لاميَّة الْعجمِ وشُروحُها، دِرا سةٌ نحْويَّةٌ دلاليَّةٌ
بسم الله سبحانه وتعالى وبحمده، وصلاةً على رسوله وسلاماً، ورضواناً على صحابته وتابعيهم، حتى نلقاهم
مرحبا يا أحمد، أحسن الله إليك، وبارك فيك، ويسر لك، ينبغي لك أولاً أن تفخر بتلمذتك لأستاذنا الدكتور أحمد كشك الذي تلمذتُ له من قبلك؛ فأنا وأنت إذن أخوان، أرضعا بلبان، يؤلف بيننا أستاذ أقمناه مقام الوالد!
ثم ينبغي ثانياً لك أن تفخر بجلوسك بين يدي أستاننا الدكتور فاروق مهنا، الذي أبى إلا أن يشرفنا جميعاً بحضوره وعلمه وأدبه وأبوته.
ثم ينبغي لي ثالثاً أن أكرر لك كررك أخي الأستاذ الدكتور عبد السلام السيد حامد، صاحب عمري - رد الله غيبته – فكأنك شكرتني بشكره مراراً مراراً، ثم هو من برك بمن علمك وأعانك، يذكر لك في حسن أدب.
ثم ينبغي لك رابعاً أن تفخر بالمجال الذي آثرته لبحثك "نحو الكلام العربي"؛ فهو نظام أطوار اللغة والتفكير العربيين، الذي لولاه لانفرطت لغاتٍ وتفاكير شتّى، وليكفك أنني أنا نفسي، تمنيت أن أنظر فيما بين لاميتي العرب والعجم، على رغم بحث الباحثين؛ فليس على الباحث من حرج!
ثم ينبغي لك خامساً أن تعلم أنني حين أجادلك بالحسنى، أسعى إلى أن أحفظ ما أعلم وأعلم ما أجهل، وليس لي من فضل عليك إلا بما حَصَّلَتْه لي الخبرة فيما بيننا من عمرٍ ربما كنت أنت بعده أحسن حالاً مني أنا!
1- لامية العجم وشروحها: دراسة نحوية دلالية، بحث في 250 صفحة تقريباً، في مقدمة وأربعة فصول وخاتمة وفهارس:
1- "المقدمة وما إليها"، في 10 صفحات تقريباً.
2- ف1: "الطغرائي: عصره وحياته ولاميته"، في 45 صفحة تقريباً.
3- ف2: "تحليل الجملة الاسمية عند شرائح اللامية"، في 90 صفحة تقريباً.
4- ف3: "تحليل الجملة الفعلية عند شرائح اللامية"، في 50 صفحة تقريباً.
5- ف4: "التحليل النصي للامية" في 30 صفحة تقريباً.
6- "الخاتمة"، في 3 صفحات تقريباً.
7- "فهارس المراجع والآيات والأحاديث والأمثال والأشعار والموضوعات"، في 30 صفحات تقريباً.
2- ولا أدري كيف يجوز الفصل الأول من الفصول؛ فهو لا يدور في فلك العنوان"... دراسة نحوية دلالية"، وكل ما لم يدر في فلكه صراحة يمهد به إذا أفاد، ولن أحدثك عن مقدار من هذا الفصل أقرب إلى عمل محققي هذه الشروح!
3- ثم لا أدري كيف لم تستطع أن تجد في تحليل الجملة الفعلية التي أجللت شأنها، مادة تسامي بفصلها فصل الجملة الاسمية الذي بدا قريباً من ضعفه!
4- لامية العجم وشروحها: دراسة نحوية دلالية"، عنوانك فيه تناقض عجيب واضح:
1. فاللامية شيء وشروحها شيء آخر.
2. كان ينبغي لك أن تجعل البحث في اللامية، ثم في أثنائه تعرض لما قيل في شروحها.
3. كأنك خفت ألا نقبل خطة البحث!
4. ولكنك كنت تستطيع أن تذكر الشروح قائلاً مثلاً: "لامية العجم: دراسة نصية نحوية من خلال شروحها".
5. لهذا كله بدت الرسالة مضطربة متدافعة.
6. ربما اضطرك هذا المقترح - لو كنت سلكته - إلى اطراح بعض استطرادات الكارحين، ولكنه يمرنك من غايات أهم مما يفوتك من مال عامل الرفع وعلل العمل، وإن كانت هذه المسائل عظيمة الأهمية في غير هذا المقام.
7. إن خوضك في مثل هذه المسائل الواقعة في الشروح، ينبغي أن يرون في بحث عن تأصيل مذهب الشارح على وجه العموم من خلال مصنفاته كلها لا شروحه وحدها، وعندئذٍ يرون العنوان مثلاً: "مَذْهَبُ الصَّفَديِّ النَّحْويُّ مِنْ خِلالِ كَيْتَ وَكَيْتَ وذيْتَ.
8. يا أخي عجيب أمرك! تعرف أن المسائل التي تتبعتها كثيرة كثرة نظرات الشراح، وتزعم في (د)، وفي 80، أن الشراح كانوا في غنى عن تكرار لا جديد فيه، وتنسى أنك أنت منهم ومثلهم!
9. ثم بعدما تشتغل بمقالاتهم، تُعْرِضُ عن استقصائها، ثم تظن أن اعتذارك في 228ح يغني عنك شيئاً!
10. وإن قولك في (ح) لمن آثار اضطرابك بين مقتضى الجزء ومقتضى الكل؛ فإن الباب النحوي غير منفصل من دلالته.
5- وينبغي أن أنبهك على أنني أنا وأنت قد أنصتنا إلى تعليقات أستاذنا، ولا نملك لها إلا السمع والطاعة والتفويض؛ فمن ثم نجتهد أن نجد ما لم يتناوله، وإلا افتضح أمرنا بينهم، ولم يكن لنا في هذا الحضور من حق!
6- تعلمنا أن إذا كان البحث في الكلام، أن نسبر ذوق الباحث، وأذكر أنني حين كنت في إشراف أستاذنا بالماجستير، أنني لما حضرت مجلس أستاذنا شاكر رحمه الله! باغتني في حضرة بعض زواره من العلماء، السؤال في بعض الأمثال الملبسة، حتى يطمئن إلى علمي بمادة عملي.
7- ومن ثم أرجو أن تنشدنا اللامية حفظاً أو قراءة على ما تستطيع، رعاية لأصل سبر نلك الغور!
8- ندت منك أخطاء مختلفة عن إهمال مرة وعن ضعف أخرى، أرجو أن تنزه عنها كتابتك؛ فإنها مما يقدح في شأنك:
1. أخطاء إحالية: 198 ح، 252 (في فهرس الأمثال)، إهمال تخريج طبعات بعض الكتب (238 ، 240).
2. أخطاء إملائية مؤذية: و، و، 18، 196، 197، 200، 208،208، مقتطعاتك من اللامية (لا تحصر)، ترتيب المراجع: 231، 233.
3. أخطاء عروضية: فهرسة الأبيات (253 – 254) عجيبة الشأن.
4. فهرس موضوعاتك ناقص مخل؛ فقد كان ينبغي أن تفصل فيه المسائل كلها.
5. أخطاء لغوية مؤذية: د، و، 18، 21 – 23 (نص اللامية)، 196، 202ح، 203ح، 205، 206ح، 215، 214، 212، 219.
6. رأيت في مدخول واو رب أنه مبتدأ وأن خبره جملة "طردت"، ولقد كان ينبغي أن تستفيد من رأي ابن هشام في إعراب مدخولها على حساب حاجة ما بعده؛ فإن ما بعده هنا هو "طرد" الذي جعلته في الخبر، مراعاة هذا الرأي أعلق.
بما ذكرته عن أستاذنا الدكتور حماسة من فعلية جمل التصوير؛ فإن "ذي" عندئذٍ مفعول به مقدم على فعله "طرد".
7. ومن طرائف هذا المقام أن أكثر الناظرين في علم النحو لا ينتبهون إلى أن واو رب واو عادية تكون عاطفة وتكون استئنافية، وهي هنا استئنافية مناسبة جداً لأول الفصل الثالث في تفصيلي الذي أهملته!
9. زعمت في 199 ، أن " لم يضع النحويون القدماء نظرية تاملة لمعالجة النص، ولكنهم أشاروا إشارات تعد لبنات في بناء التحليل النصي" وفي هذا النظر التالي:
1- في حضارتنا العربية الإسلامية ولا سيما ثقافتنا، تكامل عجيب، وفي مراعاته تمام الصورة وغاية الوصول
2- ليس علم النحو مقصوراً على ما في كتبه، بل هو منتشر في كتب غيرها كثيرة، منها كتب بلاغة وكتب فقه وكتب تفسير، وكتب نقد، ولا سيما ما كان من تلك كلها في شرح الكلام العربي قرآنه وشعره ونثره.
3- ومن شاء استخلص منها نظرية نصية عربية كما فعل أستاذنا محمود محمد شاكر بكتابيه "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا"، و"نمط صعب ونمط مخيف"؛ ففي أولهما تنظيرها، وفي الآخر تطبيقها ثم في مثل محاولات أستاذينا الدكتور تمام حسان والدكتور محمد حماسة، ومحاولة أخينا الدكتور محمد خطابي، وغيرهم.
4- على ألا ينسى الباحث عن ذلك أن تلك الجهود متفرقة تحتاج إلى جمع، ثم أنها لا يلزمها أن تطابق جهود الأوربيين والأمركيين حتى تكون لها قيمتها النصية.
5- ولا أنسى ما كان من العالم المستعرب التشيكي زمان ما قبل انفصال أجزاء تشيكسلوفاكيا، الأستاذ الدكتور كارل كلر الذي زار كليتنا وكنت موكلاً به، حين سألناه عن علاقتهم بمنجزات الأمركيين؛ فقال وكأنما أغضبناه: لنا منهجنا الذي نعتز به، ولنا عليه أعمال يجب أن تقدروها!
10. زعمت - 202 في عوامل بطء إيقاع الأبيات، "كثرة التفعيلات التي اشتمل عليها كل بيت... مما يؤدي إلى اعتماد المقطع الرابع في (مستفعلن) في كل شطر من القصيدة على الحركة الطويلة (0/1) وإراحته بالسكون، أما (فاعلن) فالمقطع الثالث هو أساس الحركة الطويلة:
1. ولقد سكت لك على أثر طول البيت،
2. ولكنني لا أستطيع أن أسكت على ابتسار كلامك في طبيعة مقاطعه.
3. إنها يا بني قصيدة واحدة مهما كان عد أبياتها؛ فلما لم تخرج أبياتها بيتاً بيتا،ً لتضبط واقع المقاطع فتنضبط لك سرعتها، بنسبة المقاطع القصيرة.
4. ثم إلامَّ ستقيس؟ تحتاج في ذلك وغيره مما مر ويأتي من مسائل، إلى قصيدة قرينة، وليتها كانت لامية العرب، وليتك أقمت البحث على الموازنة بينهما التي تمنيتها! فإن لم يكن ما أريد فلأرد ما يكون؛ فلما لم تفصل القصيدة وتوازن بين فصولها؟
11- زعمت - 202 في عوامل بطء إيقاع الأبيات، عدم تدوير أي منها، وأنه قد ساعد على ذلك تقفية مطلعها!
فكيف يساعد بيت واحد! أدق من هذا أن تقول مثلاً: إن تقفية مطلعها تنبيه أولي على مسلك الشاعر فيما بعده.
12- ذكرت في عوامل البطء أنفسها "ما يطالعنا في بناء الأبيات من تساوِ يضفي على الأبيات طابع ثابت الذي لا يخلو من حياة"، ولهذه "الموازنة" – هذا مصطلحها – من تزعم من إبطاء لا تثبيت، وليتك تتبعت من منطلق هذه الموازنة حركة الكلمات والتعابير والجمل!
13- "ادعيت في 225 أن الشاعر استفاد من صورة "متعلن" لــــ "مستفعلن"، فأين كان هذا من اللامية، أم في غيرها كان!
14- ادعيت في 225 ، أن الذي عطفه على البسيط: "ثمة ربط بين نوع الإيقاع... "ثم في 228 الكلام نفسه تقريباً؛ فورطت نفسك في أمور عويصة! ورأيي فيها أن ثمت عبارة - ولتكن أحد أمثاله التي أعجبته فأرسلها في قصيدته حركها الإيقاع إلى مقدمة تفكيره، فتعلق بها، وأضاف إليها وبنى عليها حتى أخرج القصيدة، ثم لا أطرح أثر نمط الموسيقا (الغناء الجاري) في زمانه.
15. ينبغي لك أولاً التنبيه على غلبة الكسر على قوافي الشعر العربي، على رغم أن تراتيبه محدودة معدودة؛ فهل سر ذلك كسر مَدِّ العويل والنحيب والنشيج!
1. ولكن الكسر نفسه أكثر أحوال الإعراب شيوعاً - وإن لم يكن أكثرها أسباباً - وأحظاها بميل العربي، وفي تخلصه بالكسر دليل بين.
2. ومن طرائف تخريجات كسر آخر الفعل الساكن بالإعراب أو البناء، زعم ابن الشجري أنه من التخلص من التقاء ساكنين ساكن الفعل وساكن الوقف! والحق أنه من تأمين اللبس بمساعدة السياق.
3. نسيت في تفسير اسمية كلمات القوافي المكسورة، أن تذكر ملاءمة الأسماء له أكثر من غيرها.
16- زعمت في 225 ، أن كلمات القوافي اللامية المكسورة لم تستعمل المواقع المتاحة لها؛ فهلا مثلت للمتاحات 4 ، 5 ، 7 ، 12 ، بما يبين كيف تركت!
17- يا أخي، إنما المتاح الذي يتاح بعدما يدخل الشاعر إلى قصيدته لا قبلئذٍ؛ فإن لكل قصيدة عمودية باباً لا يدخل إليها الشاعر إلا منه، وإذا دخل لم يخرج!
18- كان ينبغي لك أن تحاكم الشاعر إلى القوافي وكلمها؛ فتميزها من جهة على حسب جنس الأصوات ونمط الإيقاعات بالأوزان – ثم تنبه من جهة أخرى على حسب مبلغ اجتهاده في بناء جمله بين الإيغال
في تجويده وبين استدعاء ما يفسده!
19- ثم لن أنخدع بعبارتك: - 203 -: "يقوم بناؤها من حيث المستوى الأفقي على عدد محدود من الجمل، مع مراعاة أن الجملة بطبيعة الحال، تعني كل ما يتعلق به"!
1. أما أنها من عدد محدود من الجمل؛ فإن كنت تريد أنها قليلة؛ فإن إحدى وسبعين (71) جملة، في تسعة وخمسين (59) بيتاً، غير قليلة، وأما إن كنت تعني أنها معروفة لا يحار فيها أحد؛ فقد حرت فيها أيما حيرة، ولم أكد أجد منك فيها كلاماً لا يُرَدُّ عليك!
2. لقد وقعت يا - مسكين - بين مقتضى الجمل ومقتضى الفقر؛ فلم تُحْرِمْ هذا ولا ذاك، ثم نسيت ما تحت الجمل من تعابير!
3. للننظر معاً في اللامية.
20- لا أدري كيف جعلت فصل الذروة كما ذكرت، عملاً هروبياً!
21- لعلي قد بينت لك أننا لم نتفق إلا في فصل الحفز الرابع؛ فلننظر فيه كيف رأيته.
22- إذا وازنت الجمل الأبيات أو أشطارها، دلت على تأني الشاعر وقصده إليها قصداً، وإرساله الأمثال والحكم، وإذا طالت الجمل وتضمنت فيها الأبيات بعضها بعضاً دلت على شدة وطأة الخاطر واستيلائه على الشاعر على حسب درجة شدة التضمن تستبين درجة شدة وطأة الخاطر. وبناء على ذلك:
1. نرى أن شدة وطأة الخاطر في فصل الرحيل أعلى درجة؛ فهو من ثم فصل الذروة كما قلت أنت مع حصرك له في جزء منه وكأنك لا تعرف حاجة السالك إلى الصحبة.
2. كما نرى أن درجة موازنة الجمل للأبيات أو أشطارها في فصلي الفخر الأول والأمل الآخر، أعلى؛ فهما من ثم فصلا إرسال الأمثال والحكم التي تعطف المتلقي أولاً وتبقى في سمعه آخراً.
23- إضاءتك في 208 جيدة - اقرأ - ولو قد عرفت وجهتك ولم تضع بين الجزء والكل، لجاز أن تفصل فصول القصيدة، وتفقر فقرها، وتبين ظواهر أعتراك الدهر والإنسان، والدهر هنا كل ما عدا الإنسان لأنه يحتويه. فهذه إضاءة موازنية في موازنيتها جودتها، ثم أليس هذا أفضل من تكرار الكلام في المقابلة مثلاً في 208 ، 211 ، 214 ، 220!
24- كلما أشرفت على فصل من دون أن تنتبه إلى أنه فصل، اكتفيت بأن الشاعر ينتقل نشاطاً للمتلقي وتعليقاً له به - 209 مثلاً - وما هو بكافٍ في تفصيل الفصول، بل استكناه أسرار علاقاتها في أنفسها
وفيما بينها، كأن ترى هنا أنه ملَّ نفسه؛ فرحل في سبيل تخليتها وتحليتها وتجليتها!
25- زعمت في 210 ، أن لمصادمة القوانين الاختيارية أثراً كبيراً في بناء الصور الشعرية وتوليد الدلالات الجديدة، وينبغي أن تنتبه إلى عدم مناسبة مادة الصدم لفسحة الاختيار، إلا أن يغلب نمط الاختيار ويشيع بحيث يتعود فتكون له العادة طبيعة ثانية، على مثل حال المتكلمين بالعربية هذه الأيام.
26- إضاءتك في 211 جميلة – اقرأ - وهي من أثر موازنة التعابير مرة وحسن تقسيمها هي في نفسها مرة أخرى؛ فعندئذٍ يقف المنشد على أطرافها، ويبطئ الإيقاع.
27- لقد فصلت بين المتصلَيْن؛ فطروق حي الحبيبة على ما فيه من مهالك، هو الغي الذي أراد صاحبَه على أن يعينه عليه، كما فهمت أنت في مكان آخر من دون أن تستفيد مما فهمت! وطلب العون على هذه
النية، دليلٌ سَرَّبَه لنا لننتبه إلى ربانية رحلته، وإلا منعته شيطانيتها من عذول دخيل، والواحد كما في الأثر الشريف شيطان!
1. يعنيني أن أقول في مسألة حب الرجل لمرأة وحب المرأة للرجل، الذي ينتمي إليه على نحو ما، الفصل الثالث (ذروة القصيدة) كاملاً أحق مما نقلته في 218 وأكثر تبييناً؛ فإن في حصول الرجل على امرأته المناسبة، كماله الإنساني وكمالها.
2. من ثم يتخذ الصوفية نلك سبيلاً مجازياً لتحصيل الكمال الرباني.
28- أراد الشاعر بنداءيه في فصله الأخر نفسه التي اجتمع لها صفتا الجسارة والخبره اللتان لا تكادان تجتمعان لإنسان، فصرفتاه عن باطل الحياة إلى حقها؛ فينبغي لكل من اكتمل عليهما أن ينتصح بنصيحته، فيوفر على نفسه عمراً طويلاً.
1. وإن إضاءتك الأخيرة المتعلقة بذلك – 222 - " لكأن القصيدة بذلك هي الحياة.. هي رصيد البشرية عبر الأجيال"، - اقرأ – لولا ركاكة عبارتها الأخيرة، وليتك قلت: عالجت قصيدته إنسانية الإنسان؛ فاستحقت منزلة عليا من تراثه.
2. ولقد خطر لي في ذلك خاطر أُعلقه على إضاءتك الجميلة:
"يولد الإنسان فيسعى إلى الموت، ويولد الشاعر فيسعى إلى قصيدة حياته، حتى إذا ما وجدها مات"!
29- شغلت نفسك في ضمائر النص، بما بين ضمائر التكلم وضمائر الخطاب، وهي كلها عند التحصيل نوع واحد (ضمائر حضور)، وكان أولى بك أن تشتغل بما بين ضمائر الحضور وضمائر الغيبة.
30- يا أخي، لقد طلع الطغرائي بلاميته على الناس في دولة العجم، من باب الأدب، كما طلع الشنفري بلاميته من الباب نفسه، في صميم العرب، أفلا تريد الناس أن يسموها "لامية العجم"!
31- ولتدعني أبثك هذه الشجون: أمر في أثناء مثل منهجك هذا الجزئي، أرضى وأسخط وحدي، حتى إن ما فرغت بلي رضاي وبقي سخطي! أما المنهج النصي النحوي الذي طمحت إليه وعاقتك عنه السن، فلا يتركني حتى أستوعب المعالم الكلية، فأستوعب بها الجزئية، وكما تستعصي الكلية على البلى تستعصي الجزئية!
32- هاك لامية الطغرائي؛ فأنشد، وارق؛ فإن منزلتك عند منتهى صواب إنشادك، وأتبع السيئة الحسنة تمحها:
لامِيَّة الْعجمِ
أصالة الرأي صانتني عن الخطل وحلية الفضل زانتني لدى العطل
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شرع والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل
فيم الإقامة بالزوراء لا سكني بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناء عن الأهل صفر الكف منفرد كالسيف عري متناه عن الخلل
فلا صديق إليه مشتكي حزني ولا أنيس إليه منتهى جذلي
طال اغترابي حتى حن راحلتي ورحلها وقرى العسالة الذبل
وضج من لغب نضوي وعج لما يلقى ركابي ولج الركب في عذلي
أريد بسطة كفٍ أستعين بها على قضاء حقوق للعلى قبلي
والدهر يعرس آمالي ويقنعني من الغنيمة بعد الرد بالقفل
وذي شطاط كصدر الرمح معتقل بمثله غير هياب ولا وكل
حلو الفراهة مُر الجد قد مزجت بشدة البأس منه رقة الغزل
طردت سرح الكرى عن ورد مقلته والليل أغرى سوام النوم بالمقل
والركب ميل على الأكوار من طرب صاح وآخر من خمر الهوى ثمل
فقلت أدعوك للجلى لتنصرني وأنت تخذلني في الحادث الجلل
تنام عيني وعين النجم ساهرة وتستحيل وصبغ الليل لم يحل
فهل تعين على غي هممت به والغي يزجر أحيانا عن الفشل
إني أريد طروق الحي من إضم وقد حماه رماة من بني ثعل
يحمون بالبيض والسمر اللدان به سود الغدائر حمر الحلي والحلل
فسر بنا في ذمام الليل معتسفاً فنفحة الطيب تهدينا إلى الحلل
فالحب حيث العدى والأسد رابضة حول الكناس لها غاب من الأسل
نؤم ناشئة بالجزع قد سقيت نصالها بمياه الغنج والكحل
قد زاد طيب أحاديث الكرام بها ما بالكرائم من جبن ومن بخل
تبيت نار الهوى منهن في كبد حرى ونار القرى منهم على القلل
يقتلن أنضاء حب لا حراك بهم وينحرون كرام الخيل والإبل
يشفى لديغ الغواني في بيوتهم بنهلة من غدير الخمر والعسل
لعل إلمامة بالجزع ثانية يدب منها نسيم البرء في عللي
لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت برشقة من نبال الأعين النجل
ولا أهاب صفاح البيض تسعدني باللمح من خلل الأستار والكلل
ولا أخل بغزلان أغازلها ولو دهتني أسود الغيل بالغيل
حب السلامة يثني هم صاحبه عن المعالي ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً في الأرض أو سلماً في الجو فاعتزل
ودع غمار العلى للمقدمين على رتوبِها واقتنع منهن بالبلل
رضى الذليل بخفض العيش مسكنة والعز عند رسيم الأينق الذلل
فادرأ بها في نحور البيد جافلة معارضات مثانى اللجم بالجدل
إن العلى حدثتني وهي صادقة في ما تحدث إن العز في النقل
لو أن في شرف المأوى بلوغ منى لم تبرح الشمس يوماً دارة الحمل
أهبت بالحظ لو ناديت مستمعاً والحظ عني بالجهال في شغل
لعله إن بدا فضلي ونقصهم لعينه نام عنهم أو تنبه لي
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق الدهر لولا فسحة الأمل
لم أرتض العيش والأيام مقبلة فكيف أرضى وقد ولت على عجل
غالى بنفسي عرفاني بقيمتها فصنتها عن رخيص القدر مبتذل
وعادة النصل أن يزهى بجوهره وليس يعمل إلا في يدي بطل
ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني حتى أرى دولة الأوغاد والسفل
تقدمتني أناس كان شوطهم وراء خطوي لو أمشي على مهل
هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا من قبله فتمنى فسحة الأجل
وإن علاني من دوني فلا عجب لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل
فاصبر لها غر محتال ولا ضجر في حادث الدهر ما يغني عن الحيل
أعدى عدوك أدنى من وثقت به فحانر الناس واصحبهم على دخل
فإنما رجل الدنيا وواحدها من لا يعول في الدنيا على رجل
وحسن ظنك بالأيام معجزة فظن شراً وكن منها على وجل
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت مسافة الخلف بين القول والعمل
وشان صدقك عند الناس كذبهم وهل يطابق معوج بمعتدل
إن كان ينجع شيء في ثباتهم على العهود فسبق السيف للعذل
يا واردا سؤر عيش كله كدر أنفقت صفوك في أيامك الأول
فيم اقتحامك لج البحر تركبه وأنت يكفيك منه مصة الوشل
ملك القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه إلى الأنصار والخول
ترجو البقاء بدارٍ لا ثبات لها فهل سمعت بظل غر منتقل
ويا خبيراً على الأسرار مطلعاً أصمت ففي الصمت منجاة من الزلل
قد رشحوك لأمر إن فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
32 هاك لامية الطغرائي؛ فأنكد، وارق؛ فإن منزلتك عند منتهى صواب
إنكادك، وأتبع السيئة الحسنة تمحها:
وسوم: العدد 625