عمر بن عبد العزيز ناقداً

عمر بن عبد العزيز ناقداً

الدكتور علي كمال الدين الفهادي

جامعة الموصل

نظر الخلفاء الأمويون في أمر الشعر رواية و استنشاداً ونقداً ،وكانوا يثيبون أو يحرمون ، ولا سيما معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان ،فقد ولي كل منهما الخلافة قرابة عشرين سنة استقرت بهما الحال فازدهرت المجالس الأدبية في عهديهما،وكثيراً ما مزجت تلك المجالس الأدب بالسياسة والخلافة ،فقامت الأحكام والمفاضلات بين الشعراء على ضوئها أو لخدمتها ،وكان للمعارضة ونشاطها الدور في إذكاء النشاط

النقدي فيها حيث تقوم المنافسة على زعامة الرواية والأدب قيامها على الزعامة والخلافة.

أما عهد عمر بن عبد العزيز فكان سنتين وشهراً خفتت فيه حدة المعارضة ،ولم يكن الخليفة يعبأ بشعر المديح وعقد مجالس للشعر والشعراء ، إذ اهتم بأمر الرعية وبتنظيم بيت المال ما ينفق منه وما يرد إليه ،وأجهد نفسه في إعادة التوازن الذي اختل بين الدنيا والآخرة فأكثر من تزهيد الناس ونفسه أولاً بالدنيا والترغيب بالآخرة وحث الناس على القناعة بما في أيديهم وشرع أولاً بأقاربه وأهل بيته فأعاد أموالاً طائلة منهم إلى بيت المال سماه(المظالم) وشرح لعمته فاطمة بنت مروان نهجه الاقتصادي بقوله:

" إن الله تبارك وتعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة، لم يبعثه عذاباً ، إلى الناس كافة ، ثم اختار له ما عنده فقبضه إليه ، وترك لهم نهراً شربهم فيه سواء ، ثم قام أبو بكر فترك النهر على حاله ، ثم ولي عمر فعمل على عمل صاحبه فلما ولي عثمان اشتق من ذلك النهر نهراً ثم ولي معاوية فشق منه الأنهار ، ثم لم يزل ذلك النهر يشق منه يزيد ومروان وعبد الملك والوليد وسليمان حتى أفضى الأمر إلي وقد يبس النهر الأعظم ، و لن يروي أصحاب النهر حتى يعود إليهم النهر الأعظم إلى ما كان عليه (1) .

ومن هذه النظرة إلى مال المسلمين انصرف عن المديح وشعرائه ، فحجب نفسه وعطاءه عنهم حتى قال مسلمة بن عبد الملك لوفود الشعراء:

" أما علمتم أن إمامكم لا يعطي الشعراء شيئاً " (2)

حفاظاً على النهر الأعظم الذي صرح للشعراء بأنه لن ينفق منه إلاّ على وفق قوله تعالى :

" إنما الصدقاتُ للفقراء والمساكين والعاملينَ عليها والمؤلفةِ قلوبهم وفي الرقابِ والغارمينَ وفي سبيل اللهِ وابن السبيل فريضةً من الله والله عليم حكيم "(3)

ولا عجب في هذه السياسة تجاه شعراء المديح وحجب نفسه عنهم (4) فهي سياسة جده الفاروق بل هي سياسة الراشدين جميعاً (5)

وعلى نحو ما أعاد المظالم إلى بيت المال ،حاول إعادة الشعر والشعراء إلى نهر العقيدة ليردوا عذبه فيصدروا عنه بقيم تنسجم مع ما أحدثه الإسلام في نفسه ونفوس المؤمنين ليعيد الموازنة بين الدنيا والآخرة ،قال لدُكَين الراجز:

"إن نفسي لم تنل شيئاً قط إلا تاقت لما هو فوقه ،وقد نلت غاية الدنيا] يعني الخلافة[فنفسي تتوق إلى الآخرة "(6)

ولقد أدرك الشعراء ذلك منه فقال كثير عزة بعد أن حجب من الدخول عليه :

لو أتيت المسجد يوم الجمعة فتحفظت من كلام عمر شيئاً فسمعت خطبة له يقول فيها:"لكلِ سفرٍ زادٌ لا محالةَ ، فتزودوا من الدنيا إلى الآخرة التقوى ،وكونوا كمن عاين ما أعدّ الله له من ثوابه وعقابه طلباً لهذا وخوفاً من هذا ،لا يطولنَّ عليكمُ الأمدُ فتقسوَ قلوبكم ،وتنقادوا لعدوكم ،واعلموا أنه إنما يطمئنُ بالدنيا من وثق بالنجاة من عذاب الله في الآخرة ،فأما من لا يداوي جرحاً إلاّ أصابهُ جرحٌ من ناحية أُخرى فكيف يطمئن بالدنيا ‍‍!أعوذ بالله أن آمركم بما أنهى نفسي عنه فتخسر صفقتي ، وتبدو عيْلتي، وتظهر مسكنتي يوم لا ينفع فيه إلا الحق والصدق"(7)

وأدرك بعد سماعه الخطبة أن ما أعده من شعر على غرار ما كان يعده للخلفاء السابقين لن يجد أذناً صاغية من الخليفة الزاهد ،فقال للأحوص الأنصاري ونصيب بن رباح:

 " جددا لعمر من الشعر غير ما أعددناه ،فليس الرجل بدنيوي" (8)

 وقد صاغ الشاعران ما يتناسب ومضمون هذه الخطبة وشخصيتها المؤمنة الزاهدة (9) فأنشده كثير عزة :

وَلـيـتَ  فلم تشتم عليّاً ولم iiتخِف
وقـلـت فصدقت الذي قلت iiبالذي
ألا إنـمـا يـكفي الفتى بعد iiزيغه
لـقـد  لـبست لُبس الهَلوك iiثيابها
وتـومـض أحـياناً بعين iiمريضة
فـأعـرضـتَ عنها مشمئزاً iiكأنما
وقـد  كـنتَ من أجبالها في iiمُمَنّعٍ
ومـازلـتَ سـبـاقاً إلى كل غاية
فـلـمـا أتاك الملك عفواً ولم iiيكن
تـركت  الذي يفنى وإن كان iiمونِقاً
فـأضررْتَ  بالفاني وشمّرتَ iiللذي
ومـالـك  أن كـنتَ الخليفةَ iiمانعٌ
سـمـا  لـك همٌّ في الفؤاد iiمُؤرِّقٌ
فما بين شرق الأرض والغرب كلها
يـقـول  : أميرُ المؤمنين iiظلمتني
ولا بـسـطِ كـفٍّ لامرئٍ ظالمٍ iiله
فـلـو  يستطيع المسلمون iiتقسموا
فـعـشـتَ بـه ما حج لله iiراكبٌ
فـأَربِـح بـهـا من صفقة iiلمبايع


















 
بـريـاً ولـم تـتـبع مقالة مُجرمِ
فـعـلتَ فأضحى راضياً كل iiمُسلمِ
مـن  الأَوَد الـبـاقي ثِقاف iiالمقوِّمِ
وأبـدت  لـك الدنيا بكف iiومِعصمِ
وتـبـسم  عن مثل الجُمان iiالمُنظَّمِ
سـقـتْـكَ  مدوفاً من سُمام iiوعلقمِ
ومـن بحرِها في مُزبِدِ الموج iiمُفعَمِ
صـعـدتَ  بها أعلى البناء iiالمُقدَّمِ
لـطـالـب دنـيـا بعده من iiتَكلُّمِ
وآثـرتُ مـا يـبقى برأي iiمُصمِّمِ
أمـامـك  في يوم من الهول iiمُظلمِ
سـوى  الله من مالٍ رغيبٍ ولا iiدمِ
صـعـدتَ  به أعلى المعالي iiبسُلَّمِ
مـنـادٍ يـنادي من فصيح iiوأعجمِ
بـأخـذٍ  لـديـنار ولا أخذ iiدِرهمِ
ولا  الـسفكِ منه ظالماً ملءَ iiمِحجمِ
لـك  الشطرَ من أعمارهم غير نُدَّمِ
مـغـذ  مـطـيفٍ بالمقام iiوزمزمِ
وأعـظـم  بها أعظم بها ثم iiأعظمِ

فقال له : يا كثيِّر ، إن الله سائلك عن كل ما قلت .

ثم تقدم إليه الأحوص فاستأذنه فقال :

-قل ولا تقل إلا حقاً ، فإن الله سائلك .

فأنشده :

ومـا  الشعر إلا خطبة من iiمؤلف
فـلا  تقبلنْ إلا الذي وافقَ iiالرضا
رأيـناك  لم تعدل عن الحق iiيمنةً
ولـكـن أخذت القصد جهدك iiكلَّه
فـقـلـنا ولم نكذب بما قد بدا iiلنا
ومـن  ذا يـرد السهم بعد iiمروقه
ولـولا  الـذي قد عودتْنا iiخلائفٌ
لـما  وخدتْ شهراً برحليَ iiجسرةٌ
ولـكـن رجونا منك مثل الذي به
فـإن لم يكن للشعر عندك iiموضعٌ
وكـان مـصـيباً صادقاً لا iiيَعيبه
فـإن  لـنـا قربى ومحض iiمودةٍ
فذادوا  عدوَّ السلم عن عقر iiدارهم
فـقـبـلك  ما أعطى الهُنيدة iiجِلَّة
رسـول الإلـه الـمصطفى بنبوة
فـكـل الذي عددتُ يكفيك iiبعضُه















 
بـمـنـطق حقٍّ أو بمنطق iiباطلِ
ولا تـرجِـعَـنَّا كالنساء iiالأراملِ
ولا يـسـرةً فعل الظلومِ iiالمجادلِ
وتـقـفو مثال الصالحين iiالأوائلِ
ومـن ذا يردُّ الحقَّ من قول عاذلِ
عـلى فوقه إن عارَ من نزع iiنابلِ
غطاريفُ  كانت كالليوث iiالبواسلِ
تَـفُـلُّ  متون البيد بين iiالرواحلِ
صُـرِفنا قديماً من ذويكَ iiالأفاضلِ
وإن كـان مثلَ الدُّر من قولِ iiقائلِ
سـوى أنـه يُـبنى بناء iiالمنازلِ
ومـيـراث  آباء مشوا iiبالمناصلِ
وأرسـوا عـمود الدين بعد iiتمايلِ
على الشعر كعباً من سديسٍ وبازلِ
عـلـيه سلام بالضحى والأصائلِ
ونـيـلك خير من بحور iiالسوائلِ

فقال له عمر : يا أحوص ، إن الله سائلك عن كل ما قلت .

لقد أحدث هذا التوجيه بداية رائدة في الشعر الأموي لم تلبث أن قُتلت على نحو ما قُتل شهيد إعادة الحياة إلى النهر العظيم ، فالسلطان سوق فما نفق عنده حمل إليه (10) ولما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن (11) ، فشخصية عمر وثقافته وخطبه وتوجيهاته للرعية ومنهم الشعراء جعلت الشعر ينحو في مضامينه ومعانيه نحو رؤية إسلامية للإنسان ودوره في الحياتين الدنيا والآخرة .

لقد كان لعمر بن عبد العزيز اهتمام بسماعِ الأدب وروايته فقد روي عنه قوله:

" ما كلمني رجل من بني أسدٍ إلا تمنيت أن يمد له في حجته حتى يكثر كلامه فأسمعه" (12)

فاختصهم بالفصاحة والبلاغة لحسن منطقهم وأدائهم الحجة أداء فنياً جميلاً ،وعندما أحسن رجل في طلب حاجة بين يديه ، وتأتّى لها بكلام وجيز ومنطق حسن ، أثار إعجابه الإيجاز وحسن المنطق فقال :

"هذا والله السحر الحلال " (13)

وكان حريصاً على أدب يلتزم الإسلام ويقف إلى جانب الحق فيما يرويه ويحفظه من أشعار فقد عرف عنه كثرة إنشاده شعر عبد الله بن عبد الأعلى القرشي الذي يقول فيه (14):

تَـجـهَّـزي بـجِـهازٍ تَبلُغينَ iiبهِ
وسـابـقي  بغتةَ الآجالِ iiوانكمشي
ولا تـكُـدّي لـمنْ يبقى iiوتَفتقري
واخـشَـيْ حوادثَ الدهرِ في iiمَهَلٍ
عـن مُـديـةٍ كان فيها قطعُ iiمدَّتهِ
لا تـأمَـني فَجْعَ دهرٍ مُورطٍ iiخَبِلٍ
يـا  ربَّ ذي أمـلٍ فيه على iiوَجَلٍ
منْ كان حين تُصيبُ الشمسُ جَبهتَهُ
ويـألـف  الظِلَّ كي تبقى iiبَشاشتُهُ
فـي قـعْـرِ مُوحشةٍ غبراءَ iiمُقْفِرةٍ
تَـجـهَّـزي بـجِـهازٍ تَبلُغينَ iiبهِ
وسـابـقي  بغتةَ الآجالِ iiوانكمشي
ولا تـكُـدّي لـمنْ يبقى iiوتَفتقري
واخـشَـيْ حوادثَ الدهرِ في iiمَهَلٍ
عـن مُـديـةٍ كان فيها قطعُ iiمدَّتهِ
لا تـأمَـني فَجْعَ دهرٍ مُورطٍ iiخَبِلٍ
يـا  ربَّ ذي أمـلٍ فيه على iiوَجَلٍ
منْ كان حين تُصيبُ الشمسُ جَبهتَهُ
ويـألـف  الظِلَّ كي تبقى iiبَشاشتُهُ
فـي قـعْـرِ مُوحشةٍ غبراءَ iiمُقْفِرةٍ



















 
يـا نفسُ قبلَ الرَّدى لم تُخلقي iiعَبَثاً
قـبـلَ الـلِّزَم فلا مَنجى ولا iiغَوَثا
إنّ الـرَّدى وارثُ الباقي وما iiوَرِثا
واسـتيقني  لا تكوني كالذي iiانتجثا
فـوافقَ  الحرثَ موفوراً كما iiحَرَثا
قـد  استوى عنده ما طابَ أو iiخَبُثا
أضـحـى به آمناً أمسي وقد iiجُثثَا
أو  الـغـبارُ يخافُ الشَّيْنَ والشَّعثا
فـسـوف  يسكنُ يوماً راغماً iiجَدَثا
يُطيلُ  تحت الثرى في رمثها iiاللَّبثا
يـا نفسُ قبلَ الرَّدى لم تُخلقي iiعَبَثاً
قـبـلَ الـلِّزَم فلا مَنجى ولا iiغَوَثا
إنّ الـرَّدى وارثُ الباقي وما iiوَرِثا
واسـتيقني  لا تكوني كالذي iiانتجثا
فـوافقَ  الحرثَ موفوراً كما iiحَرَثا
قـد  استوى عنده ما طابَ أو iiخَبُثا
أضـحـى به آمناً أمسي وقد iiجُثثَا
أو  الـغـبارُ يخافُ الشَّيْنَ والشَّعثا
فـسـوف  يسكنُ يوماً راغماً iiجَدَثا
يُطيلُ  تحت الثرى في رمثها iiاللَّبثا

فكثرة إنشاده القصيدة ،دل على التزامه شعراً يهوّن من شأن الدنيا ويعزز مكانة الآخرة في نفس المتلقي ويذكره بالموت في خطاب يتجه إلى النفس أولاً ومن خلالها إلى الناس والرعية ثانيا ،مثل ذلك إنشاده ما ينهى الفؤاد عن الانقياد للصبا والشباب لاسيما بعد أن شابت مفارق المرء 15)

إِنْـهَ الـفـؤاد عـن iiالـصِّـبـا
فــلــعـمـرُ ربـك إن iiفـي
لك واعظاً لو كنت تــــــت
حــتـى مـتـى لا تـرعـوي
مـا بـعـد أن سُـمِّيتَ iiكهـــ
بـلِـي  الـشـبـابُ وأنـت iiإن
وكــفــى بــذلـك iiزاجـراً






 
وعــن انـقـيـادٍ iiلـلـهـوى
شـيـب  الـمـفـارق iiوالـجَلَى
عـظُ  اتـعـاظَ ذوي الـنـهـى
وإلــى  مـتـى إلـى iiمـتـى
ـــلاً واسـتُـلِـبْتَ اسم iiالفتى
عُــمِّـرتَ رهـنٌ iiلـلـبـلـى
لـلـمـرء  عـن غـيٍّ iiكـفـى

فهو بذلك يرجح الصنفين الأولين من أصناف الشعر الأربعة التي ذكرها ابن رشيق ويلزم الشعراء بها "فشعر هو خير كله ،وذلك ما كان في باب الزهد والمواعظ الحسنة ،والمثل العائد على من تمثل به الخير ،وما أشبه ذلك ، وشعر هو ظرف كله ،وذلك القول في الأوصاف والنعوت والتشبيه وما يفتن به من المعاني والآداب،وشعر هو شر كله وذلك الهجاء ،وما تسرع به الشاعر إلى أعراض الناس ،وشعر يتكسب به ،وذلك بأن يحمل إلى كل سوق ما ينفق فيها ،ويخاطب كل إنسان من حيث هو ،ويأتي إليه من جهة فهمه " (16) ،وهذا الالتزام يتفق مع وظيفة الأدب الأساسية التي يرى د.محمد مصطفى هدارة أنها نقل التجارب الإنسانية والتعبير عنها تعبيرا مؤثرا ومتأثرا بأوضاع المجتمع ليكون الأدب إنسانيا وليس مجرد أدب تطبيقي كما أسماه كرومبي (17) .

وعلى الرغم من أن أخبار عمر بن عبد العزيز تشير إلى تغنيّه بشعر الغزل إلا أنه غزل عفيف يشكو لواعج القلب من الشوق والبعد ويحن إلى أيام الصبا والشباب ومنه تغنيه بشعر جرير : (18)

ألـمَّـا  صاحبيَّ نَزُرْ iiسعادا
لـعمرك  إن نفع سعاد iiعني
إلى الفاروق ينتسب ابن ليلى
وتـغنيه أيضاً بشعر iiجرير:
عـلـق  الـقـلـب iiسعادا
كـلـمـا  عـوتـب فـيها
وهـو  مـشـغوف iiبِسُعدى






 
لـوشـك فراقها وذرا البِعادا
لمصروف  ونفعي عن سعادا
ومـروان  الذي رفع iiالعمادا

عـادت  الـقـلـب iiفـعادا
أو  نُـهِـي عـنـها iiتمادى
قـد عـصـى فـيها iiوزادا

ومن تغنّيه بهذه الأبيات قال الجاحظ:

"ولا نرى بالغناء بأسا إذا كان أصله شعرا مكسوا نغما.. فما كان منه صدقا فحسن ،وما كان منه كذبا فقبيح " (19)

وشبيه بهذا التغني إنشاده قول قيس بن الخطيم (20) :

بـيـن شـكول النساء خلقتها
تـغترفُ  الطرفَ وهي لاهيةٌ
تـنـامُ عـن كبر شانِئِها iiفإذا


 
قَصدٌ فلا جبلة ولا قَضَفُ(21)
كـأنما شفَّ وَجهها نَزَفُ(22)
قامتْ رويداً تكادُ iiتنغرفُ(23)

وقوله فيه :

"قائل هذا الشعر أنسب الناس " (24)

فلقد وقف من شعراء الغزل الصريح موقف مؤاخذ محاسب موجه من أمثال الأحوص الأنصاري وعمر بن أبي ربيعة ونصيب بن رباح لا سيما في ذلك الشعر الذي يترك أثرا اجتماعيا بسبب من ذكر المرأة صراحة باسمها أو كنيتها فقد كان الأحوص "ينسب بنساء ذوات أخطار من أهل المدينة ويتغنى بشعره معبد ومالك ويشيع ذلك في الناس فنفاه سليمان بن عبد الملك إلى دَهلَك (25) ، فلما ولي عمر بن عبد العزيز كتب إليه يستأذنه في القدوم ويمدحه فأبى أن يأذن له ثم سأله رجال من الأنصار أن يرده إلى المدينة فقال لهم عمر :فمن الذي يقول (26) :

فــمــا  هــو إلا أن أراهـا فُـجـاءةً
قالوا:  الأحوص،قال:فمن الذي يقول (27) ii:
أدور   ولـــولا أن   أرى أم جـعـفـر
ومــا  كـنـت زوّارا ولـكـن ذا هـوى
قالو:الأحوص ، قال :فمن الذي يقول (28) :
كــأن لــبـنـى صـبـيـرُ iiغـاديـةٍ
اللهُ بــيــنـي وبـيـن iiقـيّـمـتـهـا






 
فـابـهـتُ  حـتـى مـا أكـادُ iiأُجـيـبُ

بـأبـيـاتـكـم  مـا درت حـيـث iiأدور
إذا  لــم يــزر لابــد أن ســيـزور

أو  دمـيـةٌ زُيّـنـتْ بـهـا الـبِيَعُ ii(29)
يَــفِــرُّ  عــنّـي بـهـا iiوأتّـبـعُـ

قالوا : الأحوص ، قال :بل الله بين قيمها وبينه ، قال :فمن الذي يقول (30) :

ستبقى لها في مضمر القلب والحشا
 

 
سـريـرةُ  ودٍّ يـومَ تَبلى السرائرُ
 

قالوا : الأحوص،قال:

: إن الفاسق عنها يومئذ لمشغول ،والله لا أردّه ما كان لي سلطان" (31)

فنقد الخليفة يأتي من حرصه على تماسك العلاقات الاجتماعية التي يضعفها ذكر الشاعر نساء جيرانه صراحة على نحو ذكر أُم جعفر، أو الاستهانة بالغيرة العربية المتمثلة بغيرة الرجل على بيته والتي يحاول خرقها الأحوص، ويدعو الله-حاشاه-ليحول بينه وبين أصحاب هذه الغيرة ليحقق لنفسه مأربا خبيثا .

ويحرص الخليفة الناقد أيضا على حرمة يوم القيامة وزمن الحساب الذي ذكره الله سبحانه بقوله :

"يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر" (32)

وقوله ::

يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب اللهِ شديد" (33)

إذ لمح في مبالغة الشاعر ما يتنافى وعظمة ذلك اليوم الرهيب وأنكر عليه استثماره الكناية القرآنية عن يوم القيامة (تبلى السرائر( إزاء خلود حبّه وهواه ،وقد أنكر على عمر بن أبي ربيعة تشبيبه بالنساء في موسم الحج ،فكتب إلى عامله على المدينة :"

قد عرفت عمر والأحوص بالخبث والشر ،فاذا أتاك كتابي هذا فاشددهما واحملهما إليَّ،

فلما أتاه الكتاب حملهما إليه .فأقبل على عمر فقال له هيه (34) :

فـلـم  أرَ كـالتجمير منظرَ iiناظرٍ
ومن  ماليءٍ عينيه من شيءٍ غيرِه

 
ولا  كـلـيالي الحج أفلتنَ ذا هوى
إذا راحَ نحو الجمرةِ البيضُ كالدُّمى

فإذا لم يفلت الناس منك في هذه الأيام فمتى يفلتون! أما والله لو اهتممت بأمر حجك لم تنظر إلى شئ غيرك(35)!

ليس الأمر في نظر الخليفة مرهونا بالشعر ومضمونه بقدر ما هو مرهون بزمنه ومناسبته ،إذ يعزّ على الخليفة المسؤول عن موسم الحج ومناسكه -الذي هو من شعائر الله ومما يثير الخشوع في أنفس المؤمنين- أن يؤول إلى ميدان للهوى والغرام والنظر إلى محارم الآخرين. وإذا كان عمر بن عبد العزيز قد آخذ الشاعر غيرة على نساء المسلمين عامة فقد آخذه من قبل عبد الملك بن مروان غيرة على نساء قريش خاصة وتاب الشاعر على يديه من
قبل (36) ، ويتلخص موقف الخليفة من هذا الشعر بالغيرة على استثمار الآيات القرآنية في يوم القيامة في شعر الغزل، واستغلال مناسك الحج لبث الهوى و لواعج الغرام أو التشهير بالنساء بذكرهن صراحة بدليل قوله لنصيب :"إيه يا أسود أنت الذي تشهر النساء بنسيبك "(37)

وإذا كان الخليفة الناقد قد حجب الشعراء من الدخول عليه فقد سمح لنصيب بإنشاد شعر لأن أوله الحمد لله(38):

الـحـمـد لـله أما بعد يا iiعمرُ
فـأنتَ رأسُ قريشٍ وأبن iiسيّدِها

 
فـقـد  أتتْ بكَ الحاجاتُ iiوالقدرُ
والرأس فيه يكون السمعُ والبصرُ

فأمر له بحلية سيفه (39) .فقد أمّل الشاعر الخليفة بأن يسمعه شعرا في دائرة الحمد لله والثناء عليه ،ولا يدور في المديح والثناء على الخليفة الذي أوقف طوفان شعر المديح في العصر الأموي ،ولعل هذا الموقف يذكرنا برفض عبد الملك بن مروان للمعنى الإسلامي المباشر يستقيه الشاعر من القرآن الكريم ،إذ أنشده الراعي النميري (40) :

أَوَلـيَّ  أمر الله إنّا معشرٌ
عربٌ نرى اللهَ في أموالِنا

 
حنفاءٌ نسجدُ بُكرة وأصيلا
حـقَّ الزكاةِ مُنزَّلا iiتنزيلا

فقال له:

"ليس هذا شعرا ،هذا شرح إسلام وقراءة آية (41) "

 لكن عمر يقبل هذا الحمد الموجز بكلمتين (الحمد لله) وانتقالة الشاعر إلى المديح لأنه مشفوع بطلب الحاجة وربما عقد الخليفة أملا على الشاعر أن يستمر في صوغ المعاني الإسلامية بعد هذا الثناء الموجز ، وسمح لعويف القوافي أن يحاوره بشعره لما فيه من معنى إسلامي إذ ابتدره الشاعر قائلا (42) :

أجبني أبا حفص لقيتَ محمدا   على حوضه مستبشرا بِدُعاكَ

فقال عمر: أقول لبيك و سعديك ! فقال:

وأنت امرؤ كلتا يديك iiطليقةٌ
علام حجابي زادك الله رفعةً

 
شمالك خيرٌ من يمينِ iiسواكَ
وفضلا وماذا للحجاب iiدعاكَ

فقال : ليس ذاك إلا لخير ! وأمر له بصلة ،إن صلة عمر لعُوَيْف تعد هاهنا حكما نقديا بني على قبول وتأييد شعر إسلامي يشير إلى شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وورود المؤمنين عليه حوض الكوثر ، والدعاء للخليفة بالرفعة والفضل من الله سبحانه ،ودعوته إلى ترك الحجاب عن المسلمين ،فضلا عن إعجابه بنباهة مبادرة الشاعر وسرعة بديهته وفطنته في التلطف لخرق الحجاب.

وكان يشترط على الشعراء عندما يأذن لهم بإنشاده ألا يقولوا إلا حقا من مثل قوله لكثيّر عزة والأحوص :"قل ولا تقل إلا حقا فإن الله سائلك "،وعند فراغهما من الإنشاد قوله لكل منهما :"إن الله سائلك عن كل ما قلت " (43) ،وعندما استأذن جرير في الإنشاد قال له : "مالي وللشعر يا جرير ؟ إني لفي شغل عنه ، قال : يا أمير المؤمنين إنها رسالة من أهل الحجاز ،قال : فهاتها إذن ، فقال : (44)

كم من ضرير أميرَ المؤمنين iiلدى
أصـابت السنة الشهباء ما iiملكت
ومـن  قطيع الحشا عاشت iiمخبأة


 
أهل الحجاز دهاهُ البؤسُ والضررُ
يـمـيـنـه  فحناه الجهدُ iiوالكِبَرُ
ما  كانت الشمس تلقاها ولا iiالقمرُ

لقد عرف جرير أثر شعر المديح المؤثر في نفوس الخلفاء تاثيرا كبيرا فرأى بعد أن عرف عمر بن عبد العزيز أنه يختلف عنهم بنفس محصنة من تأثير المديح وما ينفثه فيها من كبر قد يدفع بها إلى الغرور والعجب ، فتنفق من أموال المسلمين إنفاقا في غير وجهه فأشار إلى قوة الخليفة المبنية على إقامة تماسك الجماعة وعدم الخضوع لتأثير شعر المديح فقال46)

تـركتُ لكم بالشام حبل iiجماعةٍ
وجدتُ رُقى الشيطان لا iiتستفزه

 
أمينَ القوى مُسْتَحْصِدَ العقدِ iiباقيا
وقد كان شيطاني من الجنِّ راقيا

فإذ يسمع رسالة أهل الحجاز شعرا من جرير يحمّل الشعر مهمة أداء الشكاوي إذ الشعر أقدر على تأدية الرسائل معبرة عن مشاعر الناس ونقلها إلى دار الخلافة .

ومن هذه المهمة التي رآها مناسبة للشعر أعجب برسالة شعرية لكعب الأشقري يقول فيها ناقدا سياسة الدولة في جمع الزكاة (47) :

إن كنتَ تحفظُ ما يليك iiفإنما
لن  يستجيبوا للذي تدعو iiله
بأكف منْصلَتين أهلُ بصائرٍ
هلّا قريش ذكرت iiبثغورها
لولا قريش نصرُها iiودفاعُها




 
عمال  أرضك بالبلاد iiذئابُ
حتى  تجلَّد بالسيوف iiرقابُ
فـي وقعهنَّ مزاجرٌ وعقابُ
حـزم وأحلام هناك iiرغابُ
ألفيتُ  منقظعا بِيَ iiالأسبابُ

فعمر يقبل الشعر عندما يكون رسالة لرفع حاجة أو تقديم شكوى أو نقد سياسة الدولة أما عندما يكون مديح تكسب أو هجاء يعرّض أعراض المسلمين لألسنة الشعراء فإنه يرفضه، وقد يشتري أعراض المسلمين من الشاعر على نحو ما فعل مع الفرزدق إذ دفع له أربعة آلاف درهم على ألاّ يتعرض لأهل المدينة بمدح أو هجاء ولما خالف ذلك أنذره بالتنكيل بهِ إن عاد ثانية (48)

ويعرب عمر عن كراهته للمديح بصباحة الوجه وحسنه والتطيب بالطيب ويراه منطقاً يتعارض مع العقل العربي ورجاحته ، فعندما دخل عليه خالد بن عبد الله القسري مهنئاً بقوله: من تكن الخلافة قد زانته فأنت قد زنتها ، ومن شرّفته فأنت قد شرّفتها وأنت كما قال الشاعر(49) :

وتزيدين أطيبَ الطيبِ طيباً
وإذا  الدرُّ زان حسن iiوجوه

 
أن تمسـّيه أين مثلك iiأينـا
كان  للدُرِّ حسنُ وجهك زينا

فقال عمر بن عبد العزيز : "أُعطي صاحبكم مقولا ولم يعط معقولاُ" (50) .

فاعتراضه مبني على ذوق عربي إسلامي صحيح "فأفضل مديح الرجال ما قصد به الفضائل النفسية الخاصية لا بما هو عرضي فيه ، وما أتى من المدح على خلاف ذلك كان معيباً (51)، وأكثر ما تعتد به العرب في المدح الأفعال التي تتجشم الأنفس فيها الضرر لنفع غيرها"(52) .فضلاً عن أن الشعر قيل غزلاً بامرأة وليس مدحاً لرجل وشتان بين ما يمدح به الرجال وما يثنى به على النساء ، وقد رفض عبد الملك بن مروان من قبل مديح عبيد الله بن قيس الرقيات المبني على التاج و وضاءة الجبين (53) ، وكان عمر يرى أن الإسلام يفتح للشاعر آفاقاً كثيرة للقول ويوسع له دائرة المعاني ، ويبدو ذلك واضحاً من محاورته لسليمان بن عبد الملك إذ سأله: أجرير أشعر أم الأخطل ؟ فقال : إن الأخطل ضيّق عليه كفره القول،وإن جريراً وسّع عليه إسلامه قوله " (54) ،وربما تكون هذه المفاضلة بين شاعرين فريدة من نوعها في حياته النقدية بعد مفاضلته بين جرير و الفرزدق إذ فضّل جريراً على الفرزدق لعفة بطنه وفرجه وليس لأفضلية شعره على شعر الفرزدق (55) ، بل إننا لنجد مفاضلة أخرى بين موضوعي الرثاء والتشوق إلى الأحبة وديارهم ،فقد أراد نصيب أن ينشده مراثي أبيه عبد العزيز فقال عمر:"لا تفعل فتحزنني ولكن أنشدني قولك )قفا أخويّ) فإن شيطانك كان لك فيها ناصحا حين لقنك إياها" فأنشده : (56)

قِـفا أخويّ إن الدار iiليست
لـيـاليَ تعلمان وآلُ iiليلى
فـعوجا  فانظر أتبينُ iiعمّا
فـظلاّ واقفَينِ وظلّ iiدمعي
فلولا  إذ رأيتَ اليأسَ iiمنها
برحت فلم يلمك الناسُ iiفيها





 
كـما  كانت بعهدكما iiتكونُ
قطينُ الدار فأحتمل iiالقطينُ
سـألـنـاها به أم لا iiتبينُ
على خذي تجود به الجفونُ
بدا إن كدت ترشقُك iiالعيونُ
ولم  تغلق كما غلق الرهينُ

و تقفنا هنا مقولته) إن شيطانك كان لك فيها ناصحا حين لقنك إياها(على اعتقاده بصلة الشعر بشياطين الجن الذين يلقون بأشعارهم على ألسنة الشعراء وأن النصح فيها كان لعفافها ورقة ألفاظها ، وتناسق إيقاعها القائم على أكثر من تكرار يمهد لقوافيها ،وانطوائها على عاطفة هادئة منسابة بحب ممزوج بحزن شفاف .

وبعد فعمر بن عبد العزيز يعد من النقاد في توجيه الشعر والشعراء ووقفه طوفان شعر المديح بحجب نفسه وعطائه عنهم ،وتغييره وجه هذا الشعر نحو الآخرة والزهد بالدنيا ، والمفاضلة بين الشعراء ، والنهي عن ذكر النساء والتشبيب بهن صراحة في الغزل ، ومنع الهجاء ،وكانت شخصيته الإسلامية التي فهمها الشعراء كفيلة بتغيير مسار الشعر الأُموي لو كتب له البقاء في الخلافة مدة أطول ، وحسبه أنه أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن.

               

ثبت الهوامش

1-الأغاني ، الأصبهاني :9/3377 .

2-المصدر ذاته :9/3377 وينظر العقد الفريد ،ابن عبد ربه :2/87 -90

3-سورة التوبة ،الآية :60 .

4-ينظر الأغاني:9/3377-3382 والعقد الفريد:2/84-90و5/292 ورسائل الجاحظ:2/71.

5-الشعر الإسلامي في عصر صدر الإسلام ،د.علي الفهادي ،رسالة دكتوراه:290.

6-الأغاني:9/3381-3382.

7-المصدر ذاته :9/3377.

8- المصدر ذاته :9/3377

9-ينظر قصيدة كثير في الأغاني :9/3378،وقصيدة الأحوص في شعره: 182 -183وشرح ديوان جرير، الصاوي : 274و415و509 .

10-العقد الفريد :1/12.

11-المصدر ذاته :1/7.

12-البيان والتبيين ، الجاحظ :1/174.

13-المصدر ذاته :1/255.

14-أمالي القالي :2/319 وينظر الشعر الإسلامي في عصر صدر الإسلام :158-159.

15-تنظر الأبيات في أمالي القالي : 2/54.الأجْلَى : الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته .

16-العمدة :1/118.

17-مقالات في النقد الأدبي:159.

18-شرح ديوان جرير : 134 وتنظر أبيات أشهب بن رميلة الضبي في الأغاني : 9/3388.

19-رسائله:2/160.

20-ديوانه:103.

21-الجبلة :الغليظة ،القضفُ :الدقة .

22-تغترف الطرف:تشغل نظر الناظر فلا ينظر إلى غيرها لكمال حسنها ، لاهية :غير محتفلة ، شف وجهها نزف: في لونها مع البياض صفرة وذلك أحسن.

23-تنغرف :تسقط .

24- الأغاني :3/888.

25-دَهْلَكْ :جزيرة في اليمن كان الأمويون إذا سخطوا على أحد نفوه فيها .

26- شعره :213 .

27-المصدر ذاته : 125 .

28- المصدر ذاته :144 .

29 - الصبير : السحاب الأبيض الذي يصير بعضه فوق بعض درجاً .والغادية : السحابةُ تنشأ غدوة .

30-شعره :118 ، وينظر طبقات فحول الشعراء ، ابن سلام : 2/657 .

31- الأغاني : 4/1462 وينظر خزانة الأدب ، البغدادي 2/17-18 .

32- سورة الطارق ،الآية : 10 .

33- سورة الحج ، الآية :2 .

34- شرح ديوانه ، محي الدين عبد الحميد :459 .

35- الأغاني :9/3184 .

36- المصدر ذاته : 17/5980 .

37- المصدر ذاته :ا/347 .

38- شعر نصيب بن رباح : 90 .

39- العقد الفريد :5/292 .

40- شعر الراعي النميري :56 .

41- الموشح ، المرزباني : 249 .

42- رسائل الجاحظ : 2/71 .

43-الأغاني : 9/3377-3380 .

44- العقد الفريد : 2/84 ولم أجدها في ديوانه .

45- قطيع الحشا : أي كأن عجزها منقطع من سائر جسدها لضمور خصرها .

46- ديوان جرير ، شرح محمد بن حبيب :2/1043

47-ينظر البيان والتبيين :3/358 وشعراء أُمويون ، القيسي :2/390 .

48- الممتع في صنعة الشعر ، النهشلي القيرواني :17 .

49- لم أعثر على قائله .

50- البيان والتبيين : 2/134 وينظر 1/195 .

51- نقد الشعر ، قدامة بن جعفر : 214 وينظر كتاب الصناعتين ، العسكري : 1/98 .

52- منهاج البلغاء وسراج الأدباء ، حازم القرطاجني : 164 .

53-ينظر الموشح : 347 والأغاني 5/ 1723 .

54- ينظر الأغاني :8/3052 .

55- الممتع في صنعة الشعر : 113-114 .

56-شعره : 135 .

ثبت المصادر والمراجع

القرآن الكريم

-الأغاني ،أبو الفرج الأصبهاني (-356 ه) تحقيق إبراهيم الأبياري ،دار الشعب 1389ه=1969م.

-الأمالي ،أبو علي القالي ،(-356ه ) دار الفكر ،بيروت ،1344ه=1926م.

-البيان والتبيين ،عمرو بن بحر الجاحظ،(-255ه) تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون ،مؤسسة الخانجي ط3 ،القاهرة .

-خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب ،عبد القادر بن عمر البغدادي تحقيق عبد السلام محمد هارون ،مطبعة الخانجي ط3 القاهرة ،1409ه=1989م.

-ديوان جرير ،شرح محمد بن حبيب ،تحقيق د.نعمان محمد أمين طه ،دار المعارف ،القاهرة ،1971 م.

-رسائل الجاحظ ،عمرو بن بحر الجاحظ (-255ه) تحقيق عبد السلام محمد هارون ، مكتبة الخانجي القاهرة ،1384ه=1964م.

-شرح ديوان جرير ،محمد إسماعيل الصاوي ،دار مكتبة الحياة ،بيروت ،1353ه.

-شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة ،محي الدين عبد الحميد ،مطبعة المدني ،ط3 ،القاهرة ،1384ه=1965م.

-شعراء أمويون ،نوري حمودي القيسي ، الجزء الثاني ،مؤسسة دار الكتب للطباعة والنشر ، جامعة الموصل ،1396ه =1976 م .

-شعر الأحوص الأنصاري ، جمع وتحقيق عادل سليمان جمال ، الهيأة المصرية العامة للتأليف والنشر ، القاهرة ، 1390ه =1970م .

-الشعر الإسلامي في عصر صدر الإسلام -دراسة فكرية فنية ،رسالة دكتوراه ، علي كمال الدين الفهادي ،كلية الآداب ، جامعة الموصل ، 1411ه= 1990م .

-شعر الراعي النميري ، دراسة وتحقيق نوري حمودي القيسي وهلال ناجي ، المجمع العلمي العراقي ، بغداد 1400ه=1980م.

-شعر نصيب بن رباح ، تحقيق د. داؤد سلوم ، مكتبة الأندلس ، مطبعة الإرشاد ،بغداد 1967م .

-طبقات فحول الشعراء ،محمد بن سلام الجمحي (-231 ه) تحقيق وشرح محمود محمد شاكر ،مطبعة المدني ،القاهرة 1394ه=1974م.

-العقد الفريد ، ابن عبد ربه (-327ه) تحقيق أحمد أمين وآخرين ، ط3 ، لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة 1384ه=1965م.

-العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ،ابن رشيق القيرواني (-456ه) تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ، ط ع ، دار الجيل ، بيروت 1972م.

-كتاب الصناعتين الكتابة والشعر ، أبو هلال العسكري (-395ه) تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبي الفضل إبراهيم ، المكتبة العصرية صيدا -بيروت ،1406ه=1986م.

-مقالات في النقد الأدبي ،د. محمد مصطفى هدارة ، دار القلم ، القاهرة ، 1965م.

-الممتع في صنعة الشعر ، عبد الكريم النهشلي القيرواني ،تحقيق د. محمد زغلول سلام ، منشأة المعارف ، الإسكندرية ،ب،ت.

-منهاج البلغاء وسراج الأدباء ،حازم القرطاجني (-684ه) تحقيق محمد الحبيب أبي الخوجة ، دار الكتب الشرقية ، تونس 1966م .

-الموشح ،أبو عبد الله المرزباني (-784ه) تحقيق علي محمد البجاوي ،دار نهضة مصر ، القاهرة ، 1965م .

-نقد الشعر ، قدامة بن جعفر (-337ه) تحقيق كمال مصطفى ، ط2 ،مكتبة الخانجي ، القاهرة ، 1963م