كلمات بلون الثلج

الرواية الإسلامية والرؤية المستقبلية

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

تعد رواية عبد لودود يوسف (كانوا همجا ) نموذجا للرواية الاسلامية التي تستشرف المستقبل، وتقدم ردا على بعض النقاد الذين يتهمون القصة الاسلامية بالارتكاز على التاريخ والتراث في معظم ما تقدمه ،أو نقد الواقع من خلال عرض مغلف بالمباشرة والوعظ و ان الرؤية المستقبلية التي برزت في أعمال العديد من الكتاب العالميين تكاد أن تكون معدومة ،أو غير موجودة أصلا فيما تعالجه!؟ فجاءت هذه الرواية ومثيلاتها (ثورة النساء – كنوز قارون) لتثبت أن القصة الاسلامية المعاصرة تقف على قدم المساواة مع كثير من الآداب العالمية، حين قدمت اعمالا شملت نواحي الصراع المستقبلي الاجتماعي والسياسي والعسكري! فقد اتصفت هذه الرواية (كانوا همجا) بالتجديد والابتكار ،كما أن اعتماد الكاتب على حقائق الاسلام الغيبية المدعمة بالاحاديث الصحيحة قدأبعدها عن شطحات الخيال، فقدانطلقت من رؤية مستقبلية لما ستكون عليه دولة الخلافة الراشدة التي أشار اليها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف :ان أمل دينكم نبوة ورحمة ……

وهي تعالج واقع البشرية من خلال نظرة تستشف أستار المستقبل، فتعرض للإنجازات التي تبرز من خلال التوافق بين العلم والدين، فتعرض صورا عديدة للحياة في ظل التطبيق الاسلامي، الذي يستخدم التطور العلمي سبيل سعادة الانسان، وتقارن بين الحياة التي يعيشها معززا مكرما في ظل الخلافة الراشدة، وبين حياته في ظل الأنظمة التي تمتهن حياته، لتظهر الفرق الواضح على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي .

 ومن خلال البركات التي تخرجها الأرض والخيرات التي تصبهاالسماء رضا بما يعمل الناس، تبين الرواية مدى تحقق تكريم الانسان وسموه في دائرة الواقع والمشاعر ؛ حاكما ومحكوما ، رجلا وامرأة ، أسود وأبيض ،عربيا وأعجميا … كل اولئك تعرض لهم الرواية ما يقابلهم في أنظمة الجور ؛ لتصل بالقارئ الى أن الاسلام رسالة الله الأخيرة للبشرية يتحقق فيه للانسان كرامته وانسانيته !

               

    *عضو رابطة أدباء الشام