تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ 12
تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ 12
مَنْهَجٌ فِي التَّأْليفِ بَيْنَ كُتُبِ الْعِلْمِ وَبَيْنَ طُلّابِها،
بِوَصْلِ حَياتِهِمْ بِحَياتِها
[تَعْليقَةٌ عَلى مَتْنِ "الْغَيْثُ الْمُسْجَم في شَرْحِ لاميَّةِ الْعَجَم" لِلصَّفَديِّ]
د. محمد جمال صقر
قالَ |
قُلْتُ |
جَبّارُ بَنِي الْعَبّاسِ - وَهُوَ هارونُ الرَّشيدُ - لِأَنَّه أَغْزى ابْنَه الْقاسِمَ الرّومَ ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ خَمْسينَ أَلْفًا ، وَأَخَذَ مِنْهُمْ خَمْسَةَ آلافِ دابَّةٍ بِسُرُجِهَا الْفِضَّةِ وَلُجُمِها ، وَأَغْزى عَليَّ بْنَ عيسى بْنِ ماهانَ بِلادَ التُّرْكِ ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ أَرْبَعينَ أَلْفًا ، وَغَزا هُوَ بِنَفْسِهِ الرّومَ ، فَافْتَتَحَ هِرَقْلَةَ ، وَأَخَذَ الْجِزْيَةَ مِنْ مَلِكِ الرّومِ |
رضي الله عنه ! |
قالَ فيهِ ابْنُ عُمَرَ : " وَلَدَ النّاسُ ابْنًا ، وَوَلَدَ مَرْوانُ أَبًا " ! |
ولقد ولد الناس بِنْتًا ، وولدت بِرِهامَ ابْنَتي أُمًّا ! |
لَيْسَ لَهُمْ خَليفَةٌ هاشِميٌّ مِنْ هاشِميَّةٍ ، غَيْرَ الْحَسَنِ بْنِ عَليٍّ - رَضِيَ اللّهُ عَنْهُما ! - وَمُحَمَّدٍ الْأَمينِ بْنِ زُبَيْدَةَ |
ما زلت أذكر زهراء بنت اللواتي ، تلميذتي العمانية الشيعية الجعفرية خريجة كلية العلوم المعيدة بكلية مزون بمسقط التي كنت أحب مناداتها بزهرة اللواتيا فتبتسم ، وقد حدثتها بهذا جاعلا سيدنا عليا كرم الله وجهه ! - موضع سيدنا الحسن - رضي الله عنه ! - فترد بسيدنا الحسن - رضي الله عنه ! - كلامي ! |
" لو أن في شرف المأوى بلوغ منى لم تبرح الشمس يوما دارة الحمل " أَنَّ حَرْفٌ يَنْصِبُ الِاسْمَ ، وَيَرْفَعُ الْخَبَرَ ، وَفُتِحَتْ أَنَّ هاهنا لِأَنَّها غَيْرُ ما ذُكِرَ فِي الشُّروطِ السِّتَّةِ الَّتي توجِبُ كَسْرَها |
بل فُتِحَتْ لضرورة تأويلها وما بعدها بفاعل ثَبَتَ المحذوف في جملة شرط لو |
في شَرَفِ جارٌ وَمَجْرورٌ ، وَفي هُنا ظَرْفيَّةٌ تَتَعَلَّقُ بِمَحْذوفٍ هُوَ خَبَرُ أَنَّ تَقْديرُه مُسْتَقِرٌّ ؛ فَالْجارُّ وَالْمَجْرورُ هُنا سَدَّ مَسَدَّ الْخَبَرِ ، وَتَقَدَّمَ عَلَى اسْمِ أَنَّ ، لِأَنَّ الْخَبَرَ مَجْرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِنَكِرَةٍ |
لمثل هذا قالوا بالخبر شبه الجملة |
ما أَحْكَمَ قَوْلَ أَبِي الطَّيِّبِ : وَكُلُّ امْرِئٍ يولِي الْجَميلَ مُحَبَّب وَكُلُّ مَكانٍ يُنْبِتُ الْعِزَّ طَيِّب |
لهذا يغرم المعارون للعمل بالخارج ، بالثناء على ما هم فيه لكثرته ، أو بالذم لقلته إلى غيره وغيرهم ! |
قالَ أَبو إِسْحاقَ الْغَزّيُّ : يا خَليليَّ حَلِّيا عاطِلَ الْبيدِ بِوَجْهِ النَّجيبَةِ الشِّمْلال زُحَلٌ أَكْبَرُ الْكَواكِبِ لا يَخْمُلُ إِلّا مِنْ قِلَّةِ الْإِنْتِقال |
آه من : " وَجْهي عَلَى الطُّرُقاتِ مُنْدَلِق " ! |
في قَوْلِ الطُّغَرائيِّ في هذا الْبَيْتِ ( لو أن في شرف المأوى ... ) مِنَ الْبَديعِ ، الْإيضاحُ وَإِرْسالُ الْمَثَلِ : أَمّا إِرْسالُ الْمَثَلِ فَإِنَّه واضِحٌ ، لِأَنَّ كُلَّ مَنْ سَمِعَه وَحَفِظَه تَمَثَّلَ بِه فيما يَليقُ مِنَ الْمَواقِعِ (...)
|
هذا كلام القدماء الخبراء ، فأما المحدثون فيحتاجون إلى ضبط أسلوب الكلام الصائر أمثالا ، وهو ما اجتهدت فيه برسالتي للماجستير |
الصَّحيحُ أَنَّ الْحُظوظَ لا تُعَلَّلُ ؛ فَما وِجْدانُها وَعَدَمُها بِاسْتِحْقاقٍ مِنَ الطَّرَفَيْنِ ، بَلِ اللّهُ - سُبْحانَه ، وَتَعالى ! - يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ |
سمعت من زميل حاقد ، في زميله المحظوظ ، هذا المثل المصري : " الحظّ جواليص طين ، ما يِتْكَعْبِلْش فيه الا البهايم " ! |
لم تكن هذه المسألة ( إعراب رجلا في " أظلوم إن مصابكم رجلا ... " ) مِمّا يَخْفى عَلى أَبي مُحَمَّدٍ الْيَزيديِّ ، وَهُوَ الَّذي قالَ لِلْكِسائيِّ يَوْمًا في مُناظَراتِه : كَيْفَ تَقولُ : إِنَّ مِنْ خَيْرِ الْقَوْمِ أَوْ خَيْرِهِمْ نيَّةً زَيْدٍ أَوْ زَيْدًا ؟ فَقالَ الْكِسائيُّ : زَيْدٌ بِالرَّفْعِ ، فَقالَ : أَخْطَأْتَ ؛ عَلامَ تَرْفَعُه ؟ قالَ : إِنَّه خَبَرُ إِنَّ ، قالَ : فَأَيْنَ اسْمُها ؟ فَالْتَبَكَ ؛ فَقالَ لَه : زَيْدًا - هي فيه زيد وينبعي أن يكون الصواب ما أثبت - اسْمُ إِنَّ ، وَالْخَبَرُ فِي الْجارِّ وَالْمَجْرورِ |
كذلك الكسائي أرفع قدرا وأدق نظرا وأكبر عقلا من أن يغفل عن وجه الصواب في هذه ! |
يا ما أُمَيْلِحَ غِزْلانًا شَدَنَّ لَنا مِنْ هؤُليّاءَ بَيْنَ الضّالِ وَالسَّمُر |
الذي أحفظه فيه : (...) مِنْ هؤُليّائِكُنَّ الضّالِ وَالسَّمُر |
قيلَ لِبَعْضِ الْعُشّاقِ : ما تَتَمَنّى ؟ فَقالَ : أَعْيُنُ الرُّقَباءِ ، وَأَلْسِنَةُ الْوُشاةِ ، وَأَكْبادُ الْحُسّادِ ! |
أنت إذن من أكلة لحوم البشر ! |
أَنْشَدَنَا الشَّيْخُ الْإِمامُ الْعالِمُ الصّاحِبُ عِزُّ الدّينِ أَبو حامِدٍ عَبْدُ الْحَميدِ بْنُ هِبَةٍ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَديدِ الْمُعْتَزِليُّ بِبَغْدادَ - وَمَوْلِدُه يَوْمَ السَّبْتِ مُسْتَهَلَّ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمانينَ وَخَمْسِمِئَةٍ - لِنَفْسِه : لَوْلا ثَلاثٌ لَمْ أَخَفْ صَرْعَتي لَيْسَتْ كَما قالَ فَتَى الْعَبْد |
كانت " لَوْلا ثَلاثٌ " قيمة أو نموذجا يحتذى ، منذ وضعه طرفة بن العبد - مثلما كانت " قفا نبك " لامرئ القيس بن حجر ، و" بانت سعاد " لكعب بن زهير ... وغيرها ؛ فليت باحثا محققا مدققا ، يتتبع بتتبعها ، طرفا من مسيرتنا الثقافية ! |
أَنْشَدَنِي الْمَوْلَى الْقاضي شِهابُ الدّينِ أَحْمَدُ بْنُ غانِمٍ لِنَفْسِه : وَاللّهِ ما أَدْعو عَلى هاجِري إِلّا بِأَنْ يُمْحَنَ بِالْعِشْق حَتّى يَرى مِقْدارَ ما قَدْ جَرى مِنْه وَما قَدْ تَمَّ في حَقّي |
هذا من قضائك ! |
مِمَّنْ ضُرِبَ الْمَثَلُ بِكِبْرِه وَتيهِه ، عُمارَةُ بْنُ حَمْزَةَ ، فَيُقالُ : أَتْيَهُ مِنْ عُمارَةَ ! دَخَلَ يَوْمًا عَلَى الْمَنْصورِ ، فَقَعَدَ في مَجْلِسِه ، وَقامَ رَجُلٌ ، فَقالَ : مَظْلومٌ ، يا أَميرَ الْمُؤْمِنينَ ! فَقالَ : مَنْ ظَلَمَكَ ؟ قالَ عُمارَةُ غَصَبَني ضَيْعَةً ، فَقالَ الْمَنْصورُ : قُمْ يا عُمارَةُ مَعَ خَصْمِكَ ، فَقالَ : يا أَميرَ الْمُؤْمِنينَ ، ما هُوَ لي بِخَصْمٍ ؛ إِنْ كانَتِ الضَّيْعَةُ لَه فَلَسْتُ أُنازِعُه فيها ، وَإِنْ كانَتْ لي فَهِيَ لَه , وَلا أَقومُ مِنْ مَجْلِسٍ شَرَّفَني بِه أَميرُ الْمُؤْمِنينَ ! |
وكيف لا يَتَكَبَّرُ مِثْلُ هذا اللُّقّاعَةِ ! |
حَدَّثَ الْجاحِظُ ، قالَ : أَتَيْتُ الرَّبيعَ الْغَنَويَّ ، فَقُلْتُ لَه : أَيَسُرُّكَ أَنْ تَكونَ ابْنَةُ يَزيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ تَحْتَكَ ؟ فَقالَ : لا وَاللّهِ ! قُلْتُ : وَلَكَ أَلْفُ دينارٍ ؟ قالَ : لا وَاللّهِ ! قُلْتُ : وَلَكَ أَلْفا دينارٍ ؟ قالَ : لا وَاللّهِ ، قُلْتُ : وَأَنْتَ أَميرُ الْمُؤْمِنينَ ؟ قال : لا وَاللّهِ ! قُلْتُ : وَلَكَ الْجَنَّةُ ؟ قالَ : عَلى أَلّا تَلِدَ مِنّي ! |
أدركت بقايا هذه الخصلة في بعض قبائل العمانيين ! |
قَدِ ادَّعَى ابْنُ الْأَثيرِ فِي " الْمَثَلُ السّائِرُ " ، أَنَّ أَنْ إِذا دَخَلَتْ فِي الْكَلامِ ، دَلَّ عَلى أَنَّ الْكَلامَ لَمْ يَكُنْ عَلَى الْفَوْرِ ، وَدَلَّ عَلى أَنَّه ثَمَّ تَراخٍ وَمُهْلَةٌ ، وَذَكَرَ الْآيَةَ الْكَريمَةَ ، وَقالَ : إِذا نَظَرَ في قِصَّةِ يوسُفَ مَعَ إِخْوَتِه مُنْذُ أَلْقَوْهُ فِي الْجُبِّ ، وَإِلى أَنْ جاءَ الْبَشيرُ إِلى أَبيه - عَلَيْهِ السَّلامُ ! - وَجَدَ أَنَّه كانَ ثَمَّ تَراخٍ وَإِبْطاءٌ بَعيدٌ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ أَمَدٌ بَعيدٌ لَما جيءَ بِأَنْ بَعْدَ لَمّا وَقَبْلَ الْفِعْلِ ، بَلْ كانَتِ الْآيَةُ تَكونُ فَلَمّا جاءَ الْبَشيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِه ، وَهذِه دَقائِقُ وَرُموزٌ لا توجَدُ عِنْدَ النُّحاةِ ، لِأَنَّها لَيْسَتْ مِنْ شَأْنِهِمْ ! قُلْتُ : هذا مِنْ جِنايَةِ إِعْجابِ الْمَرْءِ بِعَقْلِه ، أَلا تَراهُ كَيْفَ تَصَوَّرَ الْخَطَأَ صَوابًا ، ثُمَّ أَخَذَ يَتَبَجَّحُ بِأَنَّه ظَفِرَ بِما لَمْ يَكُنْ عِنْدَ النُّحاةِ ! وَلَوْ أَنَّه نَظَرَ إِلى هذِهِ الْفاءِ عَقيبَ ماذا وَرَدَتْ : هَلْ هِيَ عَقيبَ قَوْلِه - تَعالى ! - : " فَلَمّا ذَهَبوا بِه وَأَجْمَعوا أَنْ يَجْعَلوهُ في غَيابَةِ الْجُبِّ " ، وَالْآياتُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِواقِعَةِ إِلْقائِه فِي الْجُبِّ ، أَوْ وَرَدَتْ عَقيبَ قَوْلِه - تَعالى ! - : " اذْهَبوا بِقَميصي هذا فَأَلْقوهُ عَلى وَجْهِ أَبي يَأْتِ بَصيرًا وَائْتوني بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعينَ وَلَمّا فَصَلَتِ الْعيرُ قالَ أَبوهُمْ إِنّي لَأَجِدُ ريحَ يوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدونِ قالوا تَاللّهِ إِنَّكَ لَفي ضَلالِكَ الْقَديمِ فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِه فَارْتَدَّ بَصيرًا " ، لَعَلِمَ ابْنُ الْأَثيرِ أَنَّه لا تَراخِيَ بَيْنَ هذَيْنِ الْبُعْدَيْنِ ، وَلا مُدَّةً مَديدَةً ، لِأَنَّ الْمُدَّةَ إِنَّما كانَتْ بِقَدْرِ الْمَسافَةِ الَّتي تَوَجَّهَ فيهَا الْبَشيرُ مِنْ مِصْرَ إِلى أَنْ وَصَلَ إِلى أَرْضِ كَنْعانَ ، وَهِيَ مُقامُ يَعقوبَ ، عَلَيْهِ السَّلامُ ! وَقَدْرُ مَسافَةِ ما بَيْنَ ذلِكَ اثْنا عَشَرَ يَوْمًا وَما حَوْلَها ؛ وَلِهذا قالَ النُّحاةُ : إِنَّها هُنا زائِدَةٌ . وَلِابْنِ الْأَثيرِ مِنْ هذِهِ الشَّناعاتِ عَلى النُّحاةِ وَغَيْرِهِمْ أَشْياءُ أَجَبْتُ عَنْها في كِتابِ " نُصْرَةُ الثّائِرِ عَلَى الْمَثَلِ السّائِرِ " |
ولكن سابق عهدي بك خذلان الثائر عليه لا نصرته ! ثم إن مقالة ابن الأثير هنا أرجح وأحب إلينا من مقالتك ! ولقد صدق فيما وَصَمَ به النحاة من خُلوِّ تآليفهم من مثل هذه الدقائق ، وظلمهم حين أخرجها من أن تكون من شأنهم ! |
فَرَّقَ النُّحاةُ بَيْنَ التَّثْنِيَةِ وَالْمُثَنّى ، فَقالوا : التَّثْنِيَةُ ضَمُّ واحِدٍ إِلى مِثْلِه ، بِشَرْطِ اتِّفاقِ اللَّفْظَيْنِ وَالْمَعْنَيَيْنِ أَوِ الْمَعْنَى الْموجِبِ لِلتَّثْنِيَةِ ؛ فَعَلى هذا يَتَبَيَّنُ لَحْنُ الْحَريريِّ في قَوْلِه : جادَ بِالْعَيْنِ حينَ أَعْمى هواه عَيْنَه فَانْثَنى بِلا عَيْنَيْن |
فأولهما الذهب والآخر الجارحة . ولكن مثل هذا وارد في الكلام الفني ولا سيما كلام الحريري ! |
ضَرَبَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوّامِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ ، عُثْمانَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُغيرَةِ ، عَلى مُغْفُرِه ، فَقَدَّه إِلى الْقَرَبوسِ ، فَقيلَ : ما أَجْوَدَ سَيْفَكَ ! فَغَضِبَ ؛ يُريدُ أَنَّ الْعَمَلَ لِيَدِه لا لِلسَّيْفِ ! |
من ها هنا قال حافظ : " لا تَلُمْ كَفّي إِذا السَّيْفُ نَبا صَحَّ مِنّي الْعَزْمُ وَالدَّهْرُ أَبى " ! |
باكَيْتُه وَبَكَيْتُه ، أَيْ كُنْتُ أَبْكي مِنْهُ ، وَهُوَ أَحَدُ الْأَقْوالِ في قَوْلِ الشّاعِرِ : اَلشَّمْسُ طالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكاسِفَةٍ تَبْكي عَلَيْكَ نُجومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرا أَيْ تُباكي عَلَيْكَ نُجومَ اللَّيلِ وَالْقَمَرَ ؛ فَتُبْكيهِمْ ، وَمَعْناهُ عَلى كُلِّ حالٍ مُشْكِلٌ ، لِأَنَّ الشَّمْسَ إِذا كانَتْ طالِعَةً غَيْرَ كاسِفَةٍ ، فَكَيْفَ تَكونُ باكِيَةً ؛ فَكانَ يَنْبَغي أَنَّها غَرَبَتْ وَكَسَفَتْ وَبَكَتْ ، وَهذَا الَّذي يَليقُ بِالرِّثاءِ وَالتَّأْبينِ . وَقالَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْأَدَبِ : فيهِ أَقْوالٌ : مِنْها أَنَّ فيهِ تَقْديمًا وَتَأْخيرًا ، وَأَنَّ نُجومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَ مَنْصوبانِ بِكاسِفَةٍ ، لا بِقَوْلِه : تَبْكي ، وَتَقْديرُه لَيْسَتْ بِكاسِفَةٍ نُجومَ اللَّيْلِ وَلا الْقَمَرَ تَبْكي عَلَيْكَ ، وَإِذا كانَتْ غَيْرَ كاسِفَةٍ لِغَيْرِها مِنَ الْكَواكِبِ كانَتْ غَيْرَ مُضيئَةٍ ؛ فَهِيَ سَوْداءُ مُظْلِمَةٌ ، وَالزَّمانُ كُلُّه لَيْلٌ . وَهذا في غايَةِ ما يَكونُ مِنَ الْمُبالَغاتِ فِي الْمَراثي ، وَهذا أَجْوَدُ ما قيلَ فيهِ (...) وَقَبْلَه فيما أَظُنُّ : حَمَلْتَ أَمْرًا عَظيمًا فَاضْطَلَعْتَ بِه وَقُمْتَ فينا بِأَمْرِ اللّهِ يا عُمَرا وَنَصْبُ " عُمَرَ " مُشْكِلٌ لِأَنَّه عَلَمٌ مُفْرَدٌ ؛ فَكانَ يَنْبَغي أَنْ يُبْنى عَلى الضَّمِّ |
أذكر أن طلابي العمانيين بالفرقة الثالثة من كلية التربية ، لأول فصول تدريسي بجامعة السلطان قابوس العالية الغالية ، من العام 97/1998م – عَنَّتوني به ، مورِديه على أنه شاهد أو مثال ! أما " يا عمرا " ، فلا يمتنع أن يكون ندبة . |
الْأَقْرانُ جَمْعُ قَرينٍ ، وَهُوَ الصّاحِبُ |
كيف في غير الشذوذ يكون هذا ! بل هو جمع قِرْن . |