رواية حجارة الألم

رواية حجارة الألم

جميل السلحوت

[email protected]

اختراق للدعاية الصهيونية

صدرت رواية حجارة الألم لأنور حامد عام 2005 عن منشورات مركز اوغاريت الثقافي للنشر والترجمة في رام الله تقع الرواية التي كتب الأديب وليد أبو بكر تقديما لها في 144 صفحة من الحجم المتوسط .

كاتب هذه الرواية انور حامد فلسطيني من بلدة عنبتا الواقعة ما بين طولكرم ونابلس في الضفة الفلسطينية المحتلة ، ويعيش الكاتب في المجر منذ ما يزيد على ربع قرن ، وكما جاء في تقديم الكتاب ومقدمته فإن الرواية كتبت أصلا باللغة المجرية ، وقام صاحبها بترجمتها الى العربية . ولا يستطيع القارئ مهما اجتهد ان يزيد على ما كتبه الناقد الأديب وليد أبو بكر في تقديمه للرواية ، خصوصا ما يتعلق بالشكل الفني للرواية المتأثر " بتجربة دول شرق اوروبا في الكتابة الواقعية اساسا " اما الشكل الفني فهو كما يقول الناقد أبو بكر أيضا " هذه الطريقة ليست معروفة في الرواية العربية بشكلل يلفت النظر "

ولا يحتاج القارئ الى الكثير من الذكاء ليكتشف أن الكاتب متأثر بنمط واشكال الرواية في الغرب ، ويبدو مدى تأثره أيضا بالثقافة الأوروبية والغربية اكثر من تأثره بالثقافة العربية ، وان أكثر مطالعته اإن لم تكن جميعها في الآداب الغربية .

المضمون :

يدور موضع الرواية حول ممارسات" المستوطنين " الإسرائيليين اللاإنسانية واللاأخلاقية والإجرامية والمدعومة من جيش وحكومة الاحتلال ، هؤلاء المستوطنون الذين يعتدون على فلسطينيي الأراضي المحتلة بالقتل والضرب والإهانة عدا عن الاستيلاء على الأراضي الزراعية وتجريفها لأعمال البناء الاستيطاني، والشوارع المؤدية اليها أو لاستعمالها لأغراض زراعية لصالح المستوطنين ، كما يقوم المستوطنون بمنع المزارعين الفلسطينيين من فلاحة أرضهم او جني محاصيلهم . وقد عالج الكاتب هذه القضية بقدرة فائقة من خلال إشراك متطوعين أجانب من " المجر " في مساعدة الفلاحين الفلسطينيين في قطف ثمار الزيتون من أراضيهم الواقعة قرب احدى المستوطنات، وما تعرض اليه هؤلاء المتطوعون من اعتداء من المستطونين أدت الى مقتل احدهم ، كما نقل معاناة الفلسطينيين في التنقل بين المدن والبلدات الفلسطينية، حيث تغلق قوات الاحتلال الشوارع مما يضطر المواطنين الى التنقل عبر طرق ترابية خطرة ، ومع ذلك فإنهم يلاقون متاعب جمة على أيدي قوات الاحتلال ومستوطنيه ومن هنا جاء اهداؤه الرواية الى " ذكرى ريتشل كوري ، الى توم وبرايان وكل شهداء حركة التضامن الدولية " وفي لحظة انسانية تطرق الكاتب الى موت مريض فلسطيني على الحاجز العسكري لأن الجنود لم يسمحوا له بالوصول الى المستشفى ،وما أكثر الفلسطينيين الذين ماتوا على الحواجز!!وطا أكثر الفلسطينيات اللواتي انجبن على الحواجز!!  

وطرح الكاتب دون اثقال على القارئ زيف الدعاية الصهيوينية في تضليل اليهود للهجرة الى فلسطين التي يسمونها " أرض الميعاد وأرض الآباء والأجداد التى تفيض بالن والسلوى والعسل " ليكتشف بعضهم زيف هذه الدعاية فيمد يده لمساعدة الفلسطينين ويعود الى بلاده .

كما تطرق الكاتب الى امكانية التعايش بين المهاجرين اليهود والفلسطينيين وهذا موضوع حساس كما قال الناقد أبو بكر .

أهمية الرواية :

تنبع أهمية هذه الرواية كونها موجهة الى الشعوب الغربية وخصوصا الشعب المجري الذي كتبت الرواية بلغته ، وهي بهذا تشكل خرقا للإعلام الصهيوني الذي يضلل الشعوب الغربية حول الصراع العربي الاسرائيلي ، وابتعاد الرواية عن الخطاب السياسي يجعلها مقبولة لدى القارئ الأوروبي وتوصل اليه رسالة سياسية كان يجهلها ،ولم تستطع البلوماسية العربية والاعلام العربي ايصالها له.