رحم الله معلمنا الأستاذ الدكتور حامد صادق قنيبي:
٩/المحرَّم/١٤٤٤
استنبول
(الصَّادقُ الوعدِ)
واذ يفقد الأدب العربي علما من أعلامه؛ الاستاذ الدكتور حامد صادق د.حامد قنيبي
.
..........
استنبول
٩/١/١٤٤٤
الى روح معلمنا؛ الأستاذ الدكتور "أبي الصادق" حامد صادق قنيبي ، رحمه الله:
.
عمان
٦/٨/٢٠٢٢
قالوا جزعْتَ فقلتُ الخَطْبُ أرداني = هوى لهُ "أُحدٌ" .. من ثُكْلِ "ثَهلانِ"
ماتَ الهدى والمنى.. مات التُّقى والنَّقا = والصادقُ الوعدِ قد وفَّى لرحمنِ
يا حامداً لستُ أدري ما أقولُ له = فالشِّعرُ يقْصُرُ عن وصفٍ لإحسانِ
أمَّا القوافي ففي إقوائِها حَزَنٌ = تهتزُّ إيطاءً في لَيِّ ثعبانِ
تعيى الحروفُ وتثوي في مخارجِها = فما قريضي يُداني صرحَه البَاني
ويُبرِدُ الدمعُ آهاتٍ مبرَّحة= والدمعُ يجري بسيلِ الوَجدِ هتَّانِ
لكنَّ حبِّي له يقتادُ قافيتي = لكي أصوغَ عقوداً مثلَ " حسَّانِ "
فمن دموعي أصوغُ الشعرَ مأثرةً = وأنظمُ الشعرَ في أخلاقِ " حمدانِ "
وأجعلُ القَطْرَ من عينيَّ في وَلَهٍ = مدادَ شعري بوصفِ "الحامدِ" الهاني
ولستُ أرثي له محامداً هلكت = فذكرُه باقٍ للإنسِ والجانِ
يا صادقَ الوعدِ كم في الفقدِ من ألمٍ =لكنني لائذٌ في ثَبْتِ إيماني
عَيَّ اللِّسانُ فلا شعرٌ أنظِّمُهُ = وأُضرمَ الوَجْدُ في بحرٍ لأوزاني
تلعثمَ القلبُ من حزنٍ بقافيةٍ = وقد تلا الكونُ أحزاناً لأشجانِ
الصَّادقُ الوعدِ قد وافى منيَّتَهُ = وقد وفَى اللَه من سلمٍ وايمانِ
يُصعِّدُ الخطوَ نحو الخلدِ في دَأبٍ = فالمكثُ في أرضِنا يحدو بأحزانِ
قد عاشَ للمجدِ لم يحفل بمن سفلوا = ولا يبالي بمن عاشوا كعبدانِ
كم صانَ للضَّاد عزاً عزَّ عن مثلٍ = به سما في عُلاء المجدِ والشانِ
ستين عاماً مكثتَ العمرَ في وَصَبٍ = مصابراً تغتذي مصلاً لايمانِ
يا للعروبةِ تبكيه بلا عَطَلٍ = تكفكفُ الدمعَ من فقْدٍ وحرمانِ
وللنَّدى فيضُ حزنٍ في تَوجُّدِه = والجودُ صنوٌ له في نعي خلانِ
و"حاتمٌ" في أساهُ قد بدا جَزِعاً = والروحُ حرَّى بتبريحٍ لوجدانِ
وفي عُمَانٍ صروحُ المجدِ تندبُهُ = وأسمعُ الرَّجعَ في ترديدِ عمَّانِ
الشَّامُ تُبدي دموعاً بدمٍ قانٍ = ترى السيولَ لها تجري ببغدانِ
" وللخليلِ" عيونٌ فاضَ مدمعُها = وللغزالةِ كسْفُ الوجهِ في انِ
الهة الشِّعرِ ثكلى تصطلي حَزناً = والكونُ يُصغي لها سمعاً باذانِ
يا للَّغاتِ تنوحُ اليوم ... تفقدُهُ = فللجوى رجْعُ اهاتٍ لاخوانِ
....لكنّنا لن نموتَ اليومَ من كَمدٍ = فحسبُنا أنَّه في ركْبِ ضِيفانِ
واللهُ أنزلَهم في عَدنِهِ كَرماً = يا حبَّذا الخلدُ في جنَّاتِ رحمَنِ
فغُذَّ سيرَكَ نحوَ الخُلدِ في لَهفٍ = تلقَ المنى،، والهاً غيرَ غضبَانِ
أرثيك أم أرثي بقاءنا عمراً = انَّ الحياةَ حياةُ العالَمِ الثَّاني
من عاشَ مثلَ نبيِّ اللهِ من قِدَمٍ = نوحٍ ،، ومن عُجِّلَ الاهلاكَ: سيَّانِ
هو المعاشُ كما عاينته غِيَرٌ = يومٌ عليكَ ويومٌ بالهنا دانِ
لو كانَ خُلْدٌ لكانَ الأنبياءُ به = أَولى وما ماتَ من تعْسٍّ بها هاني
يا صادقَ الوعدِ ما في الموتِ من حرجٍ = انْ كان زادُكُمُ من وحي رحمنِ
من علَّمَ الجيلَ اماداً مواليةً = وخرَّجَ الفوج تلو الفوج في انِ
يا باني العقل في علمٍ وفي خلقٍ = نعْمَ المربي ونِعمَ القائد الباني
انَّ المعلمَ كنزٌ ليس يكنهه = الاَّ الذي ذاقَ من ترياقِ عِرفانِ
قمْ للمعلمِ وفِّ الفضلَ منحنياً = هو الرسولُ لزرعِ العزِّ والشَّانِ
ما ماتَ من خلَّفَ الطلابَ في ارثٍ = من العلومِ لرهطِ الانسِ والجانِ
ما ماتَ أستاذُنا والكتْبُ تصدقُهً = ميراثَ علمٍ لقاصي الأرضِ والدَّاني
طوبى 'أبا الصَّادقِ" المحمودِ سيرتُه = طوبى بخلدٍ دنا نُعمى لرحمنِ