نسبة شعر لم يُنْسَب
مِنْ شأن المحقِّق فيما يعالج من نصوصٍ نسبةُ الشعر الوارد فيها إلى قائله ما أمكنه ذلك.
وهذه كلمةٌ أتناول فيها ما خفي على محقِّقٍ نسبتُه من الشعر:
♦ قال الأستاذ محمود شاكر في تعليقه على بيتٍ أورده الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر) (2/866)، وهو:
وما ينظر الحُكامُ بالفصل بعدما ♦♦♦ بدا واضحٌ ذو غرة وحجولِ
قال: "لم أقف على البيت".
قلت: هو في "ديوان الحطيئة"[1]، وقبله:
ورثتَ تراثَ الأحوصين فلم يضعْ ♦♦♦ إلى ابني طفيلٍ مالكٍ وعقيلِ
• • •
♦ وقال علي بن أفلح العبسي (ت: 535هـ) في كتابه "البديع" صـ 181:
"وقال:
ويسيء بالإحسان ظنًّا لا كمَنْ ♦♦♦ هو بابنهِ وبشعرهِ مفتونُ".
وعلق المحقِّقُ الأستاذ إبراهيم صالح بقوله: "البيت في زهر الآداب (1/5) بلا نسبة".
قلت: البيت لأبي تمّام في "ديوانه"، من قصيدةٍ مطلعها:
وأبي المنازلِ إنها لشجونُ ♦♦♦ وعلى العُجُومَةِ إِنّها لَتُبِينُ
• • •
♦ وقال الكافيجي (ت: 879هـ) في "المختصر في علم التاريخ" صـ 339:
"مِنْ هذا القبيل قول مَنْ قال:
فيا دارَها بالخيفِ إنَّ مزارَها ♦♦♦ قريبٌ ولكن دون ذلك أهوالُ".
وعلق المحقِّقُ فرانز روزنثال بقوله:
"في أ: وأهواله. وهذا شعرٌ لشاعرٍ قديمٍ فيما يبدو، ولكن لم أستطع معرفته"!
والبيت من شعر أبي العلاء المعرّي المشهور.
[1] والفضل في معرفته للبرامج الإلكترونية، وأعوذ بالله من ادّعاء المعرفة، والتعالي على العلماء، وزهو النفس بغير حق.
وسوم: العدد 647