وداعا د. إبراهيم أبو هلال
غيّب الموت في هذا اليوم الحزين الأخ والصّديق الدّكتور ابراهيم أبو هلال، وهذا خبر مفجع لكلّ من عرفوا هذا الانسان الرّائع، فوالله إنّ العين لتدمع وإن القلب ليحزن، "وإنّا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون"، فأن أستيقظ هذا اليوم في غربتي خارج الوطن على هكذا خبر، فإنّ حزني يتضاعف خصوصا وأنّني لا أستطيع أن ألقي نظرة الوداع على هذا الانسان الذي أكنّ له المودّة والاحترام. صمتّ وحدي عندما قرأت الخبر الفاجع، تعطّلت قواي، عادت بي الذّاكرة إلى مواقف كثيرة لا تنسى، تذكّرت مقولة للإمام عليّ يقول فيها: "أكره الحق، وأهرب من رحمة الله، وأصلي على النّبيّ دون وضوء! فسئل: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال: أكره الموت وهو حق، وأهرب من المطر وهو رحمة من الله، وأصلي على الرّسول دون وضوء." ووالله إنّ الموت مكروه مع أنّه حقّ على الأحياء كلهم، خصوصا إذا ما اختطف إنسانا أخا وصديقا وفيّا كالدّكتور إبراهيم أبو هلال الذي ينضح حبّا انسانيّا قلّ مثيله.
رحل الدّكتور إبراهيم أبو هلال تاركا سمعة وسيرة عطرة ستخلّده في قلوب من عرفوه، رحل الانسان النّقيّ الذي لم يحمل ضغينة لأحد، رحل نصير الفقراء الذي لم يطمع يوما في أموال الفقراء ولا الأغنياء، رحل الانسان الذي كان يستقرئ حالة مرضاه بعينين ثاقبتين، فيقدّم خدماته الطبّيّة المجانيّة لهم ولمن يحتاجها.
رحل طبيب الأسنان الذي ودّع ابنته صابرا محتسبا كاظما حزنه وهي في عمر الورود، رحل الطّبيب الذي أفنى اثني عشر عاما من عمره أسيرا خلف القضبان، رحل الدّكتور إبراهيم أبو هلال؛ ليترك غصّة في قلب من عرفوه كلهم، رحل الدّكتور إبراهيم أبو هلال تاركا ذكرى عطرة أغلى من كنوز الأرض، فإلى رحمة الله يا إبراهيم ووالله إنّ لموتك لمحزونون، والعزاء لزوجتك وأبنائك وذويك ولنا جميعا.
وسوم: العدد 782