تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ 67
تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ = 67
مَنْهَجٌ فِي التَّأْليفِ بَيْنَ كُتُبِ الْعِلْمِ وَبَيْنَ طُلّابِها ، بِوَصْلِ حَياتِهِمْ بِحَياتِها
[ تَعْليقَةٌ عَلى مَتْنِ " دَلائِلُ الْإِعْجازِ " لِعَبْدِ الْقاهِرِ الْجُرْجانيِّ ]
د. محمد جمال صقر
قالَ |
قُلْتُ |
لا يَكونُ تَرْتيبٌ في شَيْءٍ حَتّى يَكونَ هُناكَ قَصْدٌ إِلى صورَةٍ وَصِفَةٍ ، إِنْ لَمْ يُقَدَّمْ فيهِ ما قُدِّمْ ، وَلَمْ يُؤَخَّرْ ما أُخِّرْ ، وَبُدِىءَ - هكذا وصواب رسمها بُدِئَ - بِالَّذي ثُنِّيَ بِه ، أَوْ ثُنِّيَ بِالَّذي ثُلِّثَ بِه - لَمْ تَحْصُلْ لَكَ تِلْكَ الصّورَةُ وَتِلْكَ الصِّفَةُ . وَإِذا كانَ كَذلِكَ فَيَنْبَغي أَنْ تَنْظُرَ إِلَى الَّذي يَقْصِدُ واضِعُ الْكَلامِ أَنْ يَحْصُلَ لَه مِنَ الصّورَةِ وَالصِّفَةِ : أَفِي الْأَلْفاظِ يَحْصُلُ لَه ذلِكَ ، أَمْ في مَعانِي الْأَلْفاظِ ؟ وَلَيْسَ فِي الْإِمْكانِ أَنْ يَشُكَّ عاقِلٌ إِذا نَظَرَ ، أَنْ لَيْسَ ذلِكَ فِي الْأَلْفاظِ ، وَإِنَّمَا الَّذي يُتَصَوَّرُ أَنْ يَكونَ مَقْصودًا فِي الْأَلْفاظِ ، هُوَ الْوَزْنُ ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ كَلامِنا في شَيْءٍ ، لِأَنّا نَحْنُ فيما لا يَكونُ الْكَلامُ كَلامًا إِلّا بِه ، وَلَيْسَ لِلْوَزْنِ مَدْخَلٌ في ذلِكَ . |
عادَ الْحَيْسُ يُحاسُ ! وظن ناس أن سيدنا لا يرى للوزن أثرا في تركيب الكلام ؛ وكلامه نفسه يثبت أثره ، فإن الوزن يشارك في الترتيب ( التقديم والتأخير ) ، وفي الإبدال ، وفي الحذف ، وفي الإضافة - ولكنه يصطنع المنطق ، ألا يتصَوَّر انتظام للَّفْظ دون المعنى - لو كان - إلا انتظام وزن ، كأن يقول معلم العروض لتلامذته : توقيع بحر الطويل : نَعَمْ لا ، نَعَمْ لا لا ، نَعَمْ لا ، نَعَمْ لا لا - أو ددن دن ، ددن دن دن ، ددن دن ، ددن دن دن - مَرَّتَيْنِ . لكن هذا كما قال أستاذنا محمود محمد شاكر - رحمه الله ! - في أوائل مقالات " نمط صعب ونمط مخيف " ، تَجْريد ، أي تَخْليص إيقاع البحر مما سواه من خصائص الكلام ، وهو عمل محدود بحدود غايته من ترسيخ طبيعة الوزن في ذوق المتلقي . ومثل هذا العمل كما لا يخفى على معلميه ، تكفي فيه العصا أو القلم أو القدم ! |
اعْلَمْ أَنَّه إِنْ نَظَرَ ناظِرٌ في شَأْنِ الْمَعاني وَالْأَلْفاظِ إِلى حالِ السّامِعِ ، فَإِذا رَأَى الْمعاني تَقَعُ في نَفْسِه مِنْ بَعْدِ وُقوعِ الْأَلْفاظِ في سَمْعِه ، ظَنَّ لِذلِكَ أَنَّ الْمَعاني تَبَعٌ لِلْأَلْفاظِ في تَرْتيبِها - هكذا وأحسن منه إن نظر (...) فرأى (...) فظن (...) - فَإِنَّ هذَا الَّذي بَيَّنّاهُ يُريهِ فَسادَ هذَا الظَّنِّ ؛ وَذلِكَ أَنَّه لَوْ كانَتِ الْمَعاني تَكونُ تَبَعًا لِلْأَلْفاظِ في تَرْتيبِها ، لَكانَ مُحالًا أَنْ تَتَغَيَّرَ الْمَعاني وَالْأَلْفاظُ بِحالِها لَمْ تَزُلْ عَنْ تَرْتيبِها . فَلَمّا رَأَيْنَا الْمَعانِيَ قَدْ جازَ فيهَا التَّغَيُّرُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَتَغَيَّرَ الْأَلْفاظُ وَتَزولَ عَنْ أَماكِنِها ، عَلِمْنا أَنَّ الْأَلْفاظَ هِيَ التّابِعَةُ ، وَالْمَعانِيَ هِيَ الْمَتْبوعَةُ . |
اشتغل سيدنا بتسليط الخاطر إلى وجه معنوي آخر ، يتجه له اللفظ وجهة أخرى ، دلالة على تبعية اللفظ للمعنى . واشتغلنا باشتراك التراكيب على رغم اختلاف المعاني ، حتى اقترحنا " ظاهرة المشترك التركيبي في القرآن الكريم " ، مسألة ماجستير ، فأبى قسمنا بحجة أنها هي مسألة التوجيه النحوي نفسها ، التي تَعاوَرَها طلاب الماجستير ، حتى أَمَلّوا ! |
قَدْ حَمَلوها ( قراءة من قرأ : " وَقالَتِ الْيَهودُ عُزَيْرُ ابْنُ اللّهِ " ) عَلى وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُما أَنْ يَكونَ الْقارِئُ لَه أَرادَ التَّنْوينَ ، ثُمَّ حَذَفَه لِالْتِقاءِ السّاكِنَيْنِ ، وَلَمْ يُحَرِّكْهُ ، كَقِراءَةِ مَنْ قَرَأَ : " قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدُ . اللّهُ الصَّمَدُ " ، بِتَرْكِ التَّنْوينِ مِنْ " أَحَدُ " ، وَكَما حُكِيَ عَنْ عُمارَةَ بْنِ عَقيلٍ أَنَّه قَرَأَ : وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ ، بِالنَّصْبِ ، فَقيلَ لَه : ما تُريدُ ؟ فَقالَ : أُريدُ سابِقٌ النَّهارَ . قيلَ : فَهَلّا قُلْتَه ! فَقالَ : لَوْ قُلْتُه لَكانَ أَوْزَنَ ( أثقل ) - وَكَما جاءَ فِي الشِّعْرِ مِنْ قَوْلِه : فَأَلْفَيْتُه غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ وَلا ذاكِرِ اللّهَ إِلّا قَليلا إِلى نَظائِرِ ذلِكِ - فَيَكونُ الْمَعْنى في هذِهِ الْقِراءَةِ مِثْلَه فِي الْقِراءَةِ الْأُخْرى ، سَواءً . وَالْوَجْهُ الثّاني : أَنْ يَكونَ الِابْنُ صِفَةً ، وَيَكونَ التَّنْوينُ قَدْ سَقَطَ عَلى حَدِّ سُقوطِه في قَوْلِنا : جاءَني زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو ، وَيَكونَ فِي الْكَلامِ مَحْذوفٌ . ثُمَّ اخْتَلَفوا فِي الْمَحْذوفِ ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَه مُبْتَدَأً ، فَقَدَّرَ : وَقالَتِ الْيَهودُ هُوَ عُزَيْرُ بْنُ اللّهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَه خَبَرًا ، فَقَدَّرَ : وَقالَتِ الْيَهودُ عُزَيْرُ بْنُ اللّهِ مَعْبودُنا . وَفي هذا أَمْرٌ عَظيمٌ ، وَذلِكَ أَنَّكَ إِذا حَكَيْتَ عَنْ قائِلٍ كَلامًا أَنْتَ تُريدُ أَنْ تُكَذِّبَه فيهِ ، فَإِنَّ التَّكْذيبَ يَنْصَرِفُ إِلى ما كانَ فيهِ خَبَرًا ، دونَ ما كانَ صِفَةً . |
يقتضي السياق حمل القراءة على الوجه الأول ، ولا سيما أنه يفضي إلى مشاكلة " عُزَيْرُ ابْنُ اللّهِ " ، لـ" الْمَسيحُ ابْنُ اللّهِ " ، كما قالوا في المثل : " شَهْرٌ تَرى وَشَهْرٌ ثَرى وَشَهْرٌ مَرْعى " ، والمنتظر فيه " شَهْرٌ تَرى وَشَهْرٌ ثَرًى وَشَهْرٌ مَرْعًى " . |
لَيْسَ يَتَّجِهُ أَنْ يَكونَ الِابْنُ صِفَةً - ثُمَّ يَلْحَقُهُ الْإِنْكارُ مَعَ ذلِكَ - إِلّا عَلى تَأْويلٍ غامِضٍ ، وَهُوَ أَنْ يُقالَ : إِنَّ الْغَرَضَ الدَّلالَةُ عَلى أَنَّ الْيَهودَ قَدْ كانَ بَلَغَ مِنْ جَهْلِهِمْ وَرُسوخِهِمْ في هذَا الشِّرْكِ ، أَنَّهُمْ كانوا يَذْكُرونَ عُزَيْرًا هذَا الذِّكْرَ ، كَما تَقولُ في قَوْمٍ تُريدُ أَنْ تَصِفَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَدِ اسْتُهْلِكوا في أَمْرِ صاحِبِهِمْ ، وَغَلَوْا في تَعْظيمِهِمْ - : إِنّي أَراهُمْ قَدِ اعْتَقَدوا أَمْرًا عَظيمًا ، فَهُمْ يَقولونَ أَبَدًا : زَيْدٌ الْأَميرُ ، تُريدُ أَنَّه كَذلِكَ يَكونُ ذِكْرُهُمْ إِذا ذَكَروهُ ، إِلّا أَنَّه إِنَّما يَسْتَقيمُ هذَا التَّأْويلُ فيهِ ، إِذا أَنْتَ لَمْ تُقَدِّرْ لَه خَبَرًا مُعَيَّنًا ، وَلكِنْ تُريدُ أَنَّهُمْ كانوا لا يُخْبِرونَ عَنْهُ بِخَبَرٍ إِلّا كانَ ذِكْرُهُمْ لَه هكَذا . |
" قالَت " هنا إذن بمعنى نطقت ، و" عُزَيْرُ ابْنُ اللّهِ " ، هي في داخلها منعوت ونعت ، وفي خارجها بمنزلة كلمة واحدة ، مفعول " قالَت " ، التي بمعنى نطقت ، منصوب به وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ، لاشتغال محلها بما حكي عليه . |
لا يَجوزُ أَنْ يَكونَ هذَا الْوَصْفُ ( قوله - تعالى ! - : " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله " ) في تَرْتيبِ الْحَرَكاتِ وَالسَّكَناتِ ، حَتّى تُحُدّوا إِلى أَنْ يَأْتوا بِكَلامٍ تَكونُ كَلِماتُه عَلى تَواليهِ في زِنَةِ كَلِماتِ الْقُرْآنِ ، وَحَتّى كَأَنَّ الَّذي بانَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنَ الْوَصْفِ في سَبيلِ بَيْنونَةِ بُحورِ الشِّعْرِ بَعْضِها مِنْ بَعْضٍ ، لِأَنَّه يَخْرُجُ إِلى ما تَعاطاهُ مُسَيْلِمَةُ مِنَ الْحَماقَةِ في : إِنّا أَعْطَيْناكَ الْجَماهِرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَجاهِرْ ، وَالطّاحِناتِ طَحْنًا ! وَكَذلِكَ يَكونُ الْحُكْمُ إِنْ زَعَمَ زاعِمٌ أَنَّ الْوَصْفَ الَّذي تُحُدّوا إِلَيْه هُوَ أَنْ يَأْتوا بِكَلامٍ يَجْعَلون لَه مَقاطِعَ وَفَواصِلَ كَالَّذي تَراهُ فِي الْقُرْآنِ ، لِأَنَّه أَيْضًا لَيْسَ بِأَكْثَرَ مِنَ التَّعْويلِ عَلى مُراعاةِ وَزْنٍ . وَإِنَّمَا الْفَواصِلُ فِي الْآيِ كَالْقَوافي فِي الشِّعْرِ ، وَقَدْ عَلِمْنَا اقْتِدارَهُمْ عَلَى الْقَوافي كَيْفَ هُوَ ، فَلَوْ لَمْ يَكُنِ التَّحَدّي إِلَا إِلى فُصولٍ مِنَ الْكَلامِ يَكونُ لَها أَواخِرُ أَشْباهُ الْقَوافي ، لَمْ يُعْوِزْهُمْ ذلِكَ ، وَلَمْ يَتَعَذَّرْ عَلَيْهِمْ . وَقَدْ خُيِّلَ إِلى بَعْضِهِمْ - إِنْ كانَتِ الْحِكايَةُ صَحيحَةً - شَيْءٌ مِنْ هذا ، حَتّى وَضَعَ عَلى ما زَعَموا فُصولَ كَلامٍ أَواخِرُها كَأَواخِرِ الْآيِ ، مِثْلُ " يَعْلَمونَ " ، وَ" يُؤْمِنونَ " ، وَأَشْباهِ ذلِكَ . |
ولم لا يكون كلام الحق - سبحانه ، وتعالى ! - قد اختص بإيقاع خفي أدركه ذوو علمه منهم ! ثم إن القرآن الكريم لم يزل يستفز الأدباء ، فمنهم من يقتبس ، ومنهم من يعارض ، ثم منهم من يؤمن ، ومنهم من يكفر ؛ فأما صاحب الفصول المشار إليه ، فالمعري أبو العلاء ، وبينه وبين سيدنا معاصرة ، ربما حجبت كتب بعضهما عن بعض ؛ فلقد وضع كتابه " الفصول والغايات " ، في " تمجيد الله والمواعظ " ، لا في " مجاراة الآيات " - وملَّأَه بالعلم والفن العربيين الإسلاميين . |
إِنَّ هذِهِ الشَّناعاتِ الَّتي تَقَدَّمَ ذِكْرُها ، تَلْزَمُ أَصْحابَ الصَّرْفَةِ أَيْضًا ؛ وَذاكَ أَنَّه لَوْ لَمْ يَكُنْ عَجْزُهُمْ عَنْ مُعارَضَةِ الْقُرْآنِ وَعَنْ أَنْ يَأْتوا بِمِثْلِه ، لِأَنَّه مُعْجِزٌ في نَفْسِه ، لكِنْ لِأَنْ أُدْخِلَ عَلَيْهِمُ الْعَجْزُ عَنْهُ ، وَصُرِفَتْ هِمَمُهُمْ وَخَواطِرُهُمْ عَنْ تَأْليفِ كَلامٍ مِثْلِه ، وَكانَ حالُهُمْ عَلَى الْجُمْلَةِ حالَ مَنْ أُعْدِمَ الْعِلْمَ بِشَيْءٍ قَدْ كانَ يَعْلَمُه ، وَحيلَ بَيْنَه وَبَيْنَ أَمْرٍ قَدْ كانَ يَتَّسِعُ لَه - لَكانَ يَنْبَغي أَلّا يَتَعاظَمَهُمْ ، وَلا يَكونَ مِنْهُمْ ما يَدُلُّ عَلى إِكْبارِهِمْ أَمْرَه ، وَتَعَجُّبِهِمْ مِنْهُ ، وَعَلى أَنَّه قَدْ بَهَرَهُمْ ، وَعَظُمَ كُلَّ الْعِظَمِ عِنْدَهُمْ ، بَلْ كانَ يَنْبَغي أَنْ يَكونَ الْإِكْبارُ مِنْهُمْ وَالتَّعَجُّبُ ، لِلَّذي دَخَلَ مِنَ الْعَجْزِ عَلَيْهِمْ وَرَأَوْهُ مِنْ تَغَيُّرِ حالِهِمْ ، وَمِنْ أَنْ حيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ شَيْءٍ قَدْ كانَ عَلَيْهِمْ سَهْلًا ، وَأَنْ سُدَّ دونَه بابٌ كانَ لَهُمْ مَفْتوحًا ؛ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ نَبيًّا قالَ لِقَوْمِه : إِنَّ آيَتي أَنْ أَضَعَ يَدي عَلى رَأْسي هذِهِ السّاعَةَ ، وَتُمْنَعونَ كُلُّكُمْ مِنْ أَنْ تَسْتَطيعوا وَضْعَ أَيْديكُمْ عَلى رُؤوسِكُمْ ، وَكانَ الْأَمْرُ كَما قالَ ، مِمَّ يَكونُ تَعَجُّبُ الْقَوْمِ ، أَمِنْ وَضْعِه يَدَه عَلى رَأْسِه ، أَمْ مِنْ عَجْزِهِمْ أَنْ يَضَعوا أَيْدِيَهُمْ عَلى رُؤوسِهِمْ ! |
ربما نظر ناظر المعتزلة في القرآن ، فاستسهل نظمه ، وظن أنه قادر على مثله ، فعجب أن لم يقدر عليه أولئك الجهابذة البلغاء ، فرأى أن قد صُرِفوا عن مثله صرفا ! وإنما أُتِيَ من احتكامه إلى نفسه : " وَإِذا أَرْسَلَ الْحِمارُ نَهيقًا ظَنَّ أَهْلَ السَّماءِ يَسْتَمِعونَهْ " ! |