وزر أئمّة الضلال
تحدّث الروائي السوري عبد الباقي يوسف عن الوضع المزري الذي يعيشه المسلمون في هذا الوقت، وأعاد سبب هذا التراجع المريع إلى تمسّك كثير من الحكّام العرب بكراسيهم، ووقوف كثير من رجال الدين إلى جانبهم ومؤازرتهم، وإصدار فتاوى تُجيز لهم الكثير من الانتهاكات باسم الدين، مِمّا أعطى للناس مفهوماً مُغالياً عن حقيقة رسالة الدين.
وتحدّث يوسف في برنامجه الإذاعي الأسبوعي الثقافي ( أدب القرآن الكريم) الذي يُبَث في إحدى الإذاعات المحلّية في مدينة أربيل، عن الشراكة السلبيّة بين رجال الدين، من أئمّة، ودّعاة، وخُطَباء، ومفتين، وهؤلاء الحكّم، لبقائهم في كراسيهم، وإباحة إسكات أي صوتٍ نقدي بأي طريقة كانت، فزاد ذلك تمسّكهم بهذه الكراسي وعدم تنازلهم عنها بأي حالٍ من الأحوال، حتى لو أن رسول الله محمداً بُعِثَ في هذا الوقت على أمّة المسلمين، لَما تنازلوا له، ليُجلسوه ولو نصف ساعةٍ على كراسيهم، بل لَما مَنحه كثيرٌ منهم حتى حق اللجوء للعيش في تلك الدول، ولحظّر عليه آخرون مجرّد الدخول إلى أرضيهم، وذلك تجنّباً للبلبلة التي سيفتي بها المفتون لهؤلاء الحكّام.
وقال الروائي السوري المقيم في أربيل، أن الدول الغربية الغير مسلمة- نظير ذلك- : كانت ستتنافس فيما بينها لاستقباله، والاحتفاء به، ومنحه جنسياتها. ورأى أن أمة محمدٍ قد خذلته بالجُبَب الأنيقة، والعَمامات العامرة، والذقون الطويلة، والخُطَب العَصماء، وكم أن ألسنتهم تُكثر الصلاة عليه، وسكاكينهم تطعنه في الظَهر.
وأتى عبد الباقي يوسف بشواهد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، تبيّن أنه كان على علمٍ بأن أئمة وخُطباء الضلال سيخونوه، ومن ذلك قوله:
( مررتُ يوم أُسري بي بقومٍ تُقرَض شِفاهُهُم بمقاريض من النار، فقلتُ: مَن هؤلاء ياجبريل؟. قال: هؤلاء خُطباء أمّتك، الذين يقولون ما لايفعلون، ويقرؤون القرآن، ولا يعملون).
كذلك من الأحاديث التي ذكرها بهذا الصدد: ( ويلٌ للجاهل مرة، وويلٌ للعالِم ألف مرة ).
( أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة، عالِمٌ لم ينفعه الله بعلمه )
( يكون في آخر الزمان عُلماءٌ، يُرغّبون الناس في الآخرة، ولا يَرغبون، ويُزهّدون الناس في الدنيا، ولا يزهدون، وينهون عن غشيان الأمراء، ولا ينتهون ).
( إن أخوف ما أخاف على أمتي، الأئمّة المضلّين )
ومن هذه الأحاديث التي فيها التحذير الشديد من هؤلاء: ( العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يُخالطوا السلطان، فإذا خالطوا السلطان، فقد خانوا الرسل فاحذروهم واعتزلوهم ).
وسوم: العدد 802