ستظل في كل المنابر تنذر في تكريم د. منذر عياشي
الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل " يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ......" وأصلي وأسلم على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعين، القائل " العلماء ورثة الأنبياء ... " وبعد:
فإن من يعاشر أستاذنا د. منذر عياشي أستاذ اللسانيات في جامعة البحرين، عن قرب، يستطيع أن يدرك بعض خصاله وشمائله، ومن أهم ما يتميز به بين إخوانه وزملائه من ناحية، وبين طلابه من ناحية أخرى: رسوخ علمه وجميل خلقه.
أما رسوخ العلم فقد اتضح ذلك من بحوثه وكتبه، ومداخلاته ومناقشاته، في المنتديات أو الندوات والمؤتمرات، ويحق له أن يفخر بذلك، على حد قول القائل:
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وأما جميل خلقه، فقد ظهر في مواطن كثيرة، ومن أهم هذه الأخلاق تواضعه الجم، ومما عجبت له أنه ما خاطب صغيرا أو كبيرا في القسم غالبا إلا بقوله " يا سيدي أو يا مولاي" ، وما زلت أتذكر له تواضعه الجم عندما كان رئيسا للجنة الثقافية بالقسم، وفي كل محاضرة أو فعالية كانت تقيمها اللجنة، يظهر وكأنه هو خادم هذه اللجنة لا رئيسها، حيث كان هو الذي يمسك الميكروفون ويوزعه على المتداخلين، ويظل يجري بهذا الميكروفون ـ وهو الكبير الوقور ــ يمنة ويسرة، وشمالا وجنوبا، حتى ينتهى الحضور من مداخلاتهم ومناقشاتهم، وهذا عمل يمكن أن يقوم به أحد طلابه فقط .
الآن أخاطبك بما كنت تخاطبني به: سيدي الكريم ومولاي د. منذر عياشي
يتأبى عليّ الشعر في أحيان كثيرة، ولا وقت عندي لمحايلته حتى أسترضيه وأستميله، وأنت تعلم قدر مشاغل الدراسة ولوازمها من الدرس والبحث واللجان والامتحانات وغيرها هنا في البحرين، لكني وقفت له فجر اليوم وقفة، قائلا له إلا مع د. منذر، فهو يستحق كل تقدير واحترام، وأخيرا، جاد عليّ بهذه الأبيات أو تلكم القصيدة وهي بعنوان:
"ستظل في كل المنابر تنذر “
د. محمود السيد داود
وسوم: العدد 999