة دون حركة وليس لها فائدة. اتّفق المزارع مع الشّجرة بعقد صلحة مع المطر، فوافقت الشجرة ، واقتنع المطر بحديث المزارع حين شرح له فائدة الشّجرة فهي تجلب الخير تماما كما يفعل هو.
في القصّة رموز ومفاهيم أراد الكاتب أن يوصلها للطّفل أوّلها أهميّة الشّجرة في حياتنا وفوائدها الكثيرة للإنسان، كذلك أهميّة الأمطار وضرورتها؛ من أجل الحياة.
اكتفى الكاتب بأن قال للمطر" ص14": " كلاكما يعمل وكلاكما مصدر العطاء والخير" وعلى الفور اقتنع المطر وأصبح صديقًا للشّجرة – السّروة –
كان على الكاتب أن يذكر للطّفل منافع الشّجرة للإنسان بقليل من التّفصيل، مثل ظلّها، خشبها، وأوراقها، وثمارها وتنقيتها للبيئة..الخ. ولا أعتقد بانّ الجملة أعلاه ستقنع الطّفل بأهميّة الشّجرة وعظمتها.
لفت الكاتب نظر الطّفل بأنّ صعود الأولاد على أغصان الشّجرة ممكن أن يسبّب لها ضررا، سأل المزارع في صفحة 9:
" هل صعد طفل على أغصانك وآلمك؟"
استخدم الكاتب أُسلوب الحكايات في بداية القصّة" كان ياما كان في قديم الزّمان..."
استخدم الكاتب في لغته أُسلوب التّجسيد، أو التّأنيس؛ فقد جسّد الشّجرة فهي تضحك، تبكي، تحزن، تتكلّم، تتألّم، وتفرح؛ هذه اللغة يحبّها الأطفال ويتماهون معها، وتساعدهم على تطوير الخيال ولعب الأدوار وتطوير لغتهم.
من خلال عطف المزارع على الشّجرة وتردّده عليها، وتأثّره بها حين تبكي، ومدى اهتمامه بحزنها وفرحها واروائها بالماء، وعمله على عقد المصالحة ما بين المطر والشّجرة؛ يعلّم الطّفل بضرورة حبّ الانسان وعطفه على باقي المخلوقات.
إِنّ قول الكاتب في صفحة 10: " إِمّا أن يغيب عنّا المطر مدّة طويلة...أو ينزل بقوّة وغزارة ونختنق من البرد وسرعة الرّياح.."
هذه العبارات يمكنها أن تعلّم الطّفل بأنّ الطّبيعة دائمة التّقلّب ولا تثبت على حال؛ فهذا شيء طبيعي.
إِنّ طلب المزارع قدوم المطر ليس شيئًا غريبا، يمكن أن نربط هذا مع استغاثة المسلم بعد انقطاع طويل للمطر بصلاة الاستسقاء الّتي يؤدّيها في الخلاء.
هناك حاجة لتصحيح الحركات وعلامات في الكتاب.
وسوم: العدد 785