الحركة الأدبية في مصر القديمة

الحركة الأدبية في مصر القديمة

محمود أحمد عاطف محمد أمين الشيخ

[email protected]

[email protected]

عند استعراض الحركة الأدبية في مصر على اختلاف عصورها نجد أن قمة ازدهارها كانت في العصور الوسطى إبان حكم الدولة الأيوبية و المملوكية ، فظهر ديوان الإنشاء الذي كان بمثابة مدرسة تخرج منها الكثير من الأدباء و العلماء و الشعراء ، وكانت قبلة كل متعطش إلى العلم و اللغة و البلاغة ، و لا نغفل عن البيئات الأدبية التي انتشرت في مصر في هذه الفترة و لعل أبرزها ما نشأت في القاهرة و الإسكندرية و قوص - إحدى مدن الصعيد .

و ترجع نشأة الأدب في مصر إلى الفتح الأسلامي و كانت النشأة الحقيقية على يد الليث بن سعد و ابن هشام راوي السيرة النبوية ، ثم اتت الدولة الفاطمية التي أقامت القاهرة و الجامع الأزهر فكان منارة العلم منذ منشئه و حتى لحظة كتابة هذه السطور  .

الأدب أثناء الدولة الأيوبية :

انتشر الفكر الصوفي بعد قيام دولة الأيوبيين مستعيناً بالشعر و النثر الأدبي سلاحاً له فظهر كثير من أعلامه من أمثال : ابن الفارض( سلطان العاشقين ) و عبد الرحيم القنائي و أبو الحسن الشاذلي و أبو العباس المرسي و السيد البدوي و ابراهيم الدسوقي و أبو الحسن الصباغ .

كما ظهرت الموسوعات للعديد من العلماء الأفاضل وكذلك تم الاهتمام بالأدب الاسلامي فظهرت كتب التفاسير و التاريخ الإسلامي مثل : تفسير الجلالين للعلامة الحافظ جلال الدين السيوطي و الحافظ جلال الدين المحلي .

و تنوعت المدارس الأدبية بين التكلف في الألفاظ و استخدام اللغة العامية الدارجة ، فنجد بهاء الدين زهير يستخدم ألفاظاً تنتمي إلي عامة الشعب ، على خلاف مدرسة القاضي الفاضل التي اتسمت بالتكلف والتصنع .

فيقول القاضي الفاضل :

لفظ  يصيخ  له  سمع  البليغ فما        يذوق ذائقة ضرباً من الضرب

هذا المحب المخب السير نحوكم        تراه  يرجع عنكم خائب الخبب

وهذا نموذج يوضح ما قيل سابقاً عن مدرسة بهاء الديم زهير :

أقسم ما فارقت في الأرض منزلاً      و يذكر إلا و الدموع سوابق

و هكذا استمر الأدب بجميع فروعه و ضروبه سامياً رفيعاً مزدهراً على امتداد فترة حكم الأيوبيين و المماليك حتي تدهور إلى درجة لايمكن تصورها بعد قيام الدولة العثمانية و ظل على ذلك حتى أواخر القرن التاسع عشر مع ظهور مدرسة البارودي و المدارس الرومانسية وهذه كانت بداية عهد جديد في الأدب المصري و العربي على السواء .