إلى الأخ الفاضل المهندس / محمد عبدالرحمن تسقية ... وفقه الله
( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) 67/ الزخرف
من أخيك : شريف قاسم
يبقى الثناءُ لصفوةِ الشَّهباءِ=حلب الفخـارِ بشامنا الفيحــاءِ
قد أنجبتْ منذ القديمِ أشاوسًا=والصَّفوةَ المثــلى من العلماءِ
ولـربَّمــا يطوي الزمانُ مَن ارتأى=قــدْرًا ولم يُـدرك ذرا العلياءِ
إنَّ المناقبَ للنفوسِ كريمةٌ=بخَصالِ أهــلِ السِّيرةِ الحسناءِ
يحيا الشَّبابُ بخُلْقِه وبدينِه=وسجيَّةٍ تحلو وحُسْنِ رُواءِ
وجميلِ إيثارٍ وطيبِ تواصُلٍ=ومودَّةٍ تُزْجَـى إلى النُّدماءِ
ولكلِّ نفسٍ بالإخاءِ تعهدتْ=ما للإخــا في عهـدةٍ النُّجباءِ
والغـــربةُ العمياءُ باتتْ تصطفي=أهلَ الوفاءِ ونخبةَ الفضلاءِ
حيثُ الأصولُ الفارعاتُ جليَّةٌ=ومع النَّدى والودِّ في الآناءِ
وهي اختبارٌ للتكافلِ لــم تزلْ=بجبينِ روَّاحٍ بها غدَّاءِ
طوبى لمثلكِ (يامحمد) باسمًـا=وظفرْتَ من حُللِ العلى برداءِ
أنصفْتَها حيثُ المحاتدُ زيَّنتْ=فِعلَ الجدودِ الصِّيدِ في الأبناءِ
(لأبي عبيدة) في مداها طلعةٌ=فيهـا الرقيُّ لسيرة النُّبَلاءِ
ومشيتَ في قيمِ الإخاءِ مترجِمًـا=معنى السَّنا في الليلة الظلماءِ
فالخُلْقُ من شِيمِ الشبابِ رواؤُه=وهُـو الحديثُ العذْبُ في الإنشاءِ
في سيرة الصُّلحاءِ يرفعُ شأنَهم=ماغابَ عن وجـهِ الفتى بلقاءِ
وبه تسامتْ نفسُه وتهللتْ=بالبِشرِ بين النَّـاسِ لا الخيلاءِ
تبقى شمائلُ مَن تطيبُ فِعالُه=كالحقلِ أوفى فائحَ الأشذاءِ
بوركتَ فخرًا في منابت أسرةٍ=تحكي أصولَ مكانةَ القدماءِ
والله جــلَّ جلالُـه يرعى الذي=صـدق العهودَ بهمَّـةٍ و ولاءِ
ولحاملي القيمِ الوضاءِ منازلٌ=عند الإلـهِ جليلةُ الإطراءِ
وحفاوةٌ لِمَـن اشتراها هاهنــا=جاءتْ بها البشراءُ للسُّعداءِ
فيما تقومُ بــه رسالةُ رفعةٍ=لـلـدِّينِ دين اللهِ في الغبــراءِ
فوظيفةٌ تُرعَى الحقوقُ بِنُبْلِهَـا=هي للموظفِ شارةُ الأكفـاءِ
فاظفرِ بهـا لثوابِ يومٍ يُزْدَرَى= مَن يستخفُّ بحـالةِ الغرباءِ
وتحيَّةٌ منِّي إليكَ يضمُّها=شكري وتقديري وصدقُ ثنائي
ودعاؤُنا لـكَ بالمفازةٍ والهدى=في الدِّيـنِ والدنيا بــلا لأواءِ
لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًةٌ موعودةٌ=بصريحِ مافي السِّفرِ والإيمـاءِ
طوبى لكم هذا الهدى في أسرةٍ=محمودةِ الإتقانِ في الصُّلحاءِ
لأبيك هذا الفضلُ في أيامكم=في طيبِ تربيةٍ وحُسنِ أداءِ
عشتُم على قيمِ الحنيفِ فشأنُكم=عالٍ وخيرُ السَّعيُ للعلياءِ
لأبي (محمد) نفحُ أشذاءِ الصَّبا=تومي بطيبِ الأصلِ في الأُمناءِ
ندعو لكم حفظَ البنين بغربةٍ=ربَّ السَّماءِ وخالقَ الأشياءِ
فالله يحفظكم ويرعى خطوَكم=أنَّـى اتَّجهتُم في مدى الغبراءِ
ويعيدُنا ويعيدُكم لبلادنا=بلدِ الإبــا ذات اليدِ البيضاءِ