(السيرة النبوية – الصحوة – النهضة )12 المرحلة الرابعة (الشمولية العلمية)
والشمولية العلمية، هي نتيجة طبيعية للشمولية التطبيقية، مثلما أن الشمولية التطبيقية، نتيجة طبيعية للشمولية النظرية والعقيدية.
وهي المرحلة النهائية لتحول النظريات الإسلامية إلى علوم إسلامية، بعد الاختبار والتجربة والتطبيق، والتصويب الذي صحح التطبيق وحكم مساره.
إنها مرحلة الوصول إلى استخراج السنن والقواعد والأصول، التي تحكم تلك العلوم، حيث تم التوصل إلى: علم الاجتماع الإسلامي وسننه، وعلم النفس الإسلامي، وسننه، وعلم الاقتصاد الإسلامي وسننه، وعلم التربية وسننها، وعلم السياسة الشرعية وسننها... وبعد أن كنا نطلق عليها اسم (النظرية) أصبحت النظرية (علماً) بعد أن تأكدت صحة السنن المشار إليها في مرحلة النظرية، المستخدمة من القرآن الكريم والسنة الشريفة، لأنها أصبحت حقائق مجربة في ميدان العمل، ومن خلال التجربة والبرهان والتطبيق ْوالنتائج، أو إذا أردت أن تطلق عليه اسماً آخر، هو (الفقه الإسلامي) في صورته العليا بعد أن تخلص من مراحل التجريب، ووصل إلى مرحلة القواعد والسنن الراسخة، مع التذكير أن هذه المراحل لا تنفصل عن بعضها بل تتداخل تداخلاً سريعاً في عقل المسلم، وعمله، وواقعه، (العقيدية - النظرية - التطبيقية - العلمية)، والهدف من شرحها هنا مفككة هو، لتسهيل فهمها فقط.
هذه خطوات لابد منها، حتى نصل إلى مرحلة التعويض بعد أن انقطع عنا خبر السماء وتصويبه، الذي كان يرافق التجربة الأولى (السيرة النبوية الشريفة) وأسلوب التعويض هنا قائم على العمل والاجتهاد والتسديد والمقاربة.
لأن الاجتهاد والعمل وظيفة وخاصية من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم وما كان محمد صلى الله عليه وسلم مجتهدا في سيرته الشريفة,وْانما كان منفذاً و ماْموراً من ربه، لأن هذه السيرة سوف تكون النموذج الحي، لأمته من بعده ,وقد شرع الله سبحانه وتعالى الاجتهاد، والأخذ بالأسباب على منهج النبوةِ، لأتباع محمد - صلى الله عليه وسلم-، حتى يبقى صلاحُ هذا المنهاج الخاتم متجدداً، بعد أن ضبط لهم الثوابت المستمرة في الحياة البشرية، في دين شاملٍ كاملٍ صالحٍ لكل زمان ومكان , ثم فتح لهم باب الاجتهاد في المتغيرات مع اشتراط خضوع اجتهادهم لثوابت الشريعة في كل صغيرة وكبيرة.
وسوم: العدد 871