سلسلة قراءتي لكتاب نور اليقين في سيرة سيّد المرسلين 4
لم يستعن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالطائف ضدّ وطنه، وأبناء وطنه
سافر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى طائف، لعرض دعوته الشريفة. ولم يستعن بالطائف ضدّ أبناء وطنه من قريش. ورغم ذلك، حين طردوه وشتموه، ورفضوا دعوته، قال لهم: اخفوا عنّي مجيئي إليكم، حتّى لاتقول قريش: استعان بالطائف ضدّ قريش، وهو لم يفعل ذلك أبدا ومطلقا. 68
ظروف دعاء الطائف
قال الكاتب: أنّ دعاء سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "اللّهم إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي وهواني على النّاس ياأرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربّي إلى من تكلني إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي"، لم يكن خاص بأهل الطائف، إنّما كان خاص بأصحاب البستان، عتبة وشيبة ابني ربيعة، لأنّهما كانا نصرانيين، وكره سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أن يلجأ إليهما مضطرا، لولا الظروف التي دفعته إلى ذلك. 67
جوار، وليس ولاء للكافر ضدّ الوطن، والأخ، والجار
قال الكاتب: حين عودة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الطائف، أرسل لمطعم بن عدي، أن يدخل تحت جواره، لأنّه كان يعلم أن قريش لاتسمح له أن يدخل مكة، وقد خرج منها، واتّصل بالطائف.
أقول: والجوار من عادات العرب قبل الإسلام، والتي أقرّها الإسلام فيما بعد، وتندرج ضمن: "إنّما بعث ضت لأتمّم مكارم الأخلاق"، ولا علاقة لها إطلاقا وأبدا، بالولاء للكفار، والوقوف إلى جنبهم ضدّ الأخ والجار. 68
العرض على القبائل، ومعرفة العربي بتقلبات اللّيل والنّهار
قال الكاتب: حين عرض سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم نفسه، ودعوته على القبائل العربية القادمة للحج، تواعدوا على أن يعودوا العام القادم، في نفس اليوم، وهو ماتمّ فعله.
أقول: تعرف العرب وبإتقان، تحديد تقلبات اللّيل والنّهار، واختلاف الفصول، ولم يكن يومها ساعة، ولا وسيلة متطورة تدلهم على ذلك، وهم الأمّة الأمية التي لاتقرأ ولا تكتب. وقد حدث نفس الشيء، حين قالوا: "موعدنا بدر العام القادم"، وتمّ الحضور. و
أقول: العربي والمسلم الآن، فقد حاسة معرفة تقلبات اللّيل والنهار، واختلاف الفصول، لأنّه لم يعد يتعامل مع الطبيعة بشكل مباشر، ولذلك لم يعد يعرف بالمباشرة -مثلا-، الخيط الأبيض من الخيط الأسود، في ظلّ التطور العلمي، وازدهار المدن، وتفشي الأضواء. 72
العرض على القبائل- ذاك الكذاب من تلك القبيلة
ردّت قبيلة مسيلمة الكذاب، سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، حين كان يعرض نفسه على القبائل، "فكان بعضهم يردّ ردّا جميلا وآخرون ردّا قبيحا. وكان من أقبح القبائل ردّا بنو حنيفة رهط مسيلمة الكذاب".
أقول: : لاعجب إذن، أن يخرج منهم مسيلمة الكذاب، ويدّعي النبوة. 72
لايتاجر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بدين الله، وهو الضعيف المحتاج
قال الكاتب: طلبت بنو عامر من سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، حين كان يعرض نفسه على القبائل: "إن هم آمنوا به أن يجعل لهم الرياسة من بعده، فقال لهم الامر لله يضعه حيث يشاء".
أقول: تكمن عظمة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في كونه لايتاجر بدين الله، ولا يطمع في قوي، وهو يومهما ضعيف محاط من كلّ الجوانب، ولا يمني النّاس لكي يؤمنوا به، ويصارحهم أنّ الأمر بيد الله، ولا يخشى إن انسحب طامع، ولو كان القوي المنيع. 72
اليهود من وراء حروب الأوس والخزرج
حالف الأوس بني قريظة ضدّ الخزرج، وحالف الخزرج بني النضير وبني قينقاع ضدّ الأوس.
أقول: أعرف الآن، سبب العداوة، وسفك الدماء، والحروب الطوال بين الأوس والخزرج، بسبب مكر اليهود. 73
وسوم: العدد 978