المجال الشعري

الشعر موهبة ودراسة وإبداع وليس كل من كتب في الأدب شاعرا ولكن كل

شاعر يمكن أن يكتب في الأدب

الأدب يمثل الشواطئ والشعر يمثل بحورا لا يسبح فيه ولا يغوص طالبا دررها 

ولؤلؤها ومرجانها سوى الشاعر.

سـُئل أبو تمام الشاعر العباسي لماذا تنظم ما لا يفهم من الشعر فأجاب لماذا لا تفهم ما يقال.

عند الغوص في بحور الشعر الجاهلي لا نجد شاعرا ألحن بقواعد الإعراب أو الوزن العروضي 

أبدا مع أنه لم يجر تدويين هذين العلمين في الكتب ولكن الفراهيدي طاف في بادية الجزيرة

العربية وجمع 16 بحرا واقترح استعمال كلمة فعل واشتق منها التفاعيل

وهي فعلن فعولن مفاعيلن متفاعلن فاعلاتن فاعلن متفعلن فالاتن  وفعو وفعلتان بكسر العين 

أتساءل وبحرارة صعبة التفسير كيف اتقنت أمة أمية قواعد الفصحى وبحور الشعر الموزون والمقفى 

هذه العلوم النحوية والعروضية بإتقان محكم وما ظهر اللحن والأخطاء النحوية إلا بعد الفتح الإسلامي 

 ونأتي للقرآن رغم أعجازه البلاغي والبياني والنحوي الخ وهو من كلام الله تعالى ولم يعجز

البدو والحضر أيام الرسول عليه السلام في فهمه وما أحتاجوا لكتب التفسير القرآني

ونحن هنا ننوه بشكل عريض وصوت عال أن مفردات اللغة العربية هي أوسع لغات العالم وأكثرها

مفردات تكون متشابهة في المعنى ظاهريا لكن دلالاتها تغطي الكم الهائل من التعليل والإشتقاق 

والتصغير والتكبير والتشبيه المباشر وغير المباشر وكثرة الأسماء للشئ الواحد فمثلا للخيل أكثر

من عشرين إسما وللسيف مثلا مهند سيف واليماني والصارم وصوت السيوف هو الصليل 

والأسد كثلا ليث ورد هزبر غضنفر الخ 

وقال الشاعر  في البحر على وزن فعولن فعولن فعولن فعو

أخي جاوز الظالمون المدى       فـحـق الـجـهـاد وحق الفدى 

وليسوا بغير صليل السيــــــــــوف يجيبون صوتا لنا أو صدى

وللمتنبي  في مدحه لوالي مدينة شفاعمر عندما جندل أسدا

بسوطه عند بحيرة طبريا 

أمعفر الليث الهزبر بسوطه      لمن ادخرت الصارم المصقولا 

ورد ٌ إذا ورد البحيرة شاربا    وصل الفرات زئيره والنيلا       

ممـا تقدم نجد أن اللغة العربية أعجزت العلوج عن نطقها وخصوصا

حروفها التالية  الصاد والضاد والطاء والظاء ثم الترتيل والتجويد

القرآن هو علم قائم بذاته لا يتقنه إلا المتفقهون جيدا بعلم التلاوة

من المقرئين  ولم نجده في تلاوة تراتيل الأناجيل والتوراو التلموذ 

سمعت قصة وأنا في بلد أسيوي أن صينيا سمع مسلما يجود

القرآن فجلس منصتا وما انتهى القارئ حتى سأله الصيني

ما تقرأ فأعلمه وتلا عليه آيات أخرى فأسلم وكان المشركون

يتحاشون سماع التلاوة خوفا من دخول أصحاب القلوب الرقيقة

في الإسلام أما أصحاب القلوب الغليظة فينفرون من ذلك

قال تعالى للرسول ولو كنت فظا غليظ القلب فانفضورا من حولك 

والقرأن لا يتلى في الصلاة مترجما بل بنصه الأصلي الذي به

القرآن وهي خاصية فريدة في اللغة العربية    

وسوم: العدد 678