مهرج فوق أسوار القدس لنزهة أبو غوش
مهرج فوق أسوار القدس لنزهة أبو غوش
موسى أبو دويح
كتبت الأستاذة "نزهة قاسم أبو غوش" مجموعتها القصصية (مهرج فوق أسوار القدس)، والتي صدرت طبعتها الأولى عن دار الهدى للطباعة والنشر كريم، في مئة وستين صفحة من القطع المتوسط سنة 2010م.
تضم المجموعة تسعة عشر موضوعا أو عنوانا أو قصة قصيرة، حملت عناوين مثل: في ظل الجدار، وجه القمر، وجه المدينة، شرطي ومواطن وهوية، مهرج فوق أسوار القدس، المدينة الملونة، الحكواتي والضرير، المساومة الصعبة، .... وهكذا. والمواضيع التسعة عشر كلها تدور حول القدس، ولها علاقة بالقدس، ومستوحاة من القدس، المدينة المميزة، المدينة المقدسة، المدينة العريقة، المدينة ذات الأسواق المسقوفة والطرقات المبلطة.
بدأت الكاتبة كتابها بكلمة للمؤلفة، سدت مسد المقدمة أو قامت مقامها، وبينت الكاتبة في كلمتها هذه أهمية مدينة القدس لا سيما في ذات الكاتبة ووجدانها، وأن أحداث قصصها جميعا وقعت في مدينة القدس، وتعرض هذه القصص لحياة الفرد في القدس، كما و تعرض وتذكر وتصف بيوتها وشوارعها وحاراتها وأزقتها ومساجدها وكنائسها وأديرتها ودكاكينها، وتصف باعتها وعلى الأخص النسوة اللاتي يأتين من ضواحي القدس يحملن الخضار والفواكه الطازجة على رؤوسهن إلى أسواق المدينة، ويبسطن فيها على قارعة طرقات القدس وشوارعها، وما يلاقينه من مطاردات رجال البلدية الذين يلاحقونهن في كل مكان، وكثيرا ما تصل الحال إلى إتلاف بضاعتهن أو مصادرتها.
أهدت الكاتبة مجموعتها هذه إلى كل إنسان يبحث دائما عن الخير والحق والحرية والحب والعدالة والأمان. كما وصدر للكاتبة سبع قصص قصيرة للأطفال، وصدر لها كذلك (لحن الماضي وقصص أخرى).
القصة الأولى في الكتاب بعنوان (في ظل الجدار) وهو الجدار الذي حاولت به اسرائيل ان تفصل الأماكن التي يقطنها العرب عن الأماكن التي يقطنها يهود، كما وحاولت ايضا فصل القدس شرقيِِّها وغربيِّها عن بقية الضفة الغربية. ويصل ارتفاع هذا الجدار إلى ثمانية أمتار، كما ووضعت فوقه في بعض الأماكن أسلاكا شائكة ووصلته بتيار كهربائي؛ حتى لا يظهره أحد.
هذا الجدار قطّع الأرض والناس وفصلهم عن بعضهم، فصل الأخ عن أخيه، والابن عن ابيه، والقريب عن قريبه، وباعد في المسافات بين البلدان والعائلات، ففى الوقت الذي كنت تزور قريبك وتصل إلى بيته في بضع دقائق مشيا على الأقدام، صرت الآن بحاجة إلى ساعة أو ساعات حتى تصل إلى بيته في السيارة؛ لأن الجدار صار يجبرك على الالتفاف حول قرى كثيرة حتى تصل البيت الذي كان بجوار بيتك.
وفي هذه القصة تصف الكاتبة رحلتها من القدس إلى رام الله، ومعاناتها بسبب الجدار في منطقة الرام وعند حاجز قلنديا، وأصوات الباعة المتجولين في منطقة المحسوم هناك، كبائع الترمس وبائع العطور وبائع العرق سوس أو السوس، وبائعة التين أو الدافور.
وفي القصة الثانية (بين الطيّ والنشر) جاء مكان القصة في منطقة واد الجوز والمنطقة الصناعية فيه، ومكان القاصد الرسولي (المورمون) أو ما سمته الكاتبة (الجامعة المورمونية)، واغتراب بطلة القصة خمس سنوات عن القدس، التي لم تغب عن ذهنها لحظة طيلة تلك المدة، بل كانت تلعن الغربة وتحن للوطن.
بدأت القصة بقولها: "راحت تنظر إلى الصورة المعلقة على الحائط، فكانت نظرتها خالية من الرؤية"، وكأني بها لم تدرك شيئا من الصورة، وختمت القصة بقولها: "حملقت بالصورة طويلا فكانت نظرتها هذه المرة ذات رؤية جديدة مختلفة".
أما بالنسبة للعنوان (بيت الطيّ والنشر) فقالت: "البحر أزرق هائج ومتوتر، راحت أمواجه تطوي أسرار البحر ومكنوناته العظيمة". فهنا طوت أمواج البحر أي غطت وسترت. وقالت في صفحة 19: "رغم أنها اعتادت طويلا أن تطوي في داخلها كل أحاسيسها، إلا أنها –هذه المرة- لم تقدر أبدا" أي لم تقدر على كتمان أحاسيسها بل (وقفت على الشاطئ فوق الرمال المتحركة، وراحت تنعف كل ما علق في داخلها من حزن وألم وقهر وخيبة أمل، راحت تصرخ بغضب وعنفوان: يا وحوش يا منافقين يا أنذال، أكرهكم، أكره الغربة، أكره الفقر، أكره الظلم) فنشرت كل ما بداخلها فوق البحر.
وأما قصة الحكواتي والضرير فذكرتني بقول الشاعر:
أعمى يقود بصيرا لا أبا لكم قد ضل من كانت العميان تهديه
ولكن الشيخ الضرير عبد الرحيم أوصل كل الذين حضروا جلسة الحكواتي في الليلة الظلماء شديدة البرد والمطر إلى بيوتهم: في باب الساهرة وحارة السعدية ومسجد الشيخ لولو وسوق باب خان الزيت وطريق الآلام وباب حطة وغيرها من مسميات الأماكن في القدس. وهكذا كل قصص الكتاب.
لغة الكاتبة لغة فيها خيال وفيها سهولة وسلاسة ولكنها وللأسف لم تخل من الأخطاء التي كان من الممكن للكاتبة تجنبها لو دققت النظر في الكتاب قبل خروجه لأيدي القارئين.
أما الأخطاء اللغوية "النحوية والصرفية" فقد جاءت كثيرة في الكتاب منها:
كلمة (السوّاح) حيث تكررت هذه الكلمة حوالي عشر مرات. والصحيح السيّاح؛ لأن الله يقول (فسيحوا في الأرض) ولم يقل فسوحوا لأن أصل الألف في ساح ياء وليس واوا. ويظهر أن الكاتبة وكثيرين غيرها قد تأثروا بأغنية عبد الحليم حافظ (سوّاح).
وكذلك كلمة (هامّ وهامّة) والتي تكررت أيضا حوالي عشر مرات. وهي من الأخطاء الشائعة بين الناس، والصحيح مهم ومهمّة؛ لأن هام وهامّة اسم فاعل من الفعل همّ يهمّ فهو هامّ أي أراد وقصد فهو مريد وقاصد. والهمّ الحزن، ومصدر هممت بالشئ هما. والهامّة الدابة أو الحية، والهوامّ الحيّات. أما مهم ومهمة فهو من الفعل أهم يهم ومنه همّام. وفي الحديث (أصدق الأسماء حارثة وهمّام) وهو فعّال من همّ بالأمر يهمّ إذا عزم عليه.
والهامّة الدابّة، (ونعم الهامّة هذا) يعني الفرس. (وما رأيت هامّة أحسن منه) يقال ذلك للفرس والبعير ولا يقال لغيرهما.
والهوام واحدتها هامّة؛ لأنها تهم أي تدب على الأرض. وهميمها دبيبها. وكان عليه السلام يعوّذ الحسن والحسين فيقول: "أعيذكما بكلمات الله التامة، من شر كل شيطان وهامّة، ومن شر كل عين لامّة" ويقول: "هكذا كان ابراهيم عليه السلام يعوّذ اسماعيل واسحق عليهما السلام".
وجاء في (صفحة 16) كان زجاج النافذة لامعا وشفافا، والفضاء رحب. والصحيح رحبا.
وجاء في (صفحة 28) بلحية مكثفة. والصحيح بلحية كثة.
وجاء في (صفحة 36) على البساط المفروشة والصحيح البساط المفروش أو البسط المفروشة.
وجاء في (صفحة 42) ثم إن هناك طريق والصحيح طريقا. وفيها ايضا: بضرورة تواصل الأرحام والصحيح صلة الأرحام.
وجاء في (صفحة 63) عيناها تحرسان طفلا بريئا جميلا يركد. والصحيح يرقد.
وجاء في (صفحة 64 وصفحة 119) ذات السقف المنبسق والصحيح المرتفع.
وجاء في (صفحة 77) أطور حلما آخر جديد والصحيح جديدا.
وجاء في (صفحة 99) حتى أن بدا له الفجر والصحيح إلى ان بدا بدل حتى.
وكذلك في (صفحة 100) حتى أن نجح أخيرا والصحيح إلى أن نجح أخيرا.
وجاء في (صفحة 119) توجهتا نحونا جنديتان – بلغة أكلوني البراغيث- والصحيح توجهت.
وجاء في (صفحة 133) يخلف على الله وهذا استعمال خاطئ فلا أحد يخلف على الله بل نقول أخلف الله عليك. فالله هو الذي يخلف ويعطي ويعوض.
وجاء في (صفحة 135) اسم رواية غسان كنفاني (رجال تحت الشمس) والصحيح رجال في الشمس.
وجاء في (صفحة 142) وبعينين محدقتين، وحمراويتين. والصحيح وحمراوين.